طباعة هذه الصفحة

في نـــــدوة علميــــــة بجامعـــــــة الوادي

الأدب والفلسفـــــــــة.. رحلـــــــــة تطـــــــــور الفكــــــــــر البشـــــــــــري

أسامة إفراح

 

احتفاءً باليوم العالمي للفلسفة، نظم مخبر التكامل المعرفي بين علوم اللغة العربية والعلوم الاجتماعية، بكلية الآداب بجامعة الوادي، ندوة علمية بعنوان “الأدب والفلسفة”. وركز البروفيسور مشري بن خليفة في مداخلته على علاقة الشعر بالفلسفة، أما د.عبد الحفيظ البار، فاستعرض البراديغمات التي تلخص أصل العلاقة بين الفلسفة والأدب. من جهته، سلط د.عبد الناصر قاسمي الضوء على الفلسفة العربية الإسلامية وعلاقتها بالشعر العربي.


بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، نظم “مخبر التكامل المعرفي بين علوم اللغة العربية والعلوم الاجتماعية”، وبالتحديد الفرقة الرابعة “المدونات الأدبية والنظريات الاجتماعية”، بالتنسيق مع قسم اللغة والأدب العربي بجامعة الوادي، ندوة علمية تحت عنوان “الأدب والفلسفة”.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت الأستاذة الدكتورة دلال وشن، عميدة كلية الآداب واللغات، على أهمية الحقلين المعرفيين (الأدب والفلسفة) والعلاقة بينهما، ومدى استفادة أحدهما من الآخر.
وتضمّنت الندوة، التي أدارتها الدكتورة كلثوم زنينة، مجموعة مداخلات، كانت أولاها من تقديم الأستاذ الدكتور مشري بن خليفة، أستاذ النقد الحديث بجامعة الجزائر، ركز فيها على الفلسفة والشعر في الشرق والغرب وما بينهما من وشائج، ومفهوم الشعر منذ أفلاطون.
وليس جديدا تطرق مشري بن خليفة إلى علاقة الشعر والفلسفة، وهو الذي استشهد في كتابه “الشعرية العربية” بفريدريك شليكل الذي اعتبر الشعر الرومانسي شعرا عالميا تقدميا، وقد قدر له أكثر من محض توحيد أنماط الشعر المختلفة، وربط الشعر بالفلسفة والبلاغة، وبوسعه أن يكون مرآة العالم وصورة العصر.
كما أنّ التخييل في نظر مشري بن خليفة عملية إيهام موجهة، تفضي بالمتلقي إلى اتخاذ سلوك معين معروف قبلا، وقد يطال عملية التأليف الشعري كلها. وهجرة مصطلح التخييل من الفلسفة إلى حقل الشعرية والبلاغة، أوجد لنفسه نفس الحقل الذي نشأ فيه فلسفيا. أما الشعرية العربية فهي شعريات متعددة عند بن خليفة، تتحكم في آليات تحولها عدة عوامل (منها ما هو معرفي، جمالي، حضاري) وقد أسهمت الثقافة العربية في تحول الشعر من الشفوية إلى الكتابة، وتخلصت من ثقافة الارتجال واتجهت نحو الفلسفة وإنتاج المعرفة، وأصبحت منخرطة في الحداثة.
أما الدكتور عبد الحفيظ البار (شعبة الفلسفة بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية ـــ جامعة الوادي) فقدم مداخلة تأسيسية في تاريخ الفلسفة الغربية من أفلاطون إلى يومنا هذا، مستعرضا خلال هذه الرحلة البراديغمات الأربعة التي يمكن أن تلخص أصل العلاقة بين الفلسفة والأدب.
فيما سلط الدكتور عبد الناصر قاسمي، الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية (شعبة الفلسفة ـــ جامعة الوادي) الضوء على عمق الصلة بين الفلسفة والنقد الأدبي، كما تحدث عن الفلسفة العربية الإسلامية وعلاقتها بالشعر العربي، من ابن سينا والمعري، إلى إيليا أبي ماضي والشعراء الرومانسيين.
من جهته، تطرق مدير المخبر المنظِم، البروفيسور نبيل مزوار، إلى هذه الندوة التي جاءت احتفاءً باليوم العالمي للفلسفة، واصفا إيّاها بـ«الثرية جدا”، وقائلا إنّ المداخلات “أتبعت بمناقشات ثرية أجابت على كثير من الأسئلة التي شغلت الحاضرين، أساتذة وطلبة”. وأضاف: “وقد ظلت الندوة زهاء ثلاث ساعات، ذيلت بتكريم قدمته أ.د.قوني زينب لأستاذها أ.د.مشري بن خليفة، عربون وفاء كفاء رعايته العلمية لها”. كما تقدم مزوار بالشكر للمحاضرين، والحاضرين، وكلّ من أسهم في إعداد الندوة ونجاحها وتسهيل تنظيمها.
للتذكير، يُحتفل باليوم العالمي للفلسفة في الخميس الثالث من شهر نوفمبر من كلّ سنة. وبهذا الاحتفال السنوي، “تظهر اليونسكو القيمة الدائمة للفلسفة في تطوير الفكر البشري في كلّ ثقافة وفي كلّ فرد”، حسب المنظمة الأممية. و«تُعدّ الفلسفة اختصاصا مشوقا، كما أنّها ممارسة يومية من شأنها أن تحدث تحولا في المجتمعات”، تؤكد اليونسكو، مضيفة أنّ الفلسفة تحث على إقامة حوار الثقافات، باكتشاف تنوّع التيارات الفكرية في العالم، كما تساعد على بناء مجتمعات قائمة على مزيد من التسامح والاحترام، ومناقشة الآراء بعقلانية. وتعتبر الفلسفة كذلك وسيلة لتحرير القدرات الإبداعية الكامنة لدى البشرية من خلال إبراز أفكار جديدة.