طباعة هذه الصفحة

بينها مبادرة الرئيس تبون ومبادرة جنوب إفريقيا.. وزير الخارجية:

مبادرات راقية وجريئة لإجبار الاحتلال الصهيوني على وقف العدوان

زهراء.ب

 رسالة تقدير لغوتيريش والهيئات الأممية المتحدة على ما بادروا به لتخفيف المآسي بغزة

 الجزائر تدعو إلى مؤتمر دولي للاتفاق على إنهاء الصراع العربـي- الصهيـوني

 الوضع بفلسطين يفرض على البشرية المجتمعة بمجلس الأمن 3 تحديات رئيسيـــة

 يجب وقف الإبادة والتشريد والتهجير والتجويع والتدمير والتخريب والتدنيـس

دعت الجزائر، أمس، أعضاء مجلس الأمن إلى تبني نهج جديد لتفعيل خيار السلام وتحقيق حل منصف وشامل للقضية الفلسطينية، مجددة دعوتها لمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمة الأمم المتحدة، وهو المطلب الذي تبنته حركة عدم الانحياز في قمتها الأخيرة كإجراء استعجالي للحفاظ على المرتكزات الأساسية لحل الدولتين، وكخطوة حتمية لِصَوْنِ المقومات القانونية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

في الجلسة رقم 9534 لمجلس الأمن التي خصصت للوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين، صدح صوت الجزائر عاليا، مرة أخرى، من أجل تضميد جراح فلسطين، ووقف العدوان الجائر على قطاع غزة وإنهاء حرب إبادة شعبها ومحاسبة المحتل على جرائمه. وقبل إلقاء كلمته، حرص وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، على تبليغ رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التي وضعها أمانة بين يديه، وهي رسالة تقدير وامتنان للأمين العام أنطونيو غوتيريش، ولكافة هيئات منظومة الأمم المتحدة على ما بادروا به ولا يزالون، من أجل تخفيف المآسي التي تطال غزة وتضميد جراحها وإيقاف نزيفها. رسالة حملت تقدير كذلك لكل من خدم الإنسانية تحت راية الأمم المتحدة وسقطوا في غزة دفاعا عن أسمى قيمها وأرقى مُثُلِها، ولكل من يقدم جهودا حثيثة، بالرغم مما يتعرضون له من طعن في مصداقيتهم ومساس بسلطتهم ومن استفزازات وابتزازات من لدن احتلال لا يرى لجبروته ولطغيانه حدودا، ولكل من ارتقى شهيدا من أجل وطن وقضية، وطن لهم، وقضية لهم ولنا.
وأبرز وزير الخارجية في كلمته، أن العدوان على الفلسطينيين بغزة، الذي يوشك دخول شهره الخامس، لكن آفاق حمل الاحتلال الصهيوني للعدول عنه لاتزال مسدودة.  وأوضح، أن وضعا كهذا يفرض على البشرية المجتمعة في مجلس الأمن ثلاثة تحديات رئيسية، وهي ضمان احترام القرارات والقوانين والتشريعات التي تصدر باسمها، وعدم السماح أو التسامح مع الخروقات الجسيمة لكل ما أقرّته لضمان تعايش سلمي، وحضاري، ومتمدن بين أعضائها، وعدم القبول بأن عضواً من أعضائها نصَّب نفسه فوق الجميع ويستفيدَ من معاملات تبدو وكأنها وُضِعَتْ لصالحه في شكل استثناءات، وانتقاءات، وامتيازات، وحصانات غير مبررة وغير مقبولة، وإخضاع الاحتلال الصهيوني الاستيطاني للضوابط القانونية الدولية، ووضع حدٍّ لما يُجمع الكثير على تسميته باللاّمساءلة، واللامحاسبة، واللامعاقبة، والتي حان الأوان لوضع حدٍّ صارم وحاسم لها.
ومن هذا المنظور، قال عطاف إن الجزائر ترحب وتثمن عاليا بوادر الابتعاد عن هذه المعاملات التفضيلية، من خلال مبادرات وصفها بـ «الراقية والشجاعة والجريئة» لإجبار الاحتلال الصهيوني على تحمل مسؤولياته، منها مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون بحشد الخبراء القانونيين والتنظيمات الحقوقية العالمية لمقاضاة الاحتلال الصهيوني أمام الهيئات الدولية لإنهاء عقود من إفلات هذا الأخير من العقاب، ومبادرة جمهورية جنوب إفريقيا برفع دعوى ضد الاحتلال الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة شن حرب إبادة على غزة، ومبادرة كل من جمهورية الشيلي والمكسيك بإخطار المحكمة الجنائية الدولية بالجرائم متعددة الأشكال والأنواع التي صاحبت ولا تزال العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وأوضح عطاف، أن كل هذه المبادرات تستدعي منا السند والثناء والتشجيع، لأنها تمثل خطوات صائبة على درب الصواب، حاثا هذه الهيئات القضائية الدولية على الاضطلاع بمسؤولياتها وواجباتها القانونية كاملة. كما شدد في نفس الوقت، على إلزامية اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته بصفته الهيئة الأولى الخامسة والضامنة للسلم والأمن الدوليين.
وبخصوص المسؤوليات والواجبات التي يفرضها الظرف الحالي تجاه غزة، أكد عطاف أن الأولوية القصوى هي وقف إطلاق النار الذي يزداد كل يوم رفض المماطلة بشأنه وتجاه المبررات الهشة لعدم إيلائه العناية التي يستحقها، فلا توجد، مثلما ذكر، «أهدافٌ تعلو فوق هدف وقف العدوان والإبادة والتشريد والتهجير والتجويع والتدمير والتخريب والتدنيس»، وبعده يصبح الحديث عن «ترتيبات ما بعد الحرب» معنىً، ويصبح للجهود الدبلوماسية الرامية لحل الصراع العربي- الصهيوني فعليةً وفاعليةً.
وأضاف عطاف، أن ما يحدث في غزة اليوم، يعيد إلى الواجهة، أكثر من أي وقت مضى، حتمية الإسراع في معالجة جوهر هذا الصراع عبر تجديد وتفعيل التزامنا الجماعي بحل الدولتين الذي التفتت حوله المجموعة الدولية كحل عادل ودائم ونهائي، داعيا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الرد بكل حزم وصرامة على الأصوات الصهيونية التي ترفض هذا الحل وتجاهر به، وتستخف بالإجماع العالمي وبالشرعية الدولية.
في هذا السياق، جدد مطلب الجزائر التاريخي بعقد مؤتمر دولي للسلام تحت رعاية الأمم المتحدة، يتم خلاله الاتفاق على إنهاء الصراع العربي- الصهيوني بصفة نهائية عبر الاحتكام لقرارات الشرعية الدولية وتفعيل حل الدولتين تحت الرقابة الصارمة، والمتابعة اللصيقة، والضمانة الوثيقة للمجتمع الدولي.