طباعة هذه الصفحة

لجنة التحكيم وصفته بمجنون الغناء وأكدت بأن أغانيه تقدم ثقافة مغايرة

يوغرطـة يعيد الـتراث الموسيقي الجزائــري إلى الركح العـربي ويصنـع التميــز

هدى بوعطيح

حين سألت لجنة تحكيم البرنامج الغنائي «أراب آيدل» المترشح الجزائري أجراد يوغرطة عن حلمه، أجابهم بثقة كبيرة «أراب آيدل 2014»، ولم يكن كلام أجراد مجرد حديث، حيث أثبت جدارته، وأصبح منافسا شرسا لبقية المترشحين القادمين من مختلف الدول العربية، والذين يتميزون بصوتهم القوي والشجي.
لم يكن ابن مدينة البويرة، كغيره من المترشحين الجزائريين الذين سبقوه إلى مثل هاته البرامج سواء ستار أكاديمي أو إكس فاكتور.. حيث حمل على عاتقه مهمة بعث الموسيقي الجزائرية إلى الركح العربي، بتقديمه لأغاني من عمق التراث، تمكن من خلالها من أن يزلزل مسرح أراب آيدل، ويوصل موسيقانا إلى مسامع الجمهور المتواجد بالقاعة والذي تفاعل معها بقوة، لا سيما حين أدى أغنية «وهران وهران» للفنان الكبير الراحل أحمد وهبي، كما غنى «بالله يا غزالي» في طابع المالوف لمحمد طاهر الفرقاني، وحين قدم أغنية «مجنون» لرامي عياش انتقل أجراد إلى منطقة الخطر، ولم يفز بإعجاب لجنة التحكيم التي تضم وائل كفوري، نانسي عجرم، أحلام وحسن الشافعي، وتدارك الملقب بـ»يوبا» الوضع، حين قدم في البرايم الأخير أغنية من التراث الجزائري العريق، أحسن اختيارها وأداها بشكل متقن ومميز بالرغم من صعوبة الإيقاع والأداء، حيث غنى الفلامنكو الأندلسي من خلال أغنية «عشقت طفلة أندلسية»، تمكن من خلالها إلهاب ركح أراب آيدل، وأدحض القاعدة التي تقول بأن الأغنية الجزائرية غير مفهومة  أو تقتصر فقط على بعض الأغاني للفنانين الذين ذاع صيتهم عالميا.
وبهذا أثبت أجراد أن الموسيقى الجزائرية بكل طبوعها يمكنها أن تصل إلى العالمية وتصنع التحدي.. وهي الأغاني التي مكنته من الوصول إلى مراحل متقدمة من المسابقة وأهلته للتنافس على اللقب في حال ما لم يخذله الجمهور الجزائري بالتصويت، لا سيما وأنه يلقى القبول الكامل لدى لجنة التحيكم التي تثني في كل مرة على آدائه المتميز، فقد أكد له حسن الشافعي أن الطابع الذي يغنيه في كل حفل يضيف لكل فرد في اللجنة ثقافة مغايرة تماما عن التي يمتلكها، ووصف صوته بالغريب والأداء الجيد، وقال له «جعلتني اكتشف الموسيقى الجزائرية العريقة».
 في حين وصف وائل كفوري أجراد بـ»مجنون غناء»، موضحا بأنه يمتلك صوتا لا ينقصه شيء، وطالبه بالعمل على مزج الأجنبي والغربي بالشرقي.
ورددت أحلام «وان تو ثري فيفا لالجيري»، واعتبرته سفير الطبوع الجزائرية.
وبذلك يكون أجراد يوغرطة قد وفق في اختيار الطابع الذي يتنافس به أمام أقوى الأصوات من مختلف الدول العربية، ولم يخذله التراث الموسيقي الجزائري في تأهله لمراحل متقدمة من البرنامج المنوعاتي التنافسي «أراب آيدل»، عكس متسابقين جزائريين آخرين الذي فضلوا الأغاني الغربية والشرقية، غير أن مشوارهم انتهى مع بداياته، عكس «يوبا» الذي يتواجد حاليا ضمن أقوى 10 أصوات في البرنامج، ويعتبر من المرشحين للفوز باللقب.
للإشارة أجراد يوغرطة، يبلغ من العمر 22 سنة، خريج مدرسة «ألحان وشباب» لاكتشاف المواهب، ابن مغني الشعبي محمد اجراد، بدأ الغناء منذ الصغر.. بداياته كانت كضابط إيقاع، درس الغناء الاوبرالي الغربي ويعمل على المزج بين الأوبرا الغربية والغناء الشرقي والجزائري.