طباعة هذه الصفحة

قسنطينة تحتفي بالأديب أحمد رضا حوحو

الثــــــــــورة تاريــــــــــخ والأدب مقاومــــــــــة..

قسنطينة: مفيدة طريفي

 

تزامنا وإحياء الذكرى 63 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 وتحت شعار “الثورة تاريخ والأدب مقاومة”، تمّ إحياء فعاليات الملتقى الأدبي للشهيد الأديب “أحمد رضا حوحو”، بمشاركة كوكبة من الأدباء والشعراء من الدولتين الشقيقتين فلسطين وتونس، حيث تمّ تقديم مداخلات وقراءات شعرية اهتمت في عمومها بأدب المقاومة..


أكّدت “أميرة دليو” مديرة دار الثقافة مالك حداد، أنّ الأديب رضا حوحو صاحب حبر اختصر حبّ الوطن في أعماله، قبل أن يكون شهيدا للقلم أثناء الثورة الجزائرية، مشيرة إلى أنّ استحضار ذكراه واجب وطني يأتي تزامنا وذكرى 11 ديسمبر التي تعتبر صفحة من صفحات تاريخ الجزائر، الذي اتّسم بالإبادة الجماعية والتهجير والتعذيب الوحشي للمجاهدين وسقوط عدد رهيب من الشهداء الأبرار وهو ما يحصل اليوم في غزّة، تقول المتحدّثة.
وأكّدت الدكتورة ليلى لعوير، في مداخلة افتتاحية حول “الشهيد أحمد رضا حوحو وأدب المقاومة” أنّ الشهيد يعدّ نموذجا جزائريا عربيا في تصدير رموز الكفاح وتحريك الثورة، وهو ما ظهر من خلال أدب المقاومة الذي تناوله في الخطاب النقدي وأدب الحرب والثورة والدعوة إلى محاربة الاستعمار”، حيث تقول إنّه “صنّف كواحد من أدباء النضال الجزائري وأدب المقاومة في نشاطه الإبداعي لتناوله أشكال العنف في طمس الهوية الجزائرية، إضافة إلى مشاكل المجتمع الجزائري وقراءة نفسية له بأدب ساخر بثقافته العربية الإسلامية وحتى الحركة الفكرية الأوروبية التي شكّلت فكرا تحرّريا خالصا ترجمه في القصة والرواية”.
وعلى هامش الطبعة الرابعة للملتقى الأدبي، وفي مداخلة بعنوان “الأدب الفلسطيني والمقاومة” قدّمها الدكتور حسين أبو النجا، رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين بالجزائر، أكّد من خلالها أنّ أدب المقاومة الفلسطيني قويّ ولا يحتاج إلى شروحات، كما أنّه معروف منذ بدايات القرن الحالي، أين أصبح عامل الرعاية والاهتمام بالآداب في هذه الظروف مضاعفا تتطلّبه المقاومة حتى في جانبها الفنّي”، حيث اعتبر القصيدة شكلا من أشكال المقاومة لاستمرار الحياة مع العدوان الذي يعتبره جميع الفلسطينيين سيف عابر، سرعان ما يمرّ وتبقى الأرض لأهلها، مضيفا أنّ القصيدة وأدب المقاومة بعد تاريخ السابع أكتوبر وما كتب عن غزّة سجّل مع شراسة  المقاومة، ومع كلّ رصاصة ثائر، حيث حملت الإصرار على المقاومة وعلى الموت من أجل الحياة.
ليقول مسترسلا، “إنّ الأديب الفلسطيني مقاوم بطبعه في غزّة، ومفروض عليه فرضا مشاركته بالكلمة وبالبندقية، حيث استشهد الكثير من الشعراء خلال الحرب الأخيرة، وليس غريبا أن ينهض شاعر آخر من الموت ويمدّ المقاومة ليصرّ على الحياة”، مستنكرا في سياق حديثه ما يعيشه الشاعر الفلسطيني داخل غزّة المحاصرة والضفّة الغربية المحتلة، حيث يمنع من الكلمة ومن التحرّك من مكان لآخر، مشيرا أنّ “هناك حصار عربي وإسرائيلي على الشاعر الفلسطيني والعربي، ولحسن الحظ تم الانتقال للكتابة عبر النت، التي كانت متنفّسا لهم، إلى جانب موقف الجزائر الداعم أين يمكن للشاعر أن يعبّر فيها عن وطنه”.
وأضاف أنّ الصهيوني يمنع الفلسطيني من التتويج في المنصات العالمية وزاد الخناق عليهم بعد عودة القضية الفلسطينية بقوّة عقب طوفان الأقصى.
من جهة أخرى، شهد برنامج الملتقى الأدبي للشهيد الأديب “أحمد رضا حوحو” تنظيم معارض تاريخية حول مظاهرات 11 ديسمبر 1960، وجرائم العدوان الصهيوني بفلسطين بمساهمة من الجالية الفلسطينية، إلى جانب قراءات شعرية لعدد من الشعراء الفلسطينيين والتونسيين الذين أخذوا من المقاومة الفلسطينية منبرا لكلمتهم الحرّة المناصرة لفلسطين الأبيّة المقاومة لأشرس عدوان صهيوني أمريكي.