طباعة هذه الصفحة

تزامنا مع العيد الوطني للإذاعة السرية

قرين يدشن متحف الإذاعة في ستينية الثورة

نورالدين لعراجي

دشن وزير الاتصال حميد قرين، متحف الإذاعة الوطنية بشارع أحمد زبانة بالجزائر العاصمة وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لستينية الثورة التحريرية المتزامنة مع العيد الوطني لميلاد الإذاعة السرية.
وقد حضر حفل التدشين مديرو بعض الجرائد ومثقفون إلى جانب مجموعة من الإعلاميين والوجوه التي واكبت مسيرة الإذاعة الوطنية منذ الثورة إلى غاية فجر الاستقلال. وتضمن المعرض أيضا، العديد من الوثائق التاريخية الهامة، إلى جانب الوسائل السمعية والتقنية ووسائل الاتصال من الأجهزة والراديو والهواتف، حتى بعض محطات البث الخاصة كانت تستعمل آنذاك.
كما عرضت أيضا بالمناسبة صور للرعيل الأول من إذاعيين ومديرين تعاقبوا على تسيير هذا الهرم الإذاعي الإعلامي.

طاف قرين بجميع أجنحة المعرض وكان مرفوقا بمدير الإذاعة الوطنية شعبان لوناكل، الذي قدم له شروحا حول هذه المسيرة الخالدة لوجود في عالم السمعي، ليستوقف بين كل محطة من هذه المراحل التي مرت بها الإذاعة الوطنية. وقد عبر وزير الاتصال عن سعادته وهو يتفقد هذا المعرض، مبديا ارتياحه العميق للدور الكبير الذي قدمته هذه الإذاعة إبان الثورة التحريرية، منوّها بالدور الكبير للإذاعة السرية.
وعلى هامش هذا التدشين، اعتبر قرين “أن صوت الإذاعة السرية ساهم في توعية الكثير من الجزائريين واستقطب كل الشرائح الاجتماعية التي كانت تنتظر أخبار الجزائر والثورة”، مشيدا بالدور الفعال الذي قدمته إطارات المؤسسة الإذاعية التي أخرجت هذه الذاكرة إلى الوجود وإلى الشعب الجزائري لتكون جزءا مهما من ذاكرة الوطن ومما لاشك فيه أنه سيمنح الكثير من الفوائد للشباب الجزائري الذي سيستفيد فعلا من الذاكرة السمعية.
وأعلن قرين، أن المتحف ستكون أبوابه مفتوحة أمام الجمهور بداية من يوم الأحد من الساعة العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء والدخول سيكون مجانيا، هكذا سيطلع الكثير من الزوار على هذا الإرث الإعلامي، وسوف يكتشف الشباب عمل الإذاعيين من صحفيين وتقنيين ويتقربون أكثر لما يكتشفون الخفايا والجو العام للإذاعة أو التلفزيون أو حتى الصحافة المكتوبة، مما لاشك فيه أن الكثير منهم سيصبحون من رجال الاختصاص السمعي البصري والمكتوب. لأن عمل الصحفي أو الإذاعي المنشط هنا هو عمل مقدس وجميل جدا وبطريقة فلسفية يعطي مسارا آخر لحياة الشباب.
للإشارة، فإن الإذاعة الجزائرية شهدت ميلادها في وهج الثورة التحريرية وبالضبط في 16 ديسمبر 1956 حين شرعت الإذاعة السرية “صوت الجزائر الحرة المكافحة” في بث برامجها بجهاز إرسال محمول فوق شاحنة من نوع ج.م.س تم اقتناؤه من القاعدة الأمريكية بالقنيطرة في المغرب، وقد كان لهذا المكسب الأثر العميق لدى عموم الشعب الجزائري وصدمة عنيفة لدى العدو ووسائله الإعلامية. وقد توقفت عدة مرات عن البث بسبب الملاحقات الاستعمارية، لكنها استمرت في رسالتها عبر عدة مناطق وفي الكثير من الدول كالمغرب، تونس، القاهرة، دمشق، ليبيا وغيرها.