طباعة هذه الصفحة

ستخلق فرص عمل لشريحة كبيرة من الشباب

الجنوب الكبير.. مقوّمات طبيعية وتشغيلية متميّزة

سفيان حشيفة

أوضح أستاذ المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بالوادي، البروفيسور سقاي سفيان، أن الجنوب الجزائري ينعم بمساحات شاسعة، وموارد طبيعية هائلة ووافرة من المياه الجوفية والطاقات المتجددة المتاح لها شمس ورياح على مدار العام والفصول الأربعة، فضلا عن طاقات تقليدية كالبترول والغاز تسمح له بأن يكون قطبا اقتصاديا بامتياز في مختلف المجالات الصناعية المتصلة بها.

وقال سقاي في تصريح خصّ به “الشعب”، أن العناصر المؤهلة للإستغلال في ولاياتالجنوب ستخلق فرص عمل لشريحة كبيرة من الشباب، خاصة أصحاب الشهادات الجامعية والتكوينية في تخصصات أهمها الطاقة والفلاحة والمياه والسياحة والطاقات المتجددة والمناجم وغيرها، وهو ما ينسجم مع مقاربة الدولة الجديدة المعتمدة على تكوين مهندسين وتقنيين بكفاءة عالية، وفكر مقاولاتي قائم على الإبتكار والإبداع الخلاق للثروة.
ووفقًا للخبير الزراعي، فإن إمكانية توفر مناصب شغل كثيرة في الجنوب أصبحت أكثر واقعية؛ لأن الشباب الحامل للأفكار والمشاريع بعمله في إطار فردي أو مجموعات يسهم في خلق مؤسسات واستحداث مناصب عمل جديدة ماسة بمختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.
وتابع سقاي بالقول: “العمل في إطار تعاونيات فلاحية شبابية تتبنى فكرة المزارع المدمجة التي تزاوج بين العمل التقليدي والتكنولوجيا الحديثة على سبيل المثال لا الحصر، يساعد على عصرنة الفلاحة ورفع مردود الإنتاج، ويؤدي لزيادة الدخل ورأس مال المجموعة، وكذا احتمالية خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة”.
فكرة الخلق الذاتي لمنصب الشغل عند الشباب أصبحت راسخة بشكل شبه كلي في ظل نجاح تجارب محلية وفي دول أخرى ناشئة، صارت في وقت قصير من خلالها قوة اقتصادية وبنسب بطالة منخفضة جدا، بحسب قوله.

خصائص مناخية فريـدة

أبرز البروفيسور سقاي سفيان، أن الخصائص المناخية للصحراء الجزائرية الممتدة من الأطلس الصحراوي إلى وسط الصحراء تسمح بتطوير شعب الإنتاج الفلاحي غير الموسمية، مما يُساهم في توفير الخضروات ومختلف أنواع المحاصيل لتغطية احتياجات الأسواق الوطنية في الفصول الأربعة، لذلك زادت الأراضي الفلاحية المسقية في الصحراء على مدى العشر سنوات الماضية، وأصبحت تُمثل 30 بالمائة من الإجمالي الوطني من المساحات المرورية والمستغلة.
واعتبر سقاي في معرض حديثه، عاملا المناخ وتوسّع المساحات المروية من بين أهمّ الأسباب التي أدّت إلى زيادة الحاجة لليد العاملة وطالبي الشغل في الجنوب الكبير، وبالتالي امتصاص البطالة محليا وحتى وطنيا.
وأضاف الخبير ذاته، أنّ الصناعات التحويلية الغذائية تندرج كنشاطات جديدة في الصحراء وتلعب دورا مباشرا في خلق فرص عمل جديدة؛ كونها تُتِيح الحصول على منتجات استهلاكية من محاصيل كثيرة مثل التمور باستخراج الفرينة والرب والمربى، والزيتون باستخلاص زيت الزيتون، ناهيك عن زيوت ومنتجات من نباتات أخرى متعددة الإستخدامات.
جدير بالذكر، أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تستعد لإنشاء رواق أخضر خاص بزراعة وإنتاج المحاصيل الإستراتيجية في الولايات الجنوبية، لفائدة الفلاحين والمستثمرين من كل ولايات الوطن، سيمنح لهم فرص خوض غمار الاستثمار في الزراعات الكبرى عبر تقديم تسهيلات عقارية، وتوصيلات كهربائية، ورخص حفر آبار، وذلك عن طريق ديوان تنمية الزراعة الصناعية بالأراضي الصحراوية.