طباعة هذه الصفحة

حجم الموت والدمار في قطاع غزة لا يُحتمل

مجـازر صهيونيـة في كـل مكــان.. والنازحــــون يعيشـــون الجحيـــم

 

لا شيء في أفق غزة يوحي بنهاية قريبة لحرب الإبادة التي حولت القطاع المحاصر إلى رقعة مدمرة تنبض يومياته العصيبة تحت القصف واليأس.

يواصل الكيان الصهيوني لليوم 71 عدوانه البربري على غزة، حيث يكثّف جيشه قصفه الجوي والبري في أنحاء واسعة ولا سيّما خان يونس ورفح، في حين تواصل المقاومة تصديها للتوغلات البرية على كافة محاور القتال.
 وقد ارتقى، أمس، أربعة فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزل عائلة أوب نصر غربي مدينة خانيونس وسط قطاع غزة. كما قصفت مدفعية الاحتلال عددا من الأحياء في المنطقة، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة عدد من المدنيين، وتعرض تمدرسة تؤوي نازحين للقصف أيضا.
وشنت المقاتلات الصهيونية غارة على مربع سكني في رفح جنوب القطاع، أدّت إلى وقوع عشرات الشهداء والمصابين، جرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد أبويوسف النجار في المدينة. وقصف طيران الاحتلال أحياء سكنية ومنازل في دير البلح وغزة، كما استهدف برج السعدي في مخيم النصيرات وسط القطاع المحاصر.
وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى نحو 19 ألف شهيد، جلهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز 55 ألف مصاب بجروح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية.
في المقابل، تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في قطاع غزة، مكبدة إياها خسائر كبيرة في الأرواح والآليات، وسط تأكيدات فلسطينية على أن سلطات الاحتلال تتستر على عدد قتلاها الحقيقي في المواجهات البرية، إذ أكدت “كتائب القسام قتل 36 عسكريا صهيونيا وإصابة العشرات خلال 72 ساعة”.
ودارت اشتباكات عنيفة في خانيونس بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، التي تحاول التقدم نحو وسط المدينة منذ أيام، في حين تصاعدت المعارك الضارية في حي الشجاعية شرق غزة.
سياسيا، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن الحرب على غزة ستدخل مرحلة جديدة تركز على استهداف قيادة حركة حماس.
تدنيس مسجد في مخيم جنين
وفي الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال، أمس، حملة اقتحامات واعتقالات جديدة، كما فجرت منزلا لعائلة أسير فلسطيني في مدينة نابلس.
وبالموازاة، يضاعف الصهاينة المتطرفون اعتداءاتهم ضدّ الفلسطينيين والتي تمتدّ إلى المساس بمقدّساتهم، حيث أقام عساكر صهاينة صلاة يهودية داخل مسجد في مخيم جنين عقب اقتحامه في حملة على مدينة ومخيم جنين استمرت 3 أيام، ونشروا فيديوهات يتفاخرون فيها بترديد تراتيل يهودية، وتدنيس جدران المسجد بكتابات عنصرية وقحة.
وقد علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر، على الحادث، وقال في مؤتمر صحافي: “نحن قلقون بشأن هذه الصور.. هذا غير مناسب. لقد رأينا أن قيادة جيش الدفاع الصهيوني أعلنت أنه سيتم اتخاذ إجراءات ضد العساكر المشاركين، ونعتقد أن هذه إجراءات مناسبة”. لكن وعود جيش الاحتلال بمعاقبة تجاوزات عساكره، هي مجرّد أكاذيب، لأن الذين يرتكبون جرائم في حقّ الفلسطينيين في الغالب تتم مكافأتهم.
عدوان متوحش لم يسبق له مثيل
في الأثناء، أعلنت” الأونروا” على لسان مفوضها العام فيليب لازاريني، ارتفاع حصيلة شهدائها إلى 135 في غزة وكشفت هول الكارثة.
بدوره شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن العدوان الصهيوني المتوحش على قطاع غزة “لا يحتمل، ولم يسبق له مثيل”.
وحذّرت سلطات الاحتلال، الخميس، من أنّ حربها في غزة “ستستغرق أكثر من بضعة أشهر”، بينما أعربت واشنطن عن أملها بانتهاء هذا النزاع سريعاً وأوفدت إلى الكيان الصهيوني مستشارها لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان، الذي وقف على الخسائر المدنية الفادحة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ويدعم بايدن الجانب الصهيوني بقوة، لكنّه وجّه، الثلاثاء، أقوى انتقاداته إليه، محذّراً من أنّه يخاطر بخسارة الدعم الدولي بسبب “القصف العشوائي”.
أصوات ترتفع ضدّ الحرب
وأدّى تزايد عدد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، إلى تنامي الغضب الدولي ضدّ الكيان الصهيوني، حيث احتجت جماعة يهودية أمريكية وهي “الصوت اليهودي من أجل السلام” في 8 مدن للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وعطّلت الاحتجاجات حركة المرور في ساعة الذروة في شوارع وجسور مزدحمة في واشنطن وفيلادلفيا.
كما خرجت مظاهرات في بوسطن وأتلانتا وشيكاغو ومينيابوليس وسياتل وبورتلاند بولاية أوريجون. وأغلق نشطاء مناهضون للحرب حركة المرور على طريق سريع مزدحم في لوس أنجليس، خلال ساعة الذروة الصباحية، بينما نظم بعض الموظفين في إدارة الرئيس جو بايدن وقفة احتجاجية للمطالبة بوقف إطلاق النار.
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيره الأمريكي، جو بايدن، إلى وقف دعم الكيان الصهيوني وقال في اتصال هاتفي إن الوقت قد حان لقول “كفى” للمأساة الإنسانية في قطاع غزة، وسحب واشنطن دعمها للكيان الصهيوني لضمان وقف إطلاق النار.
وأكد أن الحل الأكثر منطقية والمستدام، هو إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة ومتصلة جغرافيا على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
بوتين: يجب إقامة دولة فلسطين
بدوره قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، إن الأمين العام للأمم المتحدة وصف غزة بأنها مقبرة الأطفال الأكبر في العالم.
وأضاف بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي، “فيما يخص دور الأمم المتحدة، لا يوجد شيء غير اعتيادي، هناك دول تعيق القرارات التي تقترحها دول أخرى”.
وأوضح بوتين، “أن الأمم المتحدة أنشئت للحصول على التوافق الكامل. وعندما يتم استخدام الفيتو، فإن ذلك لا يعني ألا نبحث عن التوافق الكامل انطلاقا من أن يكون تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لإنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية”.
ثمانية آلاف مفقود تحت الأنقاض
وفي وقت تتعالى الأصوات الداعية لوقف العدوان، يواصل الاحتلال قصف المباني المدنية ويمنع إنقاذ الجرحى وانتشال جثث الشهداء. وفي السياق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن نحو ثمانية آلاف مفقود مازالوا تحت ركام المنازل المدمرة بسبب عدم توفر الامكانات من أدوات وآليات لانتشال آلاف الشهداء.
من جانبه أكد الدفاع المدني الفلسطيني، أن ما فاقم عمليات الانقاذ مواصلة الاحتلال منع فرق الإسعاف والدفاع المدني من انتشال الشهداء والجرحى من تحت ركام المنازل، مؤكدا أن فرص العثور على ناجين تحت الانقاض تبدو مستحيلة، خاصة وأن المئات منهم فقدوا منذ عدة أسابيع، بينهم مئات الأطفال.
بالتزامن مع ذلك، يتواصل مخطط عزل القطاع من خلال قطع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة، وعلى أجزاء من مدينة غزة، بسبب العدوان.