طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تشارك بجناح يؤرخ لمسيرة إعلامية

هدى بوعطيح

عارض و200 ألف عنوان في أكبر تظاهرة ثقافية بالجزائر

يدشن، اليوم، الوزير الأول عبد المالك سلال، الطبعة 19 للمعرض الدولي للكتاب، الذي يشهد هذه السنة مشاركة قوية لدور نشر عربية وأجنبية، حيث يلتقي 900 عارض في واحدة من أكبر التظاهرات الثقافية في الجزائر، والتي يحتضنها قصر المعارض بالصنوبر البحري، إلى غاية 08 نوفمبر الداخل.
تواصل الجزائر في إحياء المشهد الثقافي، باحتضانها المستمر لهذه التظاهرة، لتكون بذلك فضاء مفتوحا على مختلف الثقافات، وجسرا للتواصل بين الأدباء والكتاب والمثقفين والناشرين، ومنبرا رحبا يكتشف فيه القراء وهواة المطالعة أحدث الإصدارات في العالم، من خلال العناوين التي تتزين بها رفوف المعرض والتي تتجاوز 200 ألف عنوان في مختلف التخصصات والمجالات، من شأنها إشباع نهم الزوار المعرفي، والذين مافتئ عددهم يتزايد عاما بعد عام، مقبلين على هذا الصالون الذي أصبح من بين أبرز مواعيد الكتاب، حيث يحتل المرتبة الأولى إفريقيا والثالثة عالميا، بحسب تصريح محافظ المعرض مسعودي حميدو.
الاحتفاء بستينية الفاتح نوفمبر
ارتأى منظمو الصالون الدولي للكتاب الاحتفاء هذه السنة بالذكرى 60 لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى، حيث سطروا لذلك نشاطات متنوعة تشمل ندوات وموائد مستديرة مخصصة لإحياء ذكرى أول نوفمبر، بمشاركة نخبة من المؤرخين القادمين من قارات العالم الخمس، أمثال محمد القورصو، محند اعمر، بورنا بونياتو من إيطاليا، جيمس هاوز من بريطانيا، بنجامين برووار من الولايات المتحدة الأمريكية، دومينيك والون من فرنسا والصيني ليو لين... سيتدارسون صدى ثورة التحرير في العالم وانعكاساتها على المعمورة، من خلال التطرق إلى مجموعة من المحاور، من بينها «التأليف خلال الثورة»، «ناشرون مناضلون من أجل استقلال الجزائر» و»كيف نحرر التاريخ من التأثير الاستعماري».
وتشهد الفعالية أيضا، تكريم عدد من الأسماء التاريخية والأدبية، لاسيما تلك التي عرف عنها وقوفها إلى جانب الحركات التحريرية، ومساندتها بالدرجة الأولى للثورة التحريرية الكبرى، على رأسهم صاحب رائعة «مائة عام من العزلة» غابرييل غارسيا ماركيز، الذي وافته المنية في 17 من أفريل الماضي، وشاعر المقاومة الفلسطينية الراحل سميح القاسم، وذلك من خلال تنظيم ندوة فكرية للحديث عن مسار وتجربة الكاتبين، بمشاركة نخبة من الكتاب والشعراء.
ولم ينسَ منظمو التظاهرة، تكريم فقيد الجزائر، المؤرخ أبوالقاسم سعد الله، المتوفى سنة 2013، إلى جانب الكاتب إيمانويل روبليس، والصحافي والمناضل المناهض للاستعمار، جان لوي هورست، الذي توفي في ماي 2014.
كما خصصت إدارة المعرض، في إطار برنامجها التكريمي، يومين دراسيين للمفكر والسياسي الجزائري مصطفى الأشرف، الذي وافته المنية سنة 2000، وذلك بهدف تسليط الضوء على أحد أعضاء المجلس الوطني للثورة، وأحد المشاركين في صياغة ما يسمى بـ «برنامج طرابلس» الذي حدد بكل وضوح الأسس التي تقوم عليها الدولة الجزائرية، وطابعها الديمقراطي الشعبي.
وفي ذات السياق، خصص المنظمون جانبا من برنامجهم لعلاقة الصحافة بالأدب، بمشاركة نحو 30 صحافيا مؤلفا، على غرار هاجر قويدري وحبيب أيوب وكمال داود ويوسف ادريس... ومحور آخر حول العلاقة بين الأدب والفن السابع من خلال عرض أفلام مقتبسة من روايات، وذلك بالمساهمة مع متحف السينما للجزائر العاصمة.
 الولايات المتحدة الأمريكية ضيف شرف
تحط الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر كضيف شرف الطبعة 19 للصالون الدولي للكتاب. وبهذا الخصوص أبرز محافظ المعرض مسعودي حميدو، أن ذلك يرجع لعدة أسباب منها، مساندة الولايات المتحدة للجزائر خلال حقبة الاستعمار في المحفل الأممي ووقوفوفها إلى جانب حق تقرير مصيرها، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير للشباب الجزائري باللغة الإنجليزية وكذا المشاركة القيمة للولايات المتحدة خلال الطبعة الحالية، حيث سيتم عرض مجسّم لمكتبة الكونغرس التي تعد من أضخم المكتبات، كما سيتم تخصيص قسم خاص بكتاب الطفل باللغة الإنكليزية وكذا مشاركة كتاب ومخرجين أمريكيين وعرض لعدد من الأفلام السينمائية الأمريكية.
أم الجرائد في الموعد
ستكون يومية «الشعب» حاضرة في المعرض الدولي للكتاب في طبعته 19، حيث يحظى الزوار على مدار الفعالية بشرف التعرّف على أول صحيفة وطنية ناطقة باللغة العربية صدرت بعد الاستقلال الوطني، ذات 11 ديسمبر 1962.
وستعمل الجريدة على مواكبة مختلف النشاطات والفعاليات التي يشهدها المعرض، مواصلة لمسيرتها في تتبع الأحداث الكبرى التي تشهدها الجزائر، سواء في المجالات الثقافية أو الاقتصادية أو العلمية. وقد أكدت «الشعب» حضورها في مختلف المعارض، حيث ستتواجد بجناح خاص بها في الصالون الدولي للكتاب، لتكون حاضرة عن قرب في هذا الموعد الثقافي الهام، وتنقل لقرائها أحدث وآخر مستجدات الساحة الثقافية، فضلا عن التواصل مع مختلف الكتاب والمثقفين من المشاركين، لتكون بمثابة الجسر الذي يصل القارئ بكاتبه.
جناح القصبة ملاذ الطفل
تم تخصيص هذه السنة بالمعرض الدولي للكتاب جناح خاص بالطفل، حيث ستجد هذه الفئة بجناح «القصبة» ملاذها، في المجال التربوي والترفيهي. كما سيتم برمجة نشاط ترفيهي تثقيفي من خلال «حكواتي» يقوم برواية القصص على الأطفال، بالإضافة إلى مشاركة جمعيات متخصصة كـ»القارئ الصغير».