طباعة هذه الصفحة

جسور منهارة، طرق مسدودة وسكنات آيلة للسقوط في أية لحظة

الأمطار الطوفانية تحول بشار إلى ولاية منكوبة

بشار: دحمان جمال

تسببت الأمطار المتهاطلة ببشار، منذ يوم الخميس، في فيضانات جرفت جسورا وأقلعت أشجارا محولة عاصمة الولاية إلى مدينة شبه منكوبة، خاصة بعد تسجيل العديد من المفقودين وإنقاذ 3 أشخاص بدائرتي بني ونيف والأحمر.

وحسب مصالح الحماية المدنية، فقد سجل مفقودين اثنين بدائرة العبادلة ولا زالت فرق الأبحاث والنجدة في طوارئ.  
وبهدف تنسيق الجهود واحتواء الوضع الحرج، أعلن والي بشار محمد سلماني، عن تشكيل خلية أزمة تتولى إدارة الأمور واتخاذ الإجراءات والتدخل في الوقت المناسب.  
الأمطار الطوفانية تسببت ـ أيضا ـ في غلق كل الطرق خاصة الطريق الرابط بين بني ونيف وبشار، والطريق الرابط بين العبادلة وبشار وعرقلة حركة المرور بطريق بشار- تاغيت، بالإضافة إلى سقوط العديد من الجسور بالطريق الوطني رقم 06 الرابط بين بشار ـ بني ونيف، حيث تدخل رجال الجيش في العديد من المناطق بفتح المسالك والطرقات متكبدين غزارة المياه.  
جاء قرار تشكيل خلية أزمة بعد أن خلفت الأمطار الطوفانية المتهاطلة على مدينة بشار، خسائر مادية وبشرية وكادت تتسبب في إعادة سناريو فيضانات 2008، لتكشف عجز السلطات المحلية عن احتواء المشاكل المسجلة بالرغم من المجهودات التي يبذلها الوالي سلماني محمد منذ توليه مهامه.
«الشعب» عاشت ويلات الكارثة الطبيعية وسجلت في استطلاع ميداني مشاهد عن إغراق الأمطار العديد من السكنات والطرقات بالأوحال التي جرفتها السيول وهو ما حبس أنفاس المواطنين وقاطني البيوت الهشة الذين قضوا ليلة سوداء خوفا من سقوط سكناتهم على رؤوسهم في أية لحظة.  
وقد سجلت عدة مناطق مختلفة من بلدية بشار، لاسيما الفوضوية منها حالة من الطوارئ بسبب الأمطار المتساقطة، ليلة أمس، حيث جرفت العديد من الطرقات الثانوية والرئيسية وغمرتها بالأوحال بسبب انسداد البالوعات زادتها تعقيدا الحفر الناتجة عن أشغال إحدى شركات الإنجاز، ناهيك عن تأخر عمليات تطهير قنوات الصرف الصحي والمياه.  
وكانت، ليلة أمس، بالنسبة لمدينة بشار الأكثر ضررا، جراء السيول التي حولت المدينة إلى منطقة نائية ومنكوبة، عاشت بسببها العديد من العائلات القاطنة بالبنايات الآيلة للانهيار رعبا وخوفا كبيرين من موت محقق بسبب التساقط الكثيف للمطر، حيث اضطر المواطنون للاستعانة بالدلاء لتفريغ المياه من بيوتهم وترحيل أثاثهم إلى الجيران بعدما تفاقم الخطر.  
وحملت العائلات المتضررة المسؤولية للجهات الوصية مذكرة بوعود السلطات المحلية لا سيما ما تعلق بحماية بشار من الفيضانات، كما طالب العديد من رؤساء الأحياء الوزير الأول عبد المالك سلال بضرورة محاسبة المسؤولين السابقين المتواطئين مع المقاولين والمسؤولين على إنجاز مشروع حماية واد بشار من الفيضانات.
وطالب سكان حي القصر القديم والدبدابة وديار الحجرة والمنطقة الزرقاء وبشار الجديد وسكان المنكوبين بحي الفرسان بالدبدابة، الوالي سلماني محمد الإسراع في إتمام المشاريع الخاصة بتهيئة قنوات الصرف للمياه.