طباعة هذه الصفحة

خطاب الرئيس تبون يُبّشر بمستقبل واعد

الجـزائـر..نفوذ متزايد في سوق الطاقــــة الإقليمي والدولي

علي مجالدي

في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمّال الجزائريين ولتأميم المحروقات، ركز رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على أهمية الطاقة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

أكد الرئيس تبون في كلمته السنوية بهذه المناسبة على التزام الجزائر بتطوير قطاع الطاقة، من خلال تكثيف جهود إنتاج الطاقات الأحفورية وزيادة قدراتها الإنتاجية. وقدم العديد من الأرقام الهامة في هذا المجال لاسيما إنجاز أكثر من 140 بئر استكشافي وتطويري، وتحقيق أكثر من 25 اكتشافا. كما أعلن عن خطة استثمارية طموحة لزيادة الإنتاج الأولي للمحروقات بنسبة 2٪ سنوياً خلال الفترة الممتدة من عام 2023 إلى عام 2027، مما يساهم بشكل فعّال في زيادة مداخيل الجزائر من العملة الصعبة وضمان تموين السوق الوطني بهذه المادة الحيوية خاصة وأن الاستهلاك الداخلي للمحروقات في تزايد مستمر سنويا. وعلى صعيد تعزيز المنبع النفطي لإنتاج الغاز الطبيعي، أشار الرئيس تبون إلى احتضان تيميمون لثلاثة مشاريع غازية مهمة في الجنوب الغربي للبلاد، بطاقة إنتاجية تقدر بـ 14 مليون م3 في اليوم. وأكد رئيس الجمهورية على أهمية الاستثمار في اكتشاف حقول جديدة وتحسين إنتاج الحقول القائمة. كما أشار إلى برنامج تثمين المحروقات، الذي يهدف إلى إضفاء ديناميكية جديدة في مجال البتروكيمياء.

الجزائر في الطريق الصّحيح

في سياق ذي صلة، يرى الدكتور محمد بلعربي أستاذ الاقتصاد التطبيقي في تصريح للشعب، أن رئيس الجمهورية في السنوات الأربع الماضية حقق نتائج جد إيجابية في قطاع المحروقات سواء في مجال النفط أو الغاز، خاصة وأن الجزائر خلال العقد الماضي بداية من سنوات 2014-2015 عرفت تراجعا ملحوظا في إنتاج المحروقات خاصة النفط، وتراجع الكميات المصدرة إلى الخارج، ويرجع ذلك لعدة أسباب من بينها الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد، بالإضافة إلى العديد من قضايا الفساد التي مست أكبر شركة لإنتاج المحروقات في إفريقيا سوناطراك، ما أثر بشكل كبير على عمليات الاستثمار واكتشاف حقول نفط جديدة أو تطوير الحقول القائمة، لكن ومنذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون الحكم رأينا ديناميكية جديدة، حيث تمكنت الجزائر في وقت وجيز من اكتشاف العديد من الحقول النفطية والغازية مع وضع خطة شاملة للاستثمار قدرت بأكثر من 40 مليار دولار.
ويضيف الدكتور بلعربي، أن الجزائر حاليا تعتبر أهم لاعب طاقوي في مجال الغاز في حوض المتوسط، وتسعى الجزائر إلى زيادة نفوذها أكثر من خلال تجسيد الخطط المبرمجة للرفع من قدراتها الإنتاجية لاسيما في مجال الغاز الطبيعي سواء المسال أو عبر الأنابيب، والوصول الى قدرة انتاجية تفوق الـ 150 مليار متر مكعب سنويا في آفاق 2025. بالإضافة إلى ذلك، يشير الدكتور عبد الحق منصوري، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في تصريح للشعب، أن كلمة رئيس الجمهورية هذه السنة بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمّال الجزائريين ولتأميم المحروقات، حملت العديد من الدلالات السياسية والاقتصادية، وكانت مختلفة عما اعتدنا عليه، وغلب عليها الطابع العملي. من خلال تقديم أرقام دقيقة لما تم إنجازه في مجال المحروقات خلال العام الماضي، مع التأصيل في خطاب مباشر للتغيرات التي تشهدها المنظومة الدولية وضرورة الحيطة والحذر، والشيء الإيجابي كذلك أن الكلمة تمت في ولاية تيميمون في الجنوب الجزائري.
وفي نفس السياق، يرى الدكتور منصوري أن الجزائر تسير في الاتجاه الصحيح في مجال تطوير اقتصادها وتنويع مصادر الدخل وجعل قطاع المحروقات أحد مصادر الدخل وليس مجرد ريع يتم توظيفه سياسيا لأهداف معينة، وهذا ما نشهده حاليا عبر الاستثمار في كل المجالات سواء في المجال المنجمي من خلال الاستثمار في منجم غار جبيلات، ومنجم الزنك ببجاية، وكذلك تكريس ثقافة الإنتاج المحلي وتشجيع الصادرات خارج قطاع المحروقات والتي بلغت أرقام قياسية في العامين الماضيين لم تشهدها الجزائر منذ استقلالها.
ويعكس خطاب الرئيس تبون حرص الجزائر على تعزيز سيادتها على ثرواتها الطبيعية، خاصة في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة. كما يؤكد على أهمية قطاع الطاقة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ويرسل رسالة قوية للمستثمرين الأجانب حول التزام الجزائر بتطوير قطاع الطاقة وجذب المزيد من الاستثمارات.