طباعة هذه الصفحة

المدير العام لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية..بلغول:

الأمن السّيــبراني..دور حاسم في السّيادة الرّقميــة

سعاد - ب

القطاعات انخرطت في تسريع وتيرة التحول الرقمي في جميع الميادين

 أكد عبد السلام بلغول المدير العام لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، أمس، أنّ التّحوّلات السريعة التي يشهدها العالم بفضل انتشار التكنولوجيا الرقمية، جعلت من المفهوم المرتبط بالدول والأراضي يتعدى إلى الفضاء السيبراني، أو ما يسمى بالسيادة الرقمية للدولة وقدرتها على التحكم بطريقة مستقلة، بالمحتوى والبرمجيات والعتاد والشبكات المستعملة في هذا الفضاء.

 أوضح بلغول خلال تدخّله في جلسة نظّمت على هامش ملتقى حول «السيادة الرقمية للدولة..سياسات وتجارب مقارن» بفندق الجزائر، أنّ الأمن السيبراني بالعالم يكشف عن الكم الهائل للتحديات والرهانات التي تفرض التحكم في هذا الفضاء سيما الهجومات ضد الحكومات، واختراق البيانات، والجرائم الالكترونية والبنات المكشوفة، وغيرها.
وأشار المتحدث إلى أن التحول الرقمي نجم عنه عدة تهديدات سيبرانية متعدّدة الأشكال سواء كان في إطار النشاط السيبراني، الحرب، الإرهاب، الجوسسة، الجريمة والإرهاب الالكتروني، فعلى الصعيد الدولي مثلا اعتبرت منظمة حلف شمال الأطلسي في سنة 2016، الفضاء السيبراني كمسرح للعمليات على غرار البر والجو والبحر والفضاء، كما اعترفت الدول بأهمية الفضاء السيبراني المؤمن، ممّا دفع البلدان لتطوير إستراتيجيات لتعزيز أمن أنظمتها.
وعلى الصعيد الوطني، أوضح بلغول أنّ مختلف القطاعات انخرطت في تنفيذ تعليمات السلطات العليا للبلاد الهادفة إلى ضرورة تسريع وتيرة التحول الرقمي في جميع الميادين، بدليل وجود معتبر ومتسارع للأنظمة المعلوماتية الوطنية عبر شبكة الأنترنيت، إلى جانب العدد المتزايد لمستعملي شبكة الانترنيت بالجزائر، حيث تم إحصاء أكثر من 46 مليون مشترك في خدمة الانترنيت عبر الهاتف النقال، ومليون عدد مستعملي شبكة الانترنيت، إلى جانب استهداف الأنظمة المعلوماتية الوطنية على غرار مختلف بلدان العالم بهجمات سيبرانية مختلفة الأشكال.
وبخصوص الإجراءات المتخذة من طرف الدولة، أوضح المدير العام لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية أنّه من أجل رفع التحديات ومجابهة المخاطر التي يواجهها التحول الرقمي في الجزائر، اتخذ رئيس الجمهورية جملة من الإجراءات الواجب القيام بها لصد هذه الأخطار، والتي تتعلق بوضع المنظومة الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية بموجب المرسوم الرئاسي رقم 20-05 بتاريخ 20 جانفي 2020، ناهيك عن إيلاء أهمية قصوى للأمن السيبراني، سيما من خلال الإشراف على الملتقى الوطني الأول للأمن السيبراني المنظم من طرف وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية في جوان الفارط، بالنادي الوطني للجيش، وإنشاء مدرسة وطنية عليا في الأمن السيبراني بالقطب التكنولوجي سيدي عبد الله.
في المقابل وضعت وزارة الدفاع الوطني تحت تصرف وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية جميع الإمكانيات البشرية والمادية مما يسمح للوكالة بتأدية مهامها على أكمل وجه، سيما ما تعلق بتحضير عناصر الاستراتيجية الوطنية في مجال أمن الأنظمة المعلوماتية وتنسيق تنفيذها، القيام بنشاطات التكوين والتوعية ذات الصلة بأمن الأنظمة المعلوماتية، تقديم المرافقة والمساعدة للإدارات والهيئات العمومية والخاصة من أجل تجسيد استراتيجية أمن الأنظمة المعلوماتية.
إلى جانب السهر على جمع وتحليل وتقييم المعطيات المتصلة بمجال أمن الأنظمة المعلوماتية، استخلاص المعلومات الملائمة التي تسمح بتأمين منشآت المؤسسات الوطنية، وإجراء تحقيقات رقمية في حالة الهجمات أو الحوادث السيبرانية التي تستهدف المؤسسات الوطنية، واقتراح مشاريع نصوص تشريعية أو تنظيمية في مجال أمن الأنظمة المعلوماتية، بعد الرأي المطابق للمجلس، واعتماد منتجات أمن الأنظمة المعلوماتية والتصديق عليها.
وبخصوص التحديات والرهانات، قال بلغول إنها متنوعة ومتعددة فهي تتعلق بالتموضع بالنسبة لاقتصاد الأمن السيبراني، كيفية ضمان مرونة الأنظمة، كيفية التحكم بالتكنولوجيات المتقدمة، وضع وحماية الهوية الرقمية وتوفير والمحافظة على المورد البشري المتخصص.