طباعة هذه الصفحة

معركة الجحفة بأم البواقي

تلقـين درس لاينسى للقيـادات العسكـرية الفــرنسيـة

أم البواقي : عقيدي محمد

وقعت المعركة بجبل الجحفة الذي يحد كلا من منطقة عين الديس وعين ملوك بتاريخ 01 سبتمبر 1955، حيث كانت الثورة في بدايتها ولأجل إرساء دعائمها بهذه الجهة تنقلت أفواج المجاهدين الأولى إليها وعقدت عدة اجتماعات لتوعية المدنيين بمختلف المشاتي للالتفاف حول جبهة وجيش التحرير الوطني وكان من أبرز القادة الذين قاموا بهذه المهمة الشهيد شعبان لغرور الذي كان يقدم التوجيهات والتعليمات الصارمة للشعب للتخلي عن دفع الضرائب للخزينة الفرنسية ، وحث الموظفين والمتعاملين مع مصالح الاستعمار على التخلي عن وظائفهم ، ولاستكمال هذه المهمة تمركزت المجموعة التي يقودها الشهيد بهذه المنطقة لعدة أيام ، وعلى حين غفلة منهم تسرّب أحد الخونة واتصل بقوات الاستعمار ويحتمل أنه أبلغهم بموقع المجموعة فتحرك الجيش الفرنسي بعدته وعتاده إلى المكان ووصل النبأ إلى المجاهدين متأخرا عن طريق أحد المناضلين الذي أعلمهم باتجاه تحرك القوات الفرنسية فلم يكن الانسحاب ممكنا ، فأصدر الشهيد شعبان لغرور أوامره للافواج للاستعداد للمواجهة والتوزع والتمركز عبر نقاط مختلفة ، ثم التحقت بالمجموعة أفواج أخرى من المجاهدين كان أبرزها الفوج الذي يقوده سي الرميلي الذي تحرك من منطقة بئر السطل وكذلك فوج آخر تقدم من منطقة فم لحليق، ووصل العدد الإجمالي لأفراد جيش التحرير في هذه المعركة إلى حوالي 150 جندي مجهزين بأسلحة خفيفة .
انطلقت المعركة في ساعة مبكرة وبمرور الوقت احتدمت المواجهة وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الطرفين ، مما دفع بقوات الاستعمار إلى الاستعانة بسلاح الطيران حيث شاركت عشر طائرات بقصفها الهمجي وبشكل عشوائي لأجل دك مواقع تمركز أفواج جيش التحرير وفي حدود الساعة الخامسة مساء خف صوت إطلاق الرصاص ودوي القنابل ، ثم توقف بشكل نهائي لينجلي مشهد المعركة الضاربة التي قدّم فيها جيش التحرير ستين شهيدا من بينهم قائد المجموعة الشهيد شعبان لغرور أما قوات الاستعمار فتكبّدت خسائر جسيمة حيث شاهد السكان تدخل فرق المسعفين لنقل الموتى والجرحى بواسطة سيارات الإسعاف العسكرية .
كما سقط خلال هذه المعركة عدد من المدنيين العزل ، وشنّت قوات الاستعمار حملة كبيرة من التفتيش والمداهمة للمساكن بالمشاتي المجاورة لموقع المعركة وعمدت إلى أساليبها الدنيئة حيث أحرقت المحاصيل الزراعية المكدسة التي تم جنيها خلال فصل الصيف، كما عاقبت السكان من خلال حرق وهدم المنازل.