طباعة هذه الصفحة

تضمن التموين الدائم وتقطع الطريق أمام المتلاعبين بالأقوات..

الخدمات الجامعية.. خطوة رائدة لترشيد النفقات

سيف الدين قداش

ثمن عديد المراقبين قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القاضي بمنح الديوان الوطني للحبوب حصرية تزويد «الخدمات الجامعية» بالبقوليات والأرز، لما له من دور في ضمان التوريد، كما أن هذا القرار يسهم في ترشيد النفقات العمومية وتوفير سلع ذات جودة عالية وتشجيع الإنتاج الوطني، ومحاربة الفساد والتلاعب في فواتير السلع وغيرها من الجوانب التي تؤثر بشكل أو بآخر على مستوى وفعالية تزويد الطالب بالإطعام الجامعي المأمول.

يقول مصدر مطلع من ديوان الخدمات الجامعية إن الإجراء الوزاري الجديد ممتاز وهام، لما له من دور في تجويد وترقية مستوى الإطعام الجامعي، حيث أكد أن مصالح ديوان الخدمات عقدت اجتماعا تنسيقيا لضبط إجراءات تموين ديوان الخدمات بالبقوليات مع الديوان الوطني للحبوب وتذليل الإجراءات الإدارية واللوجستية لتوفير السلع المطلوبة في الوقت المناسب مع اقتراب موعد الدخول الجامعي، وأكد ذات المتحدث أن هذا الإجراء سيقلل من مستوى الفساد في الخدمات الجامعية من خلال التعامل الثنائي، وتوفير بقوليات ذات جودة لإطعام الطلبة، فيما سيكون السعر مضبوطا وفق مرجعية الأسعار الوطنية، مما يجعل الخزينة العمومية توفر كثيرا، كما أن هذا من شأنه أن يدعم الإنتاج الوطني ويشجع الفلاحين على الإنتاج وتوفير البقوليات والأرز للديوان الوطني الحبوب، الذي بدوره يمون بها السوق الوطنية ومختلف المصالح العمومية ومنها الخدمات الجامعية.
من جانبه، قال البروفيسور هباس فارس، أستاذ الاقتصاد بجامعة سطيف، إن التعليمة التي أسدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى كافة مدراء الخدمات الجامعية والتي أمرت من خلالها بأن يكون تموين المطاعم الجامعية بالحبوب والبقوليات والأرز حصريا من قبل الديوان الجزائري المهني للحبوب، تأتي لأجل ضمان توريد المطاعم الجامعية بشكل مستمر بهذه المواد الأساسية التي تدخل بشكل رئيسي في قائمة الإطعام وتفادي حدوث أي انقطاعات وتذبذبات في التموين خاصة وأن السوق العالمية تعرف تقلبات كبيرة في التموين جراء الأحداث الجيوسياسية التي يعرفها العالم، ومنه، فالسوق الوطنية ليست في منأى عن هذه التقلبات، وعليه فإن الديوان الجزائري المهني للحبوب قادر على ضمان استمرارية التموين لهاته المطاعم على مدار السنة خاصة إذا علمنا أن الديوان الوطني للخدمات الجامعية بمقدوره التحديد المسبق للكميات التي تحتاجها المطاعم الجامعية من هذه المواد على مدار السنة مما يساعد في إبرام اتفاقيات سنوية بين الطرفين، تساعد حتى الديوان الجزائري المهني للحبوب في بناء تقديراته السنوية لطلب هذه المواد من الخارج وإبرام اتفاقيات امتيازية تضمن الحصول على الكميات اللازمة والحصول على أسعار بشكل تفضيلي.
وأضاف هباش انه في قراءة لمحتوى وفحوى هذه التعليمة، فإن تعامل المطاعم الجامعية بشكل مباشر وحصري مع الديوان الجزائري المهني للحبوب سيقضي على كافة التلاعبات والصفقات المشبوهة التي كانت تحاط بدواوين الخدمات الجامعية، حيث كثيرا ما كانت الدواوين الجامعية عرضة لانتهاز الكثير من الممونين الطفيليين والذين يعمدون إلى رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، وبعيدا عن متوسط الأسعار في السوق ناهيك عن عدم احترام المواصفات والجودة المطلوبة في دفتر الشروط، وعليه فإن عمليات الرقابة بالنسبة للجهات الوصية ستكون أسهل وأنجع بوجود طرف واحد ممون وتابع للدولة.
وفي إطار آخر، فإن هذه الخطوة تأتي لعقلنة ورشادة التسيير المالي لدواوين الخدمات الجامعية، إذ أن هذه الحصرية ستوفر حجما معتبرا من الأموال التي كانت تهدر في السابق نتيجة إما الأسعار المرتفعة خارج إطار السوق، أو التلاعب في الصفقات بتواطؤ مع الموردين الخواص.