طباعة هذه الصفحة

شراكة مستدامة بين مؤســّسـات البـحـث العلمـي والقـطاع الصناعي

برج بوعـريـريـج.. آلـيـات جــديدة لــربط الجامعــة بالمحـيط الاقــتـصادي

برج بوعريريج: رابح سلطاني

بادرت جامعة برج بوعريريج مؤخّرا، إلى تنظيم يوم مفتوح على المقاولاتية، يهدف إلى تعزيز جسور التواصل بين الجامعة والمؤسّسات الاقتصادية، ويؤسّس لمرحلة جديدة من الشراكة الحقيقة والمستدامة.

عرض المشاركون خلال التظاهرة العلمية المفتوحة على الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين التي بادرت جامعة محمد البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج إلى تنظيمها، واقع الشراكة بين الجامعة ومحيطها الاقتصادي، مع مناقشة الآليات والأساليب العملية لخلق شراكة حقيقية ومستدامة بين الجامعة كقطب وحاضرة علمية بامتياز والقطب الاقتصادي المحلي ببرج بوعريريج، من أجل التوصّل إلى خارطة طريق تعزّز مكانة الفكر الجامعي لدى المستثمر المحلي، من شأنها إعطاء نفس جديد للاقتصاد الوطني.
وعرف اللّقاء المفتوح على المقاولاتية والابتكار الذي حضره أساتذة وباحثين ومختلف الشركاء الفاعلين في الاقتصاد المحلي ببرج بوعريريج، عرض الاتفاقيات المبرمة بين الجامعة والمحيط الاقتصادي وآليات تفعيلها لتحقيق تنمية مستدامة في القرارات الجديدة والتوصيات التي جاءت بها الوزارة الوصية، وتفعيل دور المكتب المحلي للربط بين الجامعة والمؤسّسات الاقتصادية المستحدثة مؤخرا في هذا الإطار.
واعتبر مدير الجامعة البروفيسور “بوعزة بوضرساية” التظاهرة العلمية، تأتي لتعزّز مكانة الجامعة، وإبراز دورها الحقيقي في تطوير الاقتصاد الوطني، من خلال مناقشة وتفعيل آليات الشراكة بين الجامعة كقطب امتياز وحظيرة علمية والمحيط الاقتصادي تعزّزها المكانة الهامة التي تحتلها ولاية برج بوعريريج في مجال الابتكار والمقاولاتية، تضاف إليها الحاضرة الصناعية المتخصّصة على مستوى المنطقة الصناعية واحد واثنان، واختيارها كقطب صناعي متخصّص.
مبرزا في ذات السياق، دور وأهمية المنطقة في تجسيد القرارات الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي من شأنها أن تساهم في تقريب الرؤى بين الجامعة والمؤسّسات وخلق جو تعاملي تنافسي يعطي الفرصة بحسبه، لكلّ المتعاملين مع الجامعة دون استثناء تساهم بشكل كبير في إعطاء نفس جديد للاقتصاد الوطني، باستطاعته مواكبة الحركية الاقتصادية العالمية من خلال توطين وتوثيق عملية الربط بين الجامعة والمؤسّسات الاقتصادية لقيام اقتصاد قويّ قائم على الفكر الجامعي.
واعتبرت، عضو مكتب الربط بين الجامعة والمؤسّسات الاقتصادية الدكتورة “غنية بلعربي”، أنّ تبنّي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى هذه التظاهرة العلمية تأتي لتبرز تلك السياسات الرامية إلى مدّ جسور التواصل وتبادل الخبرات بين الجامعة والمؤسّسات الاقتصادية والاجتماعية، بهدف الوصول إلى المبتغى المنشود وهو تحقيق ديناميكية حقيقية من خلال زيادة الاتفاقيات بين الجامعة والمؤسّسات الاقتصادية أكثر فأكثر التي تنعكس مباشرة على سياسة التوظيف، وهو الهدف الذي أسّس المكتب من أجله منذ تأسيسه في جوان المنصرم.
وأضافت بلعربي، أنّ من بين الأهداف الأخرى التي يسعى المكتب إلى تعزيزها، والعمل على إعادة بعث تلك العلاقة بين الجامعة والمؤسّسة، من خلال إقامة مجموعة من الاتفاقيات تجسد لمبدأ التعاون الحقيقي بين الجامعة ومختلف المؤسّسات التي تنشط في بيئتها الاقتصادية والاجتماعية وكذا العمل على التعرّف على احتياجات سوق الشغل وبالتالي تحقيق توافق بين هذه الاحتياجات ومختلف برامج التكوين المقدمة على مستوى الجامعة، وخاصة على مستوى الماستر مع تمكين الطلبة من إجراء تربّصات ميدانية في مختلف المؤسّسات والهيئات، من خلال خلق وتنشيط وحدة متخصّصة في تسيير تربصات الطلبة ومتابعة المتخرجين من أجل إنشاء المشاريع الخاصة بهم وخلق شبكة تعاون وتنسيق بين المؤسسات السوسيواقتصادية والجامعة.
كما أوضحت في ذات السياق، أنّ تجسيد عملية انفتاح الجامعة على المحيط الاقتصادي والاجتماعي والتواصل وربط العلاقات مع المتخرجين القدامى من الجامعة ومتابعة مسارات المتخرجين بعد عملية التكوين الجامعي ومساعدة مسؤولي الجامعة على اتخاذ بعض القرارات ذات الصلة بعملية التكوين، مواءمة التكوين وفق متطلّبات سوق الشغل مع توفير الإمكانيات والوسائل الملائمة للتكوين في بعض التخصّصات وإدخال مواد تعليمية تساعد الطلبة على التكوين في الحياة إضافة إلى تنظيم دورات تكوينية ورسكلة لصالح إطارات وعمال المؤسسات الشريكة
فيما ثمّن الأستاذ مصطفى موساوي أستاذ جامعي ومدير عام لشركة كوندور أكاديمي مخرجات هذا اليوم الدراسي الذي يهدف بحسبه إلى تجسيد انفتاح الجامعة على المحيط الاقتصادي والاجتماعي ومنه العمل على معرفة احتياجات سوق الشغل ومنه تحقيق التوافق بين هذه الاحتياجات ومختلف برامج التكوين وامكانية العمل على تمكين الطلبة لإجراء تربصات ميدانية في مختلف الهيئات والمؤسّسات.

