طباعة هذه الصفحة

عشية الاحتفال بالذكرى 48 لقيام الجمهورية

الصحراويـون متمسكون بتقريـر المصـير.. ودعم دولي متزايد لقضيتهم

تحيي الجمهورية العربية الصحراوية غدا الثلاثاء، الذكرى 48 لإعلان قيامها المصادف لـ 27 فيفري من كل عام، وسط قمع همجي يمارسه الاحتلال المغربي، ويزداد حدة مع كل نصر دبلوماسي وسياسي تجنيه القضية الصحراوية في المحافل الدولية، خاصة بعد خرق المحتل اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع قبل ثلاثة عقود، بينما يصر الشعب الصحراوي على الكفاح المسلح والنضال السياسي معا حتى تحقيق النصر وانتزاع الاستقلال والسيادة الكاملة عبر استفتاء تقرير المصير الذي أوصت به اللوائح الأممية.
شكل الـ 27 فيفري 1976، موعدا لانطلاق مسيرة بناء الدولة الصحراوية على كامل أراضيها، حين قررت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، الإعلان عن تأسيس الجمهورية الصحراوية بعد انسحاب الاستعمار الإسباني إثر التوقيع على اتفاقية مدريد الثلاثية في 14 نوفمبر 1975.
وبالرغم من تنصل المحتل المغربي عن كافة التزاماته تجاه الشعب الصحراوي وعرقلته لكل الجهود الأممية الرامية لإنهاء الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة الإفريقية، إلا أن الشعب الصحراوي ظل على مر السنين متشبثا بقضيته العادلة وواصل نضاله بشتى الطرق من أجل انتزاع حقه غير القابل للتصرف في الاستقلال وتقرير المصير، بل وغلب الطرق السلمية في كفاحه لولا الخرق السافر لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل المحتل المغربي في 13 نوفمبر 2020 واعتدائه على مدنيين عزل، الذي أجبره على العودة إلى الكفاح المسلح دفاعا على حقوقه المغتصبة.وقد خاضت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، منذ قيامها، معارك على كافة الأصعدة لتحقيق استقلال شعبها ووقف نهب ثرواته من قبل نظام المخزن المغربي، وبذلت جهودا دبلوماسية حثيثة للتعريف بقضية شعبها وإسماع صيته للعالم، محققة انتصارات غير مسبوقة على الصعيدين الدبلوماسي والقانوني. وكان آخر هذه الانتصارات مشاركة الجمهورية الصحراوية ممثلة برئيسها إبراهيم غالي، في القمة الافريقية التي عقدت قبل أيام في أديس أبابا،  مكرسة حقيقة أن الجمهورية الصحراوية قائمة ولا رجعة فيها، رغم كيد الاحتلال ومناوراته الفاشلة.

دعـــوات متزايـــدة لتقريــر المصير

و بالمناسبة، تحيي العديد من الفعاليات الصحراوية والأجنبية ذكرى قيام الجمهورية العربية الصحراوية بتجديد المطالبة بحق الشعب الصحراوي في نيل حريته من خلال تقرير المصير. وفي السياق أصدر المؤتمر الخامس عشر للنقابة البرتغالية، توصية حول الصحراء الغربية تلح على الأمم المتحدة لإجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية وتطالب المجتمع الدولي بالضغط على المغرب من أجل احترام حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية وفتح الإقليم أمام المهتمين بزيارته.

الحل العادل مرتبط بموقف دولي حازم

من جهتها أصدرت المجموعات البلدية “بيلدو” وحزب الشعب و«البراكين” التابعة لمجلس مدينة فيتوريا-جاستيز في اسبانيا بيانا جددت فيه دعمها للصحراويين، وطالبت بحل عادل ونهائي للصراع.
وأعربت الجماعات البلدية في الإعلان عن عدم موافقتها على تغير موقف الحكومة الإسبانية بشأن الصحراء الغربية، وطالبتها بمنح الوضع الدبلوماسي لتمثيل جبهة البوليساريو في إسبانيا، وتحث الأمم المتحدة على تشجيع إجراء استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وتوسيع ولاية بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
وجدّد البيان التأكيد على أن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، مذكرين بذلك الاتحاد الأوروبي بأنه لا يمكنه التوقيع على اتفاقيات مع المغرب دون موافقته.
كما طالب البيان المغرب بالإفراج عن السجناء السياسيين الصحراويين ووقف انتهاكات حقوق الإنسان، وأدان نهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية.
 وطالب الشركات العاملة في الصحراء الغربية احترام حق السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية وقواعد القانون الإنساني الدولي المطبقة على استغلال الموارد الطبيعية في الأراضي المحتلة. وذكّر أن المغرب لا يتمتع بأي حال من الأحوال بالسيادة على الصحراء الغربية، ولا يمكن للاتحاد الأوروبي التوقيع على أي اتفاق مع المغرب دون موافقة جبهة البوليساريو.
علاوة على ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي ملزم بالإبلاغ عن أي وضع غير قانوني ينشأ عن انتهاك هذا المبدأ وهذه القواعد.

دعم الكفــاح ومرافقــة مسـار التحرّر

وفي الإطار نفسه، أحيت جمعية “الصحراء ما تنباع” للجالية الصحراوية ببلجيكا ذكرى اعلان الجمهورية الصحراوية الـ 48، بحضور دبلوماسي مكثف لعدد من الشخصيات من أوروبا وافريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية ومسؤولين بالجبهة والدولة وعدد كبير