طباعة هذه الصفحة

شعراء وأكاديميون جزائريون في ضيافة “بيت الشعر نواكشوط”

أمسية شعرية بعنوان الأخوّة الجزائرية الموريتانية

أسامة إفراح

نزل شعراء وأكاديميون جزائريون، نهاية الأسبوع الماضي، ضيوفا على بيت الشعر نواكشوط. وبهذه المناسبة، انتظمت بقاعة الأنشطة في بيت الشعر نواكشوط جلسة شعرية نشّطها البروفيسور بلقاسم غزيل عميد كلية الآداب واللغات بجامعة غرداية، والبروفيسور محمد السعيد بن سعد، والدكتور مسعود سيراج من الجامعة ذاتها، إلى جانب شعراء من موريتانيا، في سانحة جسّدت الأخوة الجزائرية الموريتانية، وقدرة الشعر على مدّ الجسور بين ضفاف الإبداع.

احتضنت قاعة الأنشطة في بيت الشعر نواكشوط، نهاية الأسبوع الماضي، جلسة شعرية استضافت شخصيات شعرية أكاديمية جزائرية تزور موريتانيا، ويتعلّق الأمر بالأستاذ الدكتور بلقاسم غزيّل، عميد كلية الآداب واللغات بجامعة غرداية، والأستاذ الدكتور محمد السعيد بن سعد، مدير مخبر التراث الأدبي واللغوي والثقافي بالجنوب الجزائري، ومن مؤلفاته “مكنونات هقار وتديكلت الثقافية” و«المدون والمنطوق في المنتجات الثقافية في الجنوب الجزائري”، والدكتور مسعود سيراج أستاذ علوم اللسان والمعاجم، وجميعهم من جامعة غرداية.
وحسب ما أورده بيت الشعر نواكشوط على صفحته للتواصل الاجتماعي، فقد التقى الوفد مدير بيت الشعر البروفيسور د. عبد الله السيد، الذي قدم للضيوف عرضا حول تاريخ بيت الشعر وإنجازاته، وسعيه إلى خدمة اللغة العربية ودعم الثقافة من خلال توفير الظروف المناسبة للفكر والإبداع والإنتاج العلمي.
وعبر ممثلو الجزائر عن ترحيبهم بموريتانيا “التي ما تزال حافلة باللّغة والشعر، كما وجّهوا تحية شكر إلى مدير بيت الشعر د. عبد الله السيد، على الجهود المستدامة من طرف مؤسّسات بيوت الشعر الساعية إلى إثراء الساحة الثقافية، وتقديم مشهد فكري زاخر بالإبداع والفنّ من أجل إبراز القيم الحضارية للثقافة العربية في جميع فضاءاتها الواسعة”، حسب ذات المصدر.
بدأت الإلقاءات الشعرية أولا مع أ.د. بلقاسم غزيّل، الذي تلا قصائد عدّة تنوّعت بين أغراض التصوف والحب والالتزام، ومن ضمن ما ألقاه:
«خذني إليك ففي عيونك خلوتي
في مقلتيك مواجعي ومسرّتي
في ظلّ هديك همهمات قصيدتي
ومدى جفونك موطن لسريرتي
ورذاذ دمعك صيّب لسنابلي
وندى جبينك وابل بحديقتي
واستلهمت شفتاي منك قصيدها
لو قلتها لأتيت تقفو خطوتي
إيهٍ حمام الدوح كفكف أدمعي
بهديل نوْح من حنايا المقلة”
وتلاه ثانيا الشاعر د. مسعود سيراج الذي قرأ من نصه “لست شاعرا”، ومما جاء فيه:
«جفا الشعر واستعصت عليّ قصائده
فبتّ على رغم الجفاء أراودُهْ
أقلّب طرفي حائرا من مُصيبتي
وكيف خبت أنهاره وروافدُهْ”
وقد أمتع الضيوف الجزائريون الحضور المتنوّع بإلقاءات شعرية تناولت في مجملها قضايا تصوّفيّة داعية إلى المحبة والسلام والتعايش النبيل، فيما تناوب على المنصة عدّة شعراء موريتانيون، منهم محمد ولد الطالب الذي ألقى من قصيدته “لأبي فراس”:
«رهين قيود الروم يلهو بك الغدر
فلا فدية ترجى ولا صولة بكر
خلعت على الأوجاع ناشئة الدجى
وأجهشت بالأشعار فانتشر العطر”
وتواصلت الإلقاءات الشعرية وتنوّعت روافدها وأغراضها بحسب اختلاف الأجيال، مع كلّ من الشاعر د.التقي ولد الشيخ، والشاعر أ. د.عبد الودود أبغش، والشاعر المختار السالم أحمد سالم، والشاعر الشيخ نوح، والشاعر د.خالد عبد الودود، والشاعر القاضي محمد عينينا، واختتمت الإلقاءات الشعرية الشاعرة السالكة المختار، التي كان ممّا ألقته:
«إياكِ أو إياك أن تتعوّدا
هذي دماك وإن سلمت من الردى
وحدي أصارع قد تخاذل إخوتي
وبقيت في وجه البشاعة مفردا
ما ذقت نوما فالثكالى أدمعي
والحزن ثوبي ما بقيت مسهّدا”
وخُتمت الأمسية باستراحة تخلّلتها محادثات ونقاشات أكاديمية بين الحضور، في سانحة جسّدت الأخوة الجزائرية الموريتانية من جهة، ومن جهة أخرى قدرة الشعر على مدّ الجسور بين ضفاف الإبداع بتعدّد مشاربه.