طباعة هذه الصفحة

رئيس الجمهورية يعلن عن مبادرة وطنية لمواجهة الداء

تخصيص 70 مليار دينار فورا.. و30 أخرى سنويا لمكافحة السرطان

صونيا طبة/ وأج

 

أعلن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، عن إطلاق مبادرة وطنية لمكافحة داء السرطان تندرج في إطار تجسيد التزاماته بحماية صحة المواطنين وترقيتها، مشددا على ضرورة ضمان متابعة تجسيد هذه المبادرة وتقييم نتائجها على مستوى رئاسة الجمهورية من أجل بلورة وتحقيق الأهداف والبرامج الرامية لتعزيز منظومة مكافحة الداء في الجزائر.

أكد رئيس الجمهورية في رسالة بعث بها إلى المشاركين في المؤتمر الـ22 لرابطة الأطباء العرب والمؤتمر الـ15 لطب الأورام المنعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» قرأها نيابة عنه المستشار لدى رئاسة الجمهورية محمد الصغير سعداوي، أن مبادرة مكافحة السرطان تستهدف الفئات الأكثر تضررا من هذا الداء وتقوم على جملة من الأهداف والبرامج التي تعتزم الحكومة تحقيقها في مجال الوقاية والتشخيص المبكر للمرض ومكافحة عوامل الخطر. ودعا إلى بذل مجهودات أكبر من أجل القضاء على أوجه العجز في توزيع مراكز مكافحة السرطان عبر الوطن، خاصة ما تعلق بالعلاج بالأشعة وأمراض الدم والأطفال، موضحا أن هذه المبادرة ستسمح بتجسيد برامج أساسية في أقرب الآجال من شأنها أن تساهم في تحقيق مسعى تعزيز منظومة مكافحة داء السرطان بتسطير برنامج بحث وطني مشترك بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة وكذا الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات والوكالة الوطنية للأمن الصحي.
في هذا الإطار كشف رئيس الجمهورية عن وضع مخطط واسع يسمح في البداية باستفادة ما يزيد عن 2.2 مليون امرأة ما بين 40 و45 سنة من الكشف عن سرطان الثدي، مبرزا أن هذه الجهود ستتواصل خلال السنوات القادمة لتشمل باقي الفئات العمرية، لا سيما وأن هذا النوع من السرطان يتصدر حالات الإصابة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن هذه الإستراتيجية تستهدف أيضا القضاء بشكل نهائي على ندرة أو نقص الأدوية الموجهة لهذه الفئة، لافتا إلى أنه سيتم وضع نظام رقمي لتحديد الاحتياجات من الدواء وتوزيعها مع تقديم كل التسهيلات اللازمة في هذا المجال، كاشفا عن العمل على رقمنة سجلات مرضى السرطان وربطها بالسجل الوطني للحالة المدنية بهدف ضبط أعلى مستويات الدقة.
وبخصوص تطوير البحث العلمي والتطور التكنولوجي في مجال السرطان تطرق رئيس الجمهورية إلى الحديث عن أهمية تشجيع وتطوير البحث العلمي في هذا المجال مع توجيه الاستثمارات الكهرو - نووية للاستعمال الطبي وترقية الإنتاج الوطني لأدوية السرطان بالإضافة إلى ضرورة توحيد الجهود وإشراك جميع المتدخلين في مجال الوقاية ومكافحة السرطان.
وفيما يتعلق بالميزانية المخصصة للمبادرة أفاد أنه سيتم تخصيص 70 مليار دج فورا من الصندوق الوطني لمكافحة السرطان مع الحرص على دعم موارده المالية سنويا بداية من سنة 2024 بمبلغ 30 مليار دج، زيادة على المخصصات الأخرى بعنوان ميزانية الدولة، مشيرا إلى المبادرة ستحظى بدعم كبير بكل الموارد المالية اللازمة.
سايحي: مكافحة السرطان والوقاية منه.. أولوية وطنية
أكد وزير الصحة عبد الحق سايحي، أن مكافحة داء السرطان والوقاية منه يعد اولوية وطنية، وهو ما تجسد في برنامج وطني يرمي الى تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمصابين بهذا الداء.
وأوضح الوزير خلال كلمة له خلال افتتاح أشغال المؤتمر الـ 22 لرابطة الأطباء العرب والمؤتمر الـ 15 لطب الأورام، أن «السرطان لا يزال يشكل هاجسا لكل المنظومات الصحية العالمية وبالنظر الى هذه الوضعية قررت بلادنا تصنيف إشكالية محاربته كأولوية وطنية.»
وأضاف، أنه «إيمانا بضرورة النظر في منظومتنا الصحية وتجسيدا للإرادة السياسية للتكفل الأمثل بالمرضى وتحسين الخدمة العمومية تم اعتماد مخطط عمل يرتكز على تسهيل وتحسين الخدمة الصحية وتقليص مدة الانتظار لفائدة المرضى والتخفيف من معاناتهم».
كما يولي المخطط - يضيف الوزير - «اهتماما بالغا للكشف والتشخيص، ما يسمح بالتكفل بالمريض في المراحل الاولى الى جانب عملية تعزيز اجراءات الوقاية لمكافحة العوامل المسببة للداء» مشيرا الى أن»تنظيم هذا المؤتمر بالجزائر يندرج في إطار التكوين المتواصل والمستمر للأطقم الطبية ودعم مكاسبهم العلمية».وشدد على»اهمية العمل التوعوي والتحسيسي وحملات الكشف المبكر التي تندرج في سياق مكافحة هذا الداء».
تجدر الاشارة الى ان هذا المؤتمر الذي يجري تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عرف حضور كل من وزيرة التضامن والاسرة وقضايا المرأة كريكو، ووزير العمل فيصل بن طالب، والمستشار لدى رئاسة الجمهورية محمد الصغير سعداوي.
ويشارك في هذه الفعالية، نحو 18 دولة عربية باستثناء وفد دولة فلسطين بالنظر الى الاوضاع السائدة بسبب العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
كما يعرف المؤتمر الذي يختتم اليوم مشاركة دول اجنبية عدة على غرار الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والهند، وسيسهم في اثرائه نحو1700 مشارك.