طباعة هذه الصفحة

الروائي علي هجرسـي

”منتـدى الكتاب” شجّع النشاط الثقــافي

رابح سلطاني

اعتبر الكاتب والروائي علي هجرسي في حديث لـ«الشعب” أنّ تراجع نسبة المقروئية في الجزائر- لاسيما في ظلّ انتشار وسائل التواصل الاجتماعي - يرجع في أساسه إلى عدّة اعتبارات، أبرزها غياب لجان قراءة لدى دور النشر واكتفائها بالاحتكاك بالجامعات والمؤسّسات التربوية، ممّا جعل فئة قليلة جدّا تهتم بالكتاب المقروء والمطالعة، تقتصر في مجملها على الباحثين والأكاديميين الملزمين بفعل القراءة والبحث العملي.

ويعتقد الروائي، هجرسي، أنّ المكتبات الخاصة أضحت في تناقص كبير خاصة في الولايات الداخلية، إذ قلّما تجد مكتبة تشدّ الرحال إليها لتوفّرها على عناوين ومضامين تلبّي رغبة القارئ أو الباحث، وذلك راجع في الأساس إلى انحسار نسبة المقروئية الورقية والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح الكتاب بصيغة “بي دي اف” بأقلّ تكلفة.
أما فيما يتعلّق بالمكتبات العمومية للمطالعة - يقول المتحدّث - فإنّ أغلبها أضحت ناشطة في إطار ما يسمى بـ«منتدى الكتاب” وهو النشاط الذي فرضته وزارة الثقافة والفنون عبر مؤسّساتها الثقافية ممثلة في المكتبات الرئيسة للمطالعة العمومية التي تنشط باستضافة كتاب محليين أو من خارج الولايات، وتختلف درجة نشاطاتها الثقافية باختلاف تطلّعات وطموحات المسيرين لهذه المكتبات.
ويرى هجرسي أنّ الدولة أعطت الجرعة الكافية للنشاطات الثقافية، وكأنّها رمت بالكرة لهؤلاء المكتبات والجمعيات المحلية من أجل تفعيل النشاط الثقافي، “ومنه لا ننتظر من الدولة أن تذهب للمواطن وتلزمه بالذهاب إلى اقتناء الكتاب”.
 وبالمقابل، يعتقد هجرسي أنّ تجسيد فكرة مكتبة في مقهى وغيرها من الأفكار، تجاوزها الزمن لعدّة اعتبارات أبرزها انتشار الكتاب الرقمي والملخصات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وقال “إنّ الكتاب اليوم أصبح يباع في مكتبات معروفة، وفيها تقريبا كلّ العناوين بالرغم من أنّ نسبة الاقتناء في تراجع رهيب بدرجة مستمرة، وتقتصر على فئة الأكاديمي والأساتذة والأكاديميون والطلبة الملزمون باقتناء هذه الكتب التي لا تتوفر بالصيغة الإلكترونية، ومنها فئة قليلة جدّا تنتظر المعرض الدُّوَليّ للكتاب، أما المكتبات الأخرى فهي تقريبا تعاني مشكل القراء بالرغم من امتلاكها عناونين ضخمة ومهمة تتربّع على مكتبات عملاقة وبطبعات عربية ممتازة وطبعات غربية وروايات من كلّ الأجناس الأدبية غير أنّ الإقبال محتشم من طرف القراء”.
 أما بالنسبة لتعويض الكتب الرقمية المكتبات الكلاسيكية، يستشهد محدّثنا بالمكتبة العمومية لولاية بومرداس، التي استطاع صاحبها مواكبة التكنولوجيا باستعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال في عملية الترويج للكتب أو العناوين الموجودة في المكتبة، من خلال خلقه لموقع إلكتروني مدمج بقناة يوتيوب، حيث يمكن للمواطن أو القارئ في بيته أن يدخل إلى الموقع ويتسوّق بين العناوين الموجودة في المكتبة، من خلال رقم الصف ورقم الجرد.
كما أكّد في ختام كلامه، أنّ عملية البيع بالتوصيل في الجزائر ضئيلة، لسببين أساسيين يتعلّقان بنقص المقروئية وقلّة الترويج من طرف دور النشر، التي تفتقر إلى لجان قراءة تتولى مهمة تقديم ملخصات أو بطاقات قراءة، تسطيع من خلالها لفت انتباه الجمهور للقراءة والترويج للكتاب.