طباعة هذه الصفحة

أستاذ العلوم السياسية رابح لعروسي لـ “الشعب”:

مسار الجزائر.. مرجعية قوية لإحلال التوافق الفلسطينيي

حياة. ك

أكد الدكتور رابح لعروسي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الجزائر من خلال الإشادة الدولية والموثوقية العالمية التي أصبحت تملكها ستجعلها مرشحة لعضوية مجلس الأمن الدولي غير الدائم 2023 -2024 – 2025، وهذا يدعم مقاربتها، ويمكنها من المساهمة بفاعلية في إحلال الأمن والسلم الدوليين من اي موقع وجدت فيه، وكذا من لعب أدوار متقدمة في دعم القضايا العادلة، ومنها القضية الفلسطينية.

أبرز الأستاذ لعروسي في تصريح لـ “الشعب”، أن الجزائر كانت بوابة فلسطين منذ قيام دولة هذه الأخيرة سنة 1988 على أرضها، وهذا يؤكد أن المقاربة الجزائرية من خلال دعم القضية الفلسطينية لم تأت من العدم، كما أن مسار الجزائر لا بد أن يصبح مرجعية قوية من أجل إحلال التوافق بين الأشقاء الفلسطينيين وترميم البيت الفلسطيني.
ويرى الدكتور لعروسي ان مسار الدعم والتضامن منذ إعلان دولة فلسطين بالجزائر لم ينقطع، وهذا يؤكد ويبرز عدم تأخر الدبلوماسية الجزائرية ولو مرة عن نصرة فلسطين، آخرها المسعى الكبير الذي يحسب للدولة الجزائرية، وهو مسعى المصالحة الذي جمع أكثر من 14 فصيلا فلسطينيا، سعيا منها لجمع الفلسطينيين صفا واحدا من أجل مواجهة التحديات الدولية والإقليمية الخارجية، إذ لا يمكن ـ حسبه - المرافعة في المحافل الدولية ولدى هيئة الأمم المتحدة على القضية، في ظلّ وجود انشقاقات في الفصائل الفلسطينية.
وأوضح المتحدث في هذا الإطار، إنه لدى الشّعب الجزائري ولدى القيادة الجزائرية عقيدة ترتبط بثقافة وبإيمان عميق بمبادئ التحرر، لأنه قاد حربا تحريرية كللت بالاستقلال، وبالتالي البعد الذي يوصف لدى الجزائر كدولة تناصر القضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية، ينبع من خلال الالتزام الأخلاقي والديني من جهة، وأيضا من خلال الالتزام بدعم ومناصرة القضايا العادلة والتحريرية.

قيام دولة فلسطين في الجزائر.. الأمر الواقع

في المقابل ـ يضيف محدثنا - أن قيام دولة فلسطين في الجزائر، لم يبق حبيس الخطابات والشعارات في الصالونات أو في المواقع، وإنما كان ذلك من خلال القضية الفلسطينية، مذكرا أن الجزائر لم تتأخر يوما عن دعم القضية في أي فرصة أو موقع، دون إغفال الالتزام بتسديد التزاماتها المادية لدى الصندوق المخصص لدعم القضية الفلسطينية على مستوى الجسم العربي أو الجامعة العربية.
بعيدا عن ذلك، يستطرد محدثنا، أن الجزائر متضامنة ومدعمة للأشقاء الفلسطينيين من خلال احتضان العائلات الفلسطينية والطلبة الفلسطينيين، اليوم لا توجد جامعة جزائرية لا يدرس بها طالب فلسطيني، ويعد هذا أكبر عرفانا تقدمه الجزائر وأكبر تضامنا، دون أن ننسى المواقف التي تعبر فيها الجزائر من خلال قيادتها حول الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والمقدسات في كل المنابر الإعلامية والإقليمية، خاصة في المحافل الدولية السنوية، أين رافعت دائما من أجل دعم القضية وتحميل المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي كانت في مراحل معينة تقف متفرجة.
ويرى لعروسي أن إحياء الذكرى 75 للنكبة الفلسطينية وإحياء المناسبة في أروقة الأمم المتحدة، يعد أكبر دليل على أن القضية عادلة، تتعلق بتقرير مصير شعب محتل من قبل الكيان الصهيوني، قضية تواجه خذلانا أمميا، وصمتا من المجتمع الدولي نتيجة سياسة “الكيل بمكيالين” ووجود دول منحازة لهذا الكيان الغاشم من خلال استعمال حق “الفيتو” والدعم الصامت وحتى العلني للمحتل الصهيوني.
ويرى انه من خلال إحياء ذكرى النكبة في الأمم المتحدة، وكأن هذه الأخيرة تريد أن تبرئ ذمتها بان القضية الفلسطينية هي قضية عادلة وذات طابع عالمي، ويعتقد أن هذا الاعتبار الأممي يحتاج وقفة تاريخية أيضا، إذ أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته والضغط وكشف كل الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة التهجير وسياسة الاستيطان، كما يمثل هذا الاحتفال - حسبه ـ رسالة عليا على مستوى الأمم المتحدة، انه ضروري على المجتمع الدولي لاسيما الدول الفاعلة وأعضاء مجلس الأمن تحمل مسؤوليتهم التاريخية والأخلاقية أمام استمرار العدوان على شعب أعزل، كما يتوجب عليه أن يتخذ موقفا صارما تجاه هذه الممارسات، خاصة ما تعلق باستباحة الدم الفلسطيني من خلال التهجير والتدمير التي يتعرض له الفلسطينيون في مختلف المحافظات الفلسطينية.