طباعة هذه الصفحة

منتدى المجتمع المدني «إفريقيا في حركة من أجل التنمية».. بن براهم:

الرئيس تبون يملك رؤية مدعمة لحسن الجوار والبرامج المشتركة

زهراء.ب

 وضع تصور جماعي للانخراط في مسعى التنمية الشاملة بالقارة السمراء

 إطـلاق المنصـة الرقميــة «كفـاءات بلـوس» يــوم 7 فيفري

 توقيع اتفاقية مع بنك السلام لتمويـل 10 مشاريــع شبانية

رافع المشاركون في الطبعة الثانية لمنتدى المجتمع المدني «إفريقيا في حركة من أجل التنمية»، لاعتماد تصور جماعي للانخراط في مسعى التنمية الشاملة في إفريقيا وإيجاد الحلول المشتركة للتحديات التي تعرفها القارة، خاصة في مجال التنمية والعدالة وحقوق الإنسان، وتثمين مبادرات الشباب في مجال ريادة الأعمال والمقاولاتية، لرسم مستقبل القارة السمراء بأيدي أبنائها الذين لديهم نفس القيم المشتركة والخصائص والفرص، ولكن هم بحاجة إلى العمل وفق مقاربة اقتصادية تجابهه التحديات بعلاج أسباب المشاكل وليس أعراضها.

دعا رئيس المرصد الوطني نورالدين بن براهم، في كلمة ألقاها، أمس، خلال أشغال الطبعة الثانية منتدى المجتمع المدني «إفريقيا في حركة من أجل التنمية»، المنظمة بفندق قولدن توليب بالجزائر العاصمة، إلى حماية القارة الإفريقية، من خلال رفع التحديات على الصعيد السياسي والاقتصادي والبيئي والأمني، وتشبيك كل المبادرات والتجارب لمواجهة تحديات التنمية خاصة، مؤكدا أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يملك رؤية إفريقية داعمة لحسن الجوار، ونشر قيم السلم والتضامن، والأخوة، وتجسيد برامج الشراكة.
وأضاف، أن الجمعيات مطالبة اليوم، أن تجد مثل هذه البيئة المشتركة ومرافقة كل الفرص الإيجابية من خلال برامج الشراكة، وهي مهمة جدا كفرصة لرفع التحديات في القارة الإفريقية بسواعد أبنائها من شباب ونساء، فكما صنع الجيل السابق من الذاكرة الجماعية نقاطا مشتركة لتخليص إفريقيا من الاستعمار والاستغلال والتمييز والاضطهاد، يمكن لجيل اليوم الذي لديه خلفية تاريخية وثقافية وروحية مشتركة، العمل كقلب واحد لجعل إفريقيا تعيش واقعها، والبحث عن الحلول المشتركة للتحديات العديدة، على حد قوله.
وبعد أن أشار إلى أن إفريقيا تملك موردا بشريا كبيرا ترك بصمته في العديد من مخابر وجامعات العالم، شدد بن براهم على ضرورة العمل على بناء وعي جمعي في القارة السمراء حول مفهوم العدالة الاقتصادي والبيئي والسياسي، فلا يعقل، مثلما قال، «أن يجد إفريقي ماء يشربه وآخر لا»، منتقدا تسويق صور التخلف والبؤس عن إفريقيا، في وقت هي خزان من الموارد البشرية القوية والخيرات المتعددة من مواد طاقوية وزراعية وغيرها.
وأعلن بن براهم بصفته رئيسا لجمعية أضواء رايتس، عن إطلاق هذه الأخيرة عدة مبادرات مع جمعيات إفريقية للوصول إلى مقاربة اقتصادية اجتماعية بينية، لتعزيز السلم والأمن وتبادل الخبرات الناجحة، إضافة إلى حشد آليات الدعم من مصارف وبنوك.
في هذا السياق، أعلن بن براهم التوقيع عن اتفاقية بين جمعية أضواء رايتس وبنك السلام، لتمويل 10 مشاريع شبانية بالجنوب، من مجموع 56 مشروعا، موضحا أن هذه الاتفاقية ستفتح المجال لدعم مشاريع أخرى في الأيام القادمة.
أما المدير العام لبنك السلام ناصر حيدر، فأبرز في تدخله، أهمية المشاريع المصغرة في خلق الثروة. وعلى هذا الأساس، بادر بنكه إلى تطوير منتوج جديد أطلق عليه اسم «حرفتي»، موجه لحاملي المشاريع الذين يجدون صعوبة في الحصول على التمويل، مشيرا إلى أن إفريقيا رائدة في دعم المشاريع المصغرة التي أصبحت صناعة عالمية.
ودعا إلى الاستفادة من هذه التجربة وتطوير صيغ جديدة لتمويل المشاريع الشبانية، بالأخذ بعين الاعتبار الجدوى الاقتصادية للمشاريع لتفادي الأخطاء السابقة.
وتعمل جمعية أضواء رايتس للديمقراطية وحقوق الإنسان، منذ ثلاث سنوات، على إبرام عدة اتفاقيات مع مختلف الشركاء بغرض تدريب الشباب، والتأثير على تفكيرهم على الأقل حتى يصبحوا قادة مؤسسات ذات طابع اقتصادي، وقد تم في هذا السياق تدريب 1056 شاب، منهم شباب بولايات الجنوب.
وأوضح بن براهم، أن هذا التوجه يرمي إلى تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات العمومية والخاصة، لتحويل فكر المجتمع المدني ليصنع القيمة المضافة في العملية التنموية، والتركيز على الشركاء وتمكينهم من أدوات الاندماج الاقتصادي وهذا يعتبر تحدي المجتمع المدني من عام 2024 إلى 2030.
وذكر أن جمعية أضواء رايتس، واحدة من الجمعيات التي تشتغل على هذا الأمر، معربا عن أمله في تعميم هذا المسعى، حتى نصل من خلاله إلى تحقيق التحول في عمل المجتمع المدني، حتى يكون عملا ذا فائدة على الجزائر وعلى شبكات الإفريقية التي تعمل في إطار حقوق الإنسان، البيئة، التنمية، حقوق الطفل، المرأة وغيرها...
ودعا بن براهم جمعيات المجتمع المدني إلى الانخراط في هذا المسعى، معلنا إطلاق المنصة الرقمية «كفاءات بلوس» يوم 7 فيفري الداخل، هدفها الرئيس بناء قدرات المجتمع المدني، لتطوير نوعي وتحسين قدرات قادة المجتمع المدني الذاتية والنوعية وأيضا قدرة كسب ثقة المواطن والشركاء، وتثمين القيمة الاجتماعية والاقتصادية المضافة، حتى نصل إلى نسيج مجتمع مدني قوي يعزز الوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي، والانسجام الإفريقي بين كل الدول الإفريقية ويعزز التوجه الذين تنتظره ملايين الشعوب الإفريقية.