طباعة هذه الصفحة

الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.. رابح لعروسي لـ «الشعب» :

مشاركة مميّزة لرئيس الجمهورية في دورة الأمم المتحدة

صونيا. ط

تجربة وخبرة رائدتين في حل الأزمات بانتهاج أساليب الوساطة والحوار

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية رابح لعروسي، أن المشاركة المميزة لرئيس الجمهورية في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة وخطابه القوي كلها مؤشرات بأن الجزائر ستكون فاعلا أساسيا في الدفاع عن السلم والأمن الدوليين من خلال تبوئها عضوية المجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم في مطلع جانفي المقبل وعلى مدار سنتين، مشيرا إلى الأدوار الهامة المنتظرة للجزائر في إرساء الحل السلمي للصراعات والأزمات، خاصة وأنها ستكون صوت إفريقيا والمنطقة العربية في مجلس الأمن.

قال الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية لـ «الشعب»، إن الحضور القوي والفاعل لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في أعلى المنابر الدولية الأممية يؤكد عزم وتأهب الجزائر من أجل تبوء مكانة دولية عالية بالنظر إلى دورها المهم والبناء في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، موضحا أن هذه الانتصارات المحققة تجسدت نتيجة الرصيد التاريخي والنضالي للجزائر والثبات في مواقفها وسياستها الخارجية الناجحة والأدوار الايجابية التي تؤديها على مستوى علاقاتها الدولية مع الالتزام بقاعدة دعم القضايا العادلة والمصيرية والتي تبرهن على ثبات مبادئ الجزائر مهما كانت المتغيرات الإقليمية والدولية.
وأبرز المتحدث أهمية مواقف الجزائر المتوازنة والثابتة وحرصها الدائم على الحفاظ بكل عزم وإصرار على التمسك بمواقفها ودعمها اللامشروط في تأييد القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي جمعت قادة العالم بنيويورك فضلا عن تقديمه مقترحات بناءة في حل الصراعات والأزمات بالطرق السلمية عبر توجيه رسائل عديدة واضحة وثقيلة الأبعاد، لاسيما ما تعلق بالمسائل المرتبطة بالأمن والسلم الدوليين والتوازن في العلاقات الدولية.
وأضاف لعروسي أن عرض رئيس الجمهورية لمقاربة الجزائر السلمية في حل الأزمات في هذا المحفل الأممي الهام يؤكد ثبات مواقف الجزائر اتجاه القضايا العادلة ودعمها للحلول السياسية انطلاقا من تجربتها وخبرتها الرائدة في المساهمة في حل الأزمات عن طريق انتهاج أساليب الوساطة والحوار والتي تمثل نموذجا ناجحا يمكن أن تعتمد عليه العديد من الدول، مشيرا إلى تأكيده على ضرورة إعطاء أهمية كبرى لإنهاء الصراعات والنزاعات على المستوى الإقليمي والدولي بتغليب الخيارات السياسية والتسوية السلمية للنزعات بعيدا عن لغة السلاح والعنف.
كما لفت الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية الى أهمية الرسالة القوية التي وجهها رئيس الجمهورية في أكبر محفل أممي حضره قادة وزعماء العالم وتقديمه لمقترحات بناءة خلال تطرقه الى الأدوار المنتظرة من طرف مجلس الأمن الدولي والضعف الذي سجله في السنوات الأخيرة في المساهمة الفعالة في حل النزاعات ودعوته الى ضرورة التفكير في سبل إعلاء قيم الأمم المتحدة وتعزيز الالتزام الجماعي للتعاون العالمي بشأن القضايا الرئيسية لتكريس السلم والأمن الدوليين وتحقيق التنمية المستدامة.
واعتبر بأن مرافعة الرئيس على حتمية وجدوى إحداث إصلاح عميق على مستوى هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة حتى تساهم بصفة فاعلة في إقرار وتكريس الأمن والسلم الدوليين، وذلك في إطار إعادة صياغة العلاقات الدولية وبذل مجهودات أكبر من أجل حل الأزمات والدفاع عن القضايا العادلة في ظل المتغيرات العالمية الحاصلة في الساحة الجيوـ سياسية، مشيرا الى تحميله المجتمع الدولي وأعضاء مجلس الأمن مسؤولية التعثر والعجز في التدخل لإيجاد حلول للكثير من القضايا المصيرية.
وقال إنه بالرغم من الأزمات والنزاعات التي تحدث على مستوى العلاقات الدولية، إلا أن الجزائر ظلت متمسكة بمبادئها الثابتة وأسس سياستها الخارجية بدفاعها على القضايا العادلة ودعم ونصرة  القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المركزية العالمية بعد فشل مجلس الأمن الدولي في إيجاد حلول لها، بالإضافة الى التزام الجزائر القوي بدعم القضية الصحراوية التي ما تزال مسجلة في أروقة الأمم المتحدة منذ 1991 والدعوة الى إقامة استفتاء لتقرير مصير آخر مستعمرة في إفريقيا.