طباعة هذه الصفحة

خلال ترؤسهما منتدى الأعمال الجزائري التركي

سلال: لقاء الرئيسين بوتفليقة وأردوغان أسّس لعلاقات ثنائية متينة»

حمزة محصول

دعا الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، المتعاملين الأتراك للانخراط مع نظرائهم الجزائريين للمساهمة في المشروع الجزائري للتجديد الاقتصادي والذهاب معا نحو أسواق خارجية، قائلا: «إن لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أسّس قاعدة متينة لتعزيز العلاقات الثنائية».

قال عبد المالك سلال، لدى ترؤسه أشغال منتدى الأعمال الجزائري - التركي، رفقة الرئيس أردوغان بفندق الشيراطون بالعاصمة، إن الشراكة الجزائرية التركية ستنجح، لوجود إرادة مشتركة وقوية لدى البلدين.
وأكد الوزير الأول، أن الجزائر وضعت تحقيق النمو والتنويع الاقتصادي واستحداث الثروة ومناصب العمل، أهدافا كبرى شرعت فيها تحت قيادة الرئيس بوتفليقة، قائلا: «إن قطاعات الصناعة، الفلاحة، الطاقة والسياحة من المجالات ذات الأولية في تنفيذ المسعى خلال الخماسي المقبل الذي سينطلق مطلع السنة الجديد»، مضيفا «أنه خيار سديد لا رجعة فيه».
وأشار سلال، إلى أن توافق المنظومة المقاولاتية التركية الناجحة في الميادين المختلفة، مع احتياجات الاقتصادي الوطني الجزائري، بعث التعاون الاقتصادي بين البلدين، مفيدا أن «بلادنا أدركت أن عصرنة جهاز الإنتاج والخدمات يمر عبر الشراكات مع المتعاملين الاقتصاديين ذوي السمعة العالمية والقدرات اللازمة لتلبية الطلبات الجزائرية في مجال الإدماج ونقل الخبرات».
وأوضح المسؤول الاول عن الجهاز التنفيذي، أن الشركات التركية الناشطة بالجزائر استفادت من الميزات العديدة التي ساعدتها على النجاح، قائلا: «إن بلادي تنعم باستقرار سياسي واقتصادي مستديم، وفرة الطاقة واليد العاملة المؤهلة وحيوية السوق المحلي»، مضيفا أن «هناك شبكة حديثة وفعالة للمنشآت القاعدية ومنظومة بنكية بقدرات تمويل حقيقية».
وأكد الوزير الأول، أن للجزائر وتركيا كامل الإمكانات والفرص للذهاب معا نحو الأسواق الخارجية وفي إفريقيا، داعيا المتعاملين الاقتصاديين الأتراك إلى العمل يداً بيد مع نظرائهم الجزائريين «للمساهمة في المشروع الجزائري للتجديد الاقتصادي والاجتماعي، استنادا إلى الروابط التاريخية والصداقة المتميزة».
واعتبر المتحدث، أن المستوى الحالي للمبادلات التجارية بين البلدين والإمكانات البشرية والمادية الهائلة تبشر بآفاق واعدة للعلاقات الاقتصادية والتعاون الجزائري التركي، معربا عن طموح مشروع يرمي إلى رفع عدد المؤسسات التركية العاملة بالجزائر من ٩٤٠ مؤسسة إلى ١٥٠٠ العام المقبل.
وقال سلال مخاطبا أردوغان، «إن المحادثات التي جمعتكم بالرئيس بوتفليقة تمثل قاعدة لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، خاصة في أفق انعقاد القمة الثانية إفريقيا - تريكيا يوم غد بغينيا الاستوائية».
وكشف سلال، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اتفق مع نظيره التركي على إعادة بناء وترميم القصبة وقصر حسين باشا وقصر الداي وكافة القصور والمباني المصنّفة ضمن التراث العالمي والتي ترمز للعلاقات التاريخية بين البلدين.
الرئيس التركي:
الجزائر بلد مستقر يحتل مكانة مركزية في إفريقيا


 قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن لقاءه مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان مثمرا واستفاد منه كثيرا، مؤكدا أن تقوية العلاقة السياسية والدبلوماسية بين البلدين سيجعلهما أنموذجاً للمنطقة، مؤكدا الرغبة الثنائية في رفع حجم التبادل التجاري إلى 10 ملايير دولار في المدى القريب.
وأكد طيب أردوغان لدى ترؤسه رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال، منتدى رجال الأعمال الجزائري - التركي، على وضع تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية على حد سواء، هدفا أسياسيا للزيارة، مشيرا إلى أنه حصل على الإرادة القوية من الدولة الجزائرية لتعميق آفاق الشراكة في شتى المجالات، بدءاً من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأثنى على الاستقبال الذي لقيه بالقول: «لقائي مع بوتفليقة كان مثمرا واستفدت منه كثيرا ولاشك أنه يعد رمزا للتجربة العالمية».
أردوغان وقبل أن يدخل في بعض تفاصيل الشراكة الاقتصادية، قال إن تقييم قضية العلاقات الثنائية، خلص إلى وجود تنامٍ معتبر يختلف عما كان عليه الحال خلال زيارته الأخيرة قبل سنة ونصف حينما كان رئيسا للوزراء.
ووصف الجزائر «بالبلد المستقر والمستقل والسائر بخطى ثابتة وباستقرار على الطريق الصحيح، يحتل مكانة مركزية في إفريقيا وشمال إفريقيا» .
وإلى جانب العلاقات التاريخية والثقافية العريقة، أكد الرئيس التركي أن رفع المبادلات التجارية إلى 10 ملايير دولار في أقرب الآجال هدف مشترك لكلا البلدين، كاشفا أن الرقم الحالي للمبادلات يقدر بـ4,5 ملايير دولار.
وأوضح أردوغان، أن الطاقة تمثل القطاع الأهم  في العلاقات التجارية الجزائرية التركية، حيث تحتل الجزائر المرتبة الرابعة كمورد للغاز الطبيعي إلى تركيا، معتبرا توقيع سونطراك والشركة التركية للطاقة أمس، على عقد يمدد الاتفاق إلى 10 سنوات إضافية قرارا صائبا وفي محله.
ورحب المسؤول الأول بتركيا كثيرا بالاستعداد الذي أبداه الرئيس بوتفليقة لتمكين المؤسسات التركية الناشطة في قطاع المقاولات من نيل مشاريع في البنى التحتية ببلادنا، ولفت إلى أن ما سطرته الجزائر في برنامجها الخماسي المقبل مهم للغاية، مؤكدا جاهزية تركيا للمساهمة في إنجاز الورشات الضخمة، كاشفا أن شركات بلاده تستثمر حاليا أكثر من 2 ملياري دولار بالجزائر.
وفي الميدان السياسي، ساند الرئيس التركي المقاربة الجزائرية لحل الأزمات التي تعيشها بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا القائمة على الحل السلمي وإبعاد التدخل الأجنبي، وقال: «إن استيراد الحلول سيؤدي إلى مفاقمة المشاكل وتعفّنها»، مؤكدا أن ترقية العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الجزائر وتركيا ورفع التضامن بينهما سيجعلهما أنموذجا لدول المنطقة ككل، مفيدا أن الروابط التاريخية والثقافية تحث على بذل جهود أكب