طباعة هذه الصفحة

“الشعب” تزور مستشفى تابع لمجمع “ميموريال” بالبلد الشقيق

الجزائـــر - تركيا..ثقـة وتعاون طبّـي موثوق

إسطنبول / سهام بوعموشة

حجيم تشركلي: المستشفى يقدّم تسهيلات وخدمات إنسانية لإرضاء المريض

 اتفاقيـات مع مستشفيات وعيادات وملتقيات علمية يشارك فيها أطباء جزائريون لتبادل الخبرات

تطوُّر ملحوظ تشهده العلاقات الجزائرية-التركية، في السنوات الأخيرة، في عديدة  المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكان لاتفاقية الصداقة والتعاون الموقّعة بين البلدين عام 2006 دورها في ذلك التقارب، وكانت أول زيارة من الجزائر إلى تركيا على مستوى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في15 ماي 2022، وفي شهر ثورة نوفمبر لسنة 2023، حلّ مرة أخرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالجزائر لتعزيز الشراكة بين البلدين أكثر.

يتوجّه جزائريون إلى تركيا للعلاج، بحكم توفّرها على مستشفيات بمهارات طبية وتكنولوجية حديثة في العلاج، وعمليات جراحية يجريها فريق من الأطباء ناجحة.
زارت “الشعب”، شهر سبتمبر المنصرم مستشفى تابع للمجمع الطبي “ميموريال”، واطلعت على مصالحه، فكانت فرصة للقاء مرضى جزائريين، يعالجون بهذا المستشفى وشُفوا.
أول محطة زارتها “الشعب”، مستشفى ميموريال باسليفر، سمحت بالإطلاع على التطور التكنولوجي العالي الجودة في المجال الطبي لمختلف التخصّصات الموجودة بالمستشفى، وتلقي شروحا كافية من مختصين حول خدمات الرعاية الصحية وكيفية العلاج بتجهيزات حديثة وبفريق طبي مؤهل ومتخصّص، وفي اليوم الثاني كانت الزيارة إلى مستشفى ميموريال سيشلي، التابع لهذا المجمع الطبي.
يقول المدير الفرعي للمرضى الدوليين بالمجمع الطبي “ميموريال”، حجيم تشركلي، إنّ المستشفى استقبل أكثر من ألف حالة من المرضى الجزائريين، من أجل العلاج والقيام بالعمليات الجراحية المستعصية.
ويقوم المستشفى بعمليات جراحية ناجحة، بفضل أطباء ذوي كفاءة في مختلف التخصّصات، خاصة في زراعة الكبد والكلى.
وقال المتحدّث: “نحاول جعل المريض الجزائري راض عن خدماتنا ويشعر وكأنه في بلده خلال فترة علاجه بالمستشفى التركي، نستعمل أحدث التقنيات الحديثة في معالجة المرضى. يعتمد المستشفى سياسة خاصة مع المرضى الجزائريين ممّن لا يستفيدون من تغطية الضمان الاجتماعي، بتخفيضات تتراوح من 10 إلى 30 بالمائة على سعر العمليات الجراحية والعلاج حسب نوعية العلاج المقدّم”.
وأضاف: “نستقبل طلبات المرضى عبر الانترنيت ونرسل تقاريرهم الطبية للمختصين لدراسة الحالات ونحاول تقديم الحلول”.
وفيما يخصّ الأمراض التي يسافر من أجلها جزائريون، تتمثل في زراعة الكلى، التليّف الكبدي وزراعة الكبد والنخاع الشوكي، وعمليات تجميل.
وأعرب ممثل المجمع الطبي ميموريال، عن استعداد إدارة المجمع إرسال فريق طبّي تركي إلى الجزائر من أجل تشخيص الأمراض والقيام بالعمليات الجراحية، في إطار التعاون بين الجزائر وتركيا وتبادل الخبرات في المجال الطبي. وأكّد أنّ المستشفى يعتمد مقاربة إنسانية في التعامل مع المرضى.
وأضاف أنّ أحد أهداف المجمع، توقيع اتفاقيات مع مستشفيات وعيادات خاصّة في الجزائر وتنظيم ملتقيات علمية يشارك فيها أطباء جزائريون لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الثنائية.
وقالت الدكتورة وهيبة مرزوق، مسؤولة العلاقات مع الجزائر بمستشفى ميموريال، في تصريح على هامش زيارتنا لهذا المستشفى: “نحاول مساعدة المرضى قدر الإمكان وتخفيض تكاليف العلاج”.
وقالت أيضا: “نريد أن يكون هناك تعاون بين الأطباء الجزائريين والتركيين وعلاقة ثقة، وأأن يُتابَع المرضى الذين يعالجون في تركيا من طرف الأطباء الجزائريين، عندما نكون على اتصال مع الطبيب الجزائري نحصل على معلومات دقيقة حول المريض يسمح لنا بتقديم علاج مناسب”.

التعاقد مع “كناص” لتخفيف تكاليف العلاج

وكشفت الدكتورة مرزوق، عن تقديم المجمع الإستشفائي ميموريال طلبا للجهات المختصة بالجزائر من أجل التعاقد مع مصالح الضمان الاجتماعي “كناص” لتخفيف تكاليف العمليات والعلاج على المرضى، بسبب التكلفة الباهظة.
 وأضافت: “أنّ ما يميّز مستشفى ميموريال، هي الثقة ونوعية الخدمات المقدّمة، وتوفّره على فريق طبّي إنساني، ولا يعتمد المقاربة التجارية في معالجة المريض. ويستفيد هذا الأخير من تكفل علاجي كامل بداية من نقله من المطار إلى إجراء التحاليل الطبية داخل المستشفى لنتفادى الوساطة والاحتيال على المريض”.
وكشفت مسؤولة العلاقات مع الجزائر بمستشفى ميموريال، أنّ هذا الأخير أبرم إتفاقيات عديدة مع عيادات خاصة في الجزائر، من أجل علاج المرضى المستعصية حالاتهم من خلال إرسال الملف الطبي الخاص بهم من قبل أطباء أخصائيين حتى يستطيع تشخيص المريض بعد عودته وتكون له أحسن متابعة.
وأضافت: “أبرم مستشفى ميموريال، توأمة مع عيادات خاصة بالجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، وعنابة”.

تخصّصات عديدة..
وتحدّثت المختصة في جراحة الأعصاب، الدكتورة أوتزورك قولساتش، عن مرض الباركينسون وكيفية معالجة المرضى باستخدام التقنيات المتطوّرة، عن طريق تركيب بطارية رفيعة جدّا في الدماغ لتوقيف الاضطرابات في الحركة غير الإرادية، التي لا يمكن التحكم فيها، حيث يشحن المريض البطارية لمدة 15 دقيقة مرتين في الأسبوع، والبطارية صالحة لمدة 25 سنة، لكن يمكن أن تنخفض المدة بسبب كثرة الاستعمال ساعات طوال.
وكشف الدكتور يوسف أكسر كوماز، عن التقنيات التكنولوجية الحديثة المستخدمة في اكتشاف سرطان البروستات في بدايته، ويعتبر مستشفى ميموريال” أول مركز بتركيا يستخدم هذه الطريقة العلاجية بدون جراحة “هايفو”، التي أنقذت حياة 100 إلى 150 مريضا.
وقال المتحدث: “لدينا طريقة علاجية أخرى بالروبوتيك وهي ناجحة، نتائجها مضمونة، هذه التقنية تسمح بجراحة الكلى والمثانة، وفي ثلاثة أيام يمكن للمريض العودة إلى منزله في صحة وعافية”.
وأشار الدكتور كوماز، إلى أنّه، في السنوات الأخيرة، تمكن الفريق الطبي بمستشفى ميموريال، من إجراء أكثر من ألف عملية خاصة بسرطان المثانة بطريقة الروبوتيك، ويمكن للمريض العودة إلى منزله في صحة جيدة أسبوع بعد إجراء العملية.
وأكد أنّ تقنية الروبوتيك تسمح برؤية جيدة لموضع المرض، حيث تقوم بتكبير منطقة الورم مرتين وتحدّدها بدقّة، وتظهر الخلايا المتضرّرة.
ويستقبل مستشفى ميموريال، أيضا العديد من المرضى الجزائريين لإجراء عملية التلقيح الاصطناعي، حيث تصل نسبة النجاح 70 بالمائة، وتؤكد الدكتورة أرزوبورجي، أنه منذ افتتاح هذه المصلحة لقحت ألاف النساء من بينهم مرضى من الجزائر.

شهادات مرضى جزائريين
فاروق.. أحد المرضى الجزائريين، الذي قدم إلى المستشفى التركي ميموريال، للعلاج، وتحسّنت حالته بعد إجراء عملية بناء عظم جديد، وأصبح قادرا على المشي حيث كاد أن يفقد ساقه بسبب حادث.
أوضح الطبيب المعالج أنّ الفريق الطبّي أعاد بناء عظم جديد من عظم فاروق، في ظرف 95 يوما، ويوميا ينمو بـ1 ملم، وقال: “فريقنا الطبّي ممتاز في هذا المجال. نقوم بإعادة البناء البيولوجي بشكل جيّد جدّا، أيّ إعادة بناء أطراف المرضى، الذين يعانون أوراما أو إلتهابات في العظم أو مصابين بجروح ناتجة عن طلقات نارية أو حوادث المرور”.
أماني زهور محمدي.. شابة تبلغ 23 سنة من مدينة تيارت، كانت تعاني منذ طفولتها في عمودها الفقري، أجرت العديد من تحاليل الأشعة وسكانير، وعندما بلغت سنّ العشرين بدأت تشعر بآلام حادّة لا تحتمل، وأصبحت لا تستطيع الحركة.
تروي أماني: “ الطبيب الذي عالجني الدكتور عمر يامان، محترف، شرح لي حالتي بالتفصيل، أعطانا الأمل وأعاد لي الحياة، أنا ممتنة له”.
موسى بوقابلة.. مريض قادم من وهران، أجرى منذ شهرين عملية، على القولون المصاب بالسرطان، أعرب عن رضاه بنتيجة العلاج.
زهير بلباي.. 49 سنة، مصاب بمرض باركينسون، بدأت معاناته مع المرض في الأربعين من العمر، كان يعاني صعوبات في الأكل والكتابة والمشي مدّة سنة. نصحه أحد أصدقائه بالتوجّه إلى المستشفى التركي، وبعد الإطلاع على ملفه الطبّي أجرى عملية ناجحة، وقد تمكن من الحركة بشكل طبيعي وانتهت معاناته مع اضطرابات الحركة، التي يسببها مرض باركينسون.
 يقول: “بعد العملية تحسّنت حالتي وأصبحت قادرا على المشي والأكل، تمكّنت من احتضان أولادي وممارسة الرياضة. أشكر الدكتورة قولساش ومستشفى ميموريال”.
تأسّس مجمع ميموريال للصحة في 1995، الذي أصبح فيما بعد من المراكز المرجعية في العالم، يقدّم خدمات صحية ذات جودة، يضمّ فريق عمل يتعامل بـ30 لغة أجنبية للتواصل مع المرضى من مختلف الدول.