طباعة هذه الصفحة

أصدرت رواية “ضحايا”

بوصبيـع تسرد مآسي التفكّك الأسري

تندوف: علي عويش

صدر حديثاً للكاتبة أحلام بوصبيع عن دار “المثقّف للنشر والتوزيع” رواية جديدة بعنوان “ضحايا” في 160 صفحة، استهلتها بإهداء موجز لكلّ من ساندها في شقّ طريقها نحو الإبداع ومداعبة الكلمة وسط صعوبات الحياة وتحدّياتها.

رواية أحلام بوصبيع الجديدة جاءت في ثلاثة فصول، افتتحتها بفصل “حربٌ مع نفسي”، لتعرّج إلى “الانتقام” ثم تختم بـ«انفصال”، وهي في حيثياتها وطبيعة موضوعها انتقاد لظاهرة التفكك الأسري جعلته ابنة ولاية تندوف وخرّيجة جامعة طاهري محمد ببشار، في قالب سردي يسمح للقارئ بالانتقال من موقع المتابع، إلى واقع تبعات الطلاق على الأبناء.
عنوان الرواية “ضحايا”، ليس بالغريب عن الكاتبة التي عُرفت بأسلوبها التراجيدي الأسود في معالجة قضايا المجتمع، وهي محصّلة نظرتها لواقع الأسرة بعد التفكّك ومصير الأبناء في ظلّ وظُلم المجتمع والنظرة الدونية إلى المرأة المطلّقة.
وتعالج “ضحايا” حزمة من القضايا الاجتماعية في آنٍ واحد، أبرزها ظاهرة الطلاق التي تنهش جسد المجتمع، حيث حاولت الكاتبة تسليط الضوء على تأثيرها السلبي على الأطفال، والخطأ الذي يرتكبه أولياء الأمور ويؤدّي بالطفل إلى الضياع.
وبحبكة جميلة وبأسلوب راقٍ يتتبع مسار حياة ثلاث شخصيات هنّ أخوات، حاولت الكاتبة أن تبرز دور الأخت الكبرى في المحافظة على رِباط العلاقة الأسرية، وقد اختارت شخصيات الرواية من الإناث ليقينها بأنّ الصراع سيكون أشدّ احتداماً في مجتمع ذكوري، أين ستتكفّل الأخت الكبرى بالمسؤولية لوحدها، حيث تسعى إلى توفير بعض الدفء في العائلة، وتستميت في تعويض بُعد الوالدين وانفصالهما؛ لهذا، سلّطت بوصبيع الضوء على الصدمات التي تتلقاها في مسارٍ حياتي تتضارب فيه المشاعر، دون الغوص في أسباب الطلاق، ولا التعرّض لشخصية الأبوين، باستثناء تبيان بعض الأخطاء التي قد يرتكبها الآباء في حقّ أبنائهم في فترة الانفصال، كما خصّصت الكاتبة جزءًا من روايتها لسرد الصراع الداخلي الذي تعيشه الأخت الكبرى، وكيف تكافح لمواجهة صراعها الذاتي تحت مسؤوليات صعبة وضغوطات كبيرة.
رواية “ضحايا” نصٌّ جميل ولغة سلسلة يغوصان بالقارئ في تبعات قرار خاطئ في لحظة غضب، وما قد ينجر عن هذا الخطأ من أخطاء أخرى عديدة تلقي بظلالها على الأطفال، لتحرمهم من طفولتهم ومن دفء العائلة وتحولهم إلى مجرد.. ضحايا.