طباعة هذه الصفحة

العلاقات الجزائرية التركية...

شراكة إستراتيجية تتطوّر يوما بعد آخر

صونيا طبة

 

أكد الخبير الاقتصادي محمد حميدوش، أن ترسيخ التعاون بين الجزائر وتركيا لاسيما على المستويين الاقتصادي والاستثماري من شأنه أن يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي لكلا البلدين، من خلال توسيع مجالات التعاون وزيادة حجم الصادرات والاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة، مشيرا إلى أن العلاقات الجزائرية التركية تعد مشروع شراكة إستراتيجية قوية وواعدة.
 

أبرز الخبير الاقتصادي لـ«الشعب” أهمية زيارة رئيس تركيا إلى الجزائر على الاقتصاد الوطني الرامية إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية وبناء شراكات بين البلدين في مختلف المجالات، قائلا إن تحقيق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين يتمّ بوضع خطط طموحة وتنفيذها بشكل فعّال من خلال تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وبذل مزيد من المجهودات في إطار تعزيز مساعي زيادة حجم التجارة الثنائية من 5.3 مليار دولار في العام الماضي إلى 10 مليارات دولار في أقرب وقت ممكن.
وأضاف أن أهداف الشراكة بين البلدين تتجسّد في توقيع اتفاقيات تجارية جديدة وإزالة الحواجز التجارية وتسهيل حركة السلع والخدمات بين البلدين، مشيرا إلى أن تركيا تمتلك استثمارات كبيرة في الجزائر وتعمل على تعزيزها عن طريق استهداف قطاعات مختلفة مثل الطاقة والصناعة والبناء، ومن المتوقّع زيادة هذه الاستثمارات في المستقبل، خاصة في ظلّ تقارب العلاقات السياسية بين البلدين التي تصبّ في صالح تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وبحسب الخبير الاقتصادي، فإن هناك العديد من الفوائد الاقتصادية التي يمكن أن تستفيد منها الجزائر بعد زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر، من بينها زيادة حجم الصادرات الوطنية نحو تركيا خاصة في قطاعات إستراتيجية هامة على رأسها النفط والغاز والفوسفات والمعادن مؤكدا أهمية التعاون في مجال الطاقة، باعتبار أن الجزائر من أكبر منتجي النفط والغاز في إفريقيا، في حين أن تركيا لديها احتياجات متزايدة من هذه الموارد.
وتوقّع أن تشهد العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة تطورا متزايدا، بما في ذلك توقيع اتفاقيات جديدة للتعاون في مجال الاستكشاف والإنتاج والنقل والتسويق، بالإضافة إلى العمل وتوسيع مجالات التعاون والاستثمار والتي تشكل فرصة جديدة لتعزيز الشراكات بين المؤسسات في البلدين من خلال زيادة حجم التبادل التجاري والمساهمة في خلق فرص عمل جديدة لفائدة العمال الجزائريين، وكذا تطوير البنية التحتية الجزائرية على غرار الطرقات والموانئ والمطارات.
أوضح الخبير الاقتصادي محمد حميدوش، أن الجهود التي تبذلها الجزائر لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دولة تركيا بهدف تنويع مصادر الدخل سيسمح بتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي، مضيفا أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يتجسّد من خلال تكثيف الجهود المشتركة ووضع آليات وخطط إستراتيجية طموحة من خلال السعي لتعزيز التجارة البينية بين البلدين ودول المنطقة، ما من شأنه أيضا أن يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، من خلال تعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة التبادلات التجارية والثقافية بينهما.
وذكر حميدوش، بأن الجزائر وتركيا تمتلكان إمكانات اقتصادية كبيرة يمكن استغلالها في تجسيد مشروع شراكة واعدة من خلال تقوية التعاون الاقتصادي والاستثماري والاستفادة من الخبرة الاقتصادية والتكنولوجية من الجانب التركي، قائلا إن المضي قدما في العلاقات والتعاون بين البلدين سيساهم في تحقيق إنجازات كبيرة على الصعيد الاقتصادي والجانب المالي والاجتماعي والثقافي والديني وحتى السياحي.