طباعة هذه الصفحة

الكاتب مولود فرتوني:

نحتاج مسرحا يعتني بـ “الطّفل” ويلبّي حاجته

تمنغست: محمد الصالح بن حود

 أكّد الشاعر والكاتب مولود فرتوني، أنّ مسرح الطفل في الجزائر يحتاج إلى اهتمام أكاديمي من طرف هيئات خاصة، تبني فيه رؤاها على دراسات عميقة تراعي احتياجات الطفل، بعيدا عن تأثير الواقع الاجتماعي وانشغالاته.
 قال فرتوني لـ “للشعب”: رغم أنّ مسرح الطفل في الجزائر ما يزال يعتمد على العمل التنشيطي القائم على الأفراد وبعض الجهود الخاصة لبعض التعاونيات والفرق، إلا أنه لا يمكن نكران الجهود التي تبذلها الدولة من خلال تأسيس بعض الفعاليات المتعلقة بمسرح الطفل، وتأسيس مهرجان القراءة في احتفال الذي مس أغلب ولايات الوطن، وكذا مهرجان مسرح الطفل الذي كان يقام بولاية أم البواقي، مضيفا، إلا أنّنا ما نزال في حاجة لاهتمام على مستوى الورشات بمؤسسات قطاع الثقافة والفنون، وقطاع الشباب والرياضة، وبعث المسرح المدرسي، وبذلك يتم تجاوز تفعيل الاتفاقيات بن الوزارات بل إنشاء هيئات تهيكل هذا الأمر وتتابعه بجدية عالية.
ويرى كاتب مسرحية الأطفال (الأقنعة المخيفة)، أنّ هذه الخطوات ضرورية وحتمية، بالنظر لقدرات الطفل وخصوصياته، ما يجعل الرسالة الموجهة إليه في العمل المسرحي رابطا بقيمنا المجتمعية وقيمنا الوطنية وبقدواتنا الإنسانية، فالمسرح مرتبط بالأبطال والحكايات والقصص، وبالتالي لا بد من وجود كتابة ورسالة خاصة تراعي هذه الخصوصية، وهي - في رأي مولود فرتوني - تكون في كاتب يستطيع أن يخرج الطفل الذي بداخله، ليكون بذلك قادرا على الكتابة للطفل وحوله، مستفيدا من كل الدراسات المتعلقة بذهنية الطفل وتكوينه وعلاقته باللعبة وتوظيف ذلك في العمل المسرحي، فالطفل - يضيف صاحب رواية “سرهو” - يمكن مخاطبته بلغة بسيطة ومفهومة تحتوي على فكرة وقصة تعجب الأطفال مشفوعة بالرقص والأغاني، لأن مخاطبة فئة المسرح والفن تعتمد على محاولة المشاركة في القصة.
هذه النظرة - يواصل فرتوني - نابعة من تجربته مع فرقته “عشاق الخشبة” التي أسّسها سنة 2008، والتي أشرك في كتابه نصها الأطفال، بداية من بناء الفكرة إلى تنميتها وربط الطفل بها، وهذا دون الإخلال بأصل الفكرة، وخاصة عندما تكون لها علاقة بالتراث الوطني أو الإنساني بشكل عام.