طباعة هذه الصفحة

عبر 21 لوحة تشكيلية تصوّر العمران والإنسان..

الفنان منصف قيطا يفتح بوابـة “الرجـوع إلى الحيــاة”

فاطمة الوحش

يتواصل برواق الفن “الزوآرت” بالمركز التجاري بباب الزوار، معرض الفنان التشكيلي منصف قيطا الذي يبرز من خلاله التاريخ والتراث الثقافي الجزائري، وذلك إلى غاية 8 جوان المقبل.
يرجع الفنان إلى الواجهة الفنية بعد ثلاثة سنوات من العمل والتأمل في ماهية مجموعته الجديدة التي اختار لها عنوان: “الرجوع إلى الحياة”، للدلالة على “قدرة الفن في استرجاع الأشياء التي قد يظنها الجميع مفقودة، ولكنها تعود إلى الظهور بفضل التعبير التشكيلي”، بحسب وصفه.  
ويضم المعرض 21 لوحة تشكيلية من مختلف الأحجام، وهي تتناول مواضيع ذات صلة بالمدينة والإنسان وتحديدا الطفل والمرأة والمناظر الطبيعية المحيطة بهم، إذ يسهل على المتلقي فك شفرة اللوحات من الوهلة الأولى بفضل تفاصيل يحرص الفنان على وضعها كعلامات واضحة قبل أن ينغمس في تفاصيل أخرى تجريدية متداخلة قابلة للتأويل وتفتح أفق التفكير في ماهية اللوحة، مستعملا أدوات صباغة متنوعة نهلها من محيطه، مرتكزا على الألوان الزيتية لتجسيد تحفه بمهارة وإتقان تام.
استمد منصف ألوانه من الطبيعة ليبدع ظلالا جديدة، وغلب اللون البني على معظم لوحاته المعروضة الذي يعكس البعد الإفريقي والمتوسطي للجزائر.. وذلك لاستعماله التراب الذي أخذه من غابة بوشاوي بالعاصمة. وهي تقنية يستعملها أحد الرسامين الإيطاليين، كما أخذ من الزيتون البري ليلوّن بالبنفسجي الذي وصفه باللون المدهش، ونهل من بعض الخضر ليستخرج ألوانا مختلفة.
ومن خلال رسوماته يظهر جليا انشغاله بالمسألة الثقافية والتاريخية، بحيث يستعين برموز أمازيغية نجدها في الوشم وزركشات الفخار والزرابي، علاوة عن أشكال تحيل إلى النقوش القديمة في الطاسيلي، والتي قال عنها إنها “تُعدّ تثمينا لتراثنا، وتشبّثا بجذورنا الأصيلة، كما أنها تعكس عراقة الجزائر بتاريخ كبير، مضيفا “وهذا دليل على أن أجدادنا كانوا فنانين”.
وبصفته فنانا عصاميا جرب النحت والتشكيل وكتابة الشعر في آن واحد، ينظر منصف إلى الحياة على أنها تركيبة لا متناهية من الأشكال والإشارات التي تختفي وتعود بطرق مختلفة، لهذا نجده يصبغ لوحاته بالألوان وقصاصات الجرائد والروايات، كما لا يخفى على المشاهد اكتشاف تأثره بالفنان الكبير إسياخم خاصة في لوحة “العازفة” و«الأخوات الثلاثة” و«المنفيون”.
يذكر أن الفنان منصف قيطا ابن مدينة عنابة، وُلد عام 1945، هو رسّام، ونحّات، وشاعر، حاصل على درجة الدكتوراه في البيولوجيا. عمل أستاذا، ومفتشا عاما، وإطارا ساميا في وزارة التربية الوطنية. وكرّس وقت فراغه لشغفه بالرسم والشعر منذ ثلاثة عقود، حيث يجد في الرسم إلهامه.