52 اتــفــاقــيــة بين الجامعة والمؤسّــســات الاقتصادية

في ذات السياق، اعتبر نائب المدير المكلف بالعلاقات الخارجية بالجامعة، البروفيسور “طيبي” لـشعب، إلى أهمية مثل هذه الندوات والأيام العلمية في ترسيخ ثقافة المقاولاتية لدى الطلبة والجامعيين على حدّ سواء، والتي تمكن الطالب من الاحتكاك مع عالم الاستثمار والمستثمر والمتعامل الاقتصادي مباشرة، والاستفادة من الخبرات ومناقشة مختلف التحديات والعقبات التي تقف دون تجسيد مشاريعهم المستقبلية واقعيا، باعتبار أنّ طالب اليوم هو مقاول الغد كما أنّها بمثابة توطيد لتلك العلاقة التكاملية بين القطاع الاقتصادي والاجتماعي والجامعي، من أجل جعل الجامعة قاطرة لخلق الثروة وخلق اليد العاملة تجسيدا لقرار رقم 12-75 الصادر عن الوصاية.
واستدل ذات المتحدّث بأنّ جامعة محمد البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج استطاعت في ظرف وجيز إبرام العديد من الاتفاقيات مع مختلف المؤسّسات الاقتصادية تجاوزت 52 اتفاقية، بالتنسيق مع مكتب ربط الجامعة والمؤسّسات الاقتصادية “BLUE” في إطار تبادل الشراكة بين الجامعة ومحيطها الاقتصادي ببرج بوعريريج، حيث تتولى هيئات الدعم وحاضنات الأعمال ومراكز تطوير المقاولاتية والدعم والابتكار إيجاد طرق وآليات لتجسيد مضمون هذه الاتفاقية تعود بالفائدة على الطالب والجامعة من جهة، وحتى إطارات المؤسّسة والمؤسّسات الاقتصادية من جهة أخرى.

برامج تــكويـن مؤســّسات ناشئـة

بالمقابل، سجّلت جامعة برج بوعريريج، قفزة نوعية في مجال الابتكار ومشاريع التخرّج المرتبطة بالمؤسّسات الناشئة، تجاوزت 138 مشروعا في المؤسّسات الناشئة بعنوان السنة الدراسية 2024 ـ 2023، تربط في مجملها بحسب القائمين على الجامعة، بالمشاريع المتعلّقة بالمؤسّسات الناشئة في مجال الفلاحة والإنتاج الحيواني والصناعة تتماشيا مع طبيعة المنطقة الصناعية لولاية برج بوعريريج.

 14 بـراءة اخـتراع

كما تحصي جامعة برج بوعريريج، العديد من المشاريع المتعلّقة ببراءعات الاختراع منها 15 مشروعا متعلقا ببراءات الاختراع تمّ إيداعه لدى المعهد الوطني للملكية الفكرية والصناعية من أجل الموافقة والتأشير، يضاف إليها 14 براءات اختراع تحصلت عليها جامعة برج بوعريريج خلال السنوات الماضية وقابلة للتسويق، من شأنها أن تساهم في إعطاء ديناميكية وإضافة مهمة للاقتصاد الوطني، يضاف إليها وتيرة المقالات والمجالات العلمية المتزايدة كلّ يوم وشهر، التي تعكف الجامعة على تكريسها عبر الإصدارات، الملتقيات الدولية والوطنية، وإمضاء اتفاقيات شراكة مع جامعات أجنبية قصد الوصول بالجامعة إلى مراتب مشرفة وطنيا ودوليا.