طباعة هذه الصفحة

أحيت الذّكرى الحادية عشرة لرحيله

سكيكدة تحيي مآثر المجاهد عبد الرزاق بوحارة

سكيكدة: خالد العيفة

 أكّد رئيس جمعية جسور لحفظ الذاكرة لولاية سكيكدة، علي الطاهر العرنان، أنّ «كل أمّة تفتخر بمن أنجبت من علماء وقادة وزعماء، وتعمل جمعية جسور لحفظ الذاكرة لولاية سكيكدة، على إحياء ذكرى وفاتهم أو ميلادهم أو استشهادهم، فبلدية الزيتونة بالمصيف القلين، استرجعت ذكرى أحد أبنائها البرررة، المجاهد والضابط والسياسي، والدبلوماسي المخلص لوطنه، وهي مبادرة تستحق الثناء ونتمنّى أن تتكرّر في كل بلديات الولاية، لأن كل بلدية  بالولاية تحتضن عظماء، وذلك حتى نحافظ على الذاكرة التاريخية والشعبية للأمة، وحتى لا ينسى الأبناء  تضحيات الآباء».

 أحيت بلدية الزيتونة بسكيكدة الذكرى الحادية عشرة لرحيل المجاهد والدبلوماسي عبد الرزاق بوحارة، التي نظّمها المتحف الجهوي للمجاهد العقيد علي كافي بسكيكدة، بالتنسيق مع بلدية الزيتونة مسقط رأس المجاهد، وجمعية جسور لحفظ الذاكرة لولاية سكيكدة، بإقامة عدة نشاطات احتضنتها ثانوية الشهيد مخبوش السعيد، وسط حضور قوي ومميز.
واستهلت فعاليات إحياء هذه الذّكرى بآيات بينات من الذكر الحكيم، والاستماع للنشيد الوطني، تلتها كلمة ترحيبية ألقاها رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الزيتونة، وحظيت المناسبة بحضور المجاهد والسفير الأسبق محمد رايس، الذي أكّد نبل وسمو أخلاق المجاهد عبد الرزاق بوحارة رفيق دربه في السلاح والكفاح، واعتبر الراحل جبلا من الإخلاص والتواضع والأخلاق العالية.
وتخلّلت المناسبة عدّة تدخلات للفاعلين، أبرزوا فيها مختلف محطات حياة المجاهد عبد الرزاق بوحارة، حيث تطرّق الأستاذ عبد الحميد لعدايسية في مداخلته، لمذكرة المجاهد - منابع التحرير - الذي يعتبر وثيقة تاريخية ومن أهم مؤلفاته، وشارك بالندوة مجاهدون رفقاء درب المجاهد عبد الرزاق بوحارة، وتطرّقوا لعدة محطات من حياة المجاهد وحتى الجانب الرياضي.
كما تضمّنت الذكرى نشاطا تاريخيا ثقافيا تضمن إقامة معرض تاريخي يبرز السيرة الذاتية والنضالية للمجاهد الراحل من تقديم بربار سامية، مديرة المتحف الجهوي للمجاهد بسكيكدة، بالإضافة إلى عرض شريط وثائقي حول شخصية المجاهد وسيرته خلال مرحلة الكفاح ومرحلة البناء والتشييد، مع تكريم عائلة المجاهد ممثلة في ابنه وتكريم الأساتذة المحاضرين.
المجاهد عبد الرزاق بوحارة، من مواليد 01 ديسمبر 1934 ببلدية الزيتونة، بسكيكدة، نشأ في وسط ريفي وعائلة محافظة، تلقّى تعليمه الأول بالكتاب الذي حفظ فيه القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي، وقواعد اللغة العربية، ثم زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الفرنسية بالقل، وواصل تعليمه المتوسط، وانخرط بالكشافة الإسلامية الجزائرية، وفي أحضانها تعلّم معاني الانضباط والالتزام وروح المسؤولية، وكان ضمن المؤطّرين والمنظمين لمظاهرات 08 ماي 1945 بالقل، وتابع دراسته بثانوية أومال بقسنطينة.
وانخرط الراحل بالعمل الثوري سنة 1955 وهو ما يزال طالبا بقسنطينة، بعد نداء إضراب الطلبة في ماي 1956، ترك مقاعد الدراسة لينتظم فعليا بالكفاح المسلح بناحية خنشلة بالمنطقة الأولى «الأوراس»، وتدرّج بوحارة في المسؤوليات خلال الثورة التحريرية من جندي إلى رئيس فرقة في منطقة الأوراس، ثم رقي سنة 1959 إلى رتبة ضابط ومدرب قائد كتيبة في القاعدة الشرقية، وفي سنة 1960 كلف بقيادة الفيلق 39 بالحدود الشرقية، وأشرف على إدارة وقيادة العمليات والمعارك بين سنتي 1960 و1962.
وتقلّد المرحوم، عقب الاستقلال، عدة مناصب عسكرية ليشغل بعدها بداية السبعينيات منصب سفير الجزائر بهانوي (فيتنام)، ثم واليا للجزائر الكبرى سنة 1975، وفي سنة 1977 وضع الراحل حدا لمسيرته العسكرية، ليعيّن وزيرا للصحة (1979-1982)، وتولى الفقيد مناصب قيادية في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني، التي كان عضوا في لجنتيه التنفيذية والمركزية سنة 1989، وعين في جانفي 2004 عضوا بمجلس الأمة، ضمن الثلث الرئاسي، وشغل منصب نائب رئيس هذه الهيئة.
وصدر للمجاهد عدّة مؤلفات أهمها «منابع التحرير»، «أجيال في مواجهة القدر»، «من الجبل إلى حقول الأرز»، وهو آخر إصدار للفقيد.