طباعة هذه الصفحة

حرب غزّة تهدّد بجرّ المنطقة إلى مواجهة مفتوحة

الاحتلال يستخدم القذائف الفوسفورية والمقاومـة تتصدّى

 شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأحد، على أنّ الوضع في الشرق الأوسط أشبه ببرميل بارود على وشك الانفجار، ومن الضّروري العمل على منع اشتعال الصراع في جميع أنحاء المنطقة.
أكّد غوتيريش في بيان، أنّ العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال تؤدي إلى دمار واسع النطاق، وإلى قتل البشر على نطاق غير مسبوق منذ توليه منصبه.
وتابع قائلا إنّ من الضروري التوصل على الفور إلى وقف إنساني لإطلاق النار لتخفيف المعاناة في غزة، ووصول المساعدات إلى المحتاجين وتسهيل إطلاق سراح الرهائن.
وانتقد غوتيريش الرفض المتكرر لحل الدولتين بوصفه “غير مقبول”، وأشار إلى أنّ حرمان الشعب الفلسطيني من حقه يطيل أمد الصراع، وبات تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين.
تحذيرات غوتيريش ودعواته لوقف القتال في قطاع غزة، تأتي بينما تتزايد المخاوف من توسّع الحرب إلى نزاع إقليمي يلهب المنطقة، وفي الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب إبادته لليوم 108 على التوالي، حيث شنّ أمس غارات عنيفة استهدفت كلّ مناطق غزة بما فيها الشمال الذي عادت إليه الاشتباكات بين قوات الاحتلال والمقاومة، حيث شهدت منطقتا الكرامة وأبراج المخابرات (غرب) معارك عنيفة، وسط غارات وقصف مدفعي على مناطق مأهولة.
قصف بالفوسفور
 في وسط القطاع، واصل الاحتلال شنّ غارات عنيفة على مخيمات النصيرات والبريج ومناطق في دير البلح، بالتزامن مع اشتباكات على الأرض. وقد استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب العشرات، بعد قصف طائرات العدو لخان يونس جنوب قطاع غزة، بينما شنّت المقاتلات الصهيونية غارات على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن مقاتلات الاحتلال قصفت مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أسفر عن اندلاع حريق كبير في أحد المنازل والمصانع التي استهدفها القصف.
وأظهرت مقاطع مصورة اشتعال النيران بالمنازل والمصانع شرق جباليا؛ إثر القصف الصهيوني المتواصل، فيما تداولت صفحات إخبارية فلسطينية أن الاحتلال استخدم القذائف الفسفورية في غاراته على المخيم.
ويتواصل العدوان الصهيوني على أبناء القطاع، مع محاولات التهجير القسري، إذ كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أمس الاول، في بيانٍ له، أنّ سلطات الاحتلال انتقلت مؤخراً إلى مرحلة إفراغ مدينة غزّة من سكانها عنوةً وبقوة السلاح، مشيراً إلى أنّ السلوك الصهيوني يأتي ضمن تصعيدٍ لجريمة التهجير القسري.
وبالتزامن مع ذلك، أكّد “الأورومتوسطي” أنّ قوات الاحتلال تُصعّد من سياسة التجويع ومنع الإمدادات الإنسانية عن سكان مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع، وتستخدم ذلك سلاحاً لتحقيق التهجير القسري وإجبار المدنيين، على النزوح لمحاولة تجنب الموت قصفاً أو جوعاً، وفق المرصد.
المقاومة تخوض اشتباكات ضارية
  في الأثناء، تستمر الاشتباكات الضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة شمال غزة وجنوبها منذ فجر أمس، كما أطلقت المقاومة رشقة صاروخية من شمال قطاع غزة باتجاه مناطق الغلاف. وأكّد مراسلون اعتراض القبة الحديدية لصاروخ أطلق من شمالي قطاع غزة.
وقد أعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) - أنّها قصفت حشودا للجيش الصهيوني شمال شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
من جانبها، قالت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - إنها استهدفت بقذائف الهاون مركز قيادة وسيطرة لجيش الاحتلال، في محيط مسجد الشهداء جنوب خان يونس.
وأضافت أنها سيطرت على طائرة استطلاع صهيونية من نوع “إيفو ماكس 4 تي” خلال تنفيذها مهام استخبارية وسط قطاع غزة.
وأشارت إلى أنها قصفت بصواريخ 107 وقذائف هاون تجمعات لعساكر وآليات الاحتلال، شمال وشرق مخيم البريج وسط القطاع.
وارتفعت حصيلة قتلى جيش الاحتلال المعلن عنهم رسميا إلى 528 منذ السابع من أكتوبر الماضي، من بينهم 195 جنديا لقوا مصرعهم منذ بدء العملية البرية في 26 من الشهر نفسه.
مخاوف من توسّع النّزاع
 مع دخول حرب غزة شهرها الرابع دون حلول تلوح في الأفق، هجرت مخاطر اتساع الحرب، الهواجس وطاولات المباحثات إلى الواقع، بهجمات صاروخية، وتصعيد على جبهات عدة. هجمات شقت طريقها إلى سوريا ولبنان والعراق واليمن، سلطت الضوء على الخطر المتزايد للحرب في غزة والتي قد تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة .
وهكذا، يمضي العدوان الصهيوني على قطاع غزة في رفع حرارة المواجهات الخارجية ومخاوف توسع النزاع حد الاشتعال، وباتت المنطقة على بركان خامد يوشك على الانفجار.
فمع دخول الحرب شهرها الرابع، تبرز الخشية من اتّساع نطاقها وسط تبادل يومي للنار على الحدود الصهيونية اللبنانيّة، والتوتر المتصاعد في البحر الأحمر وخليج عدن والمرفوق بتكثيف الضربات الأمريكيّة ضدّ اليمن، واستهداف الكيان الصهيوني لسوريا، إضافة إلى هجمات في العراق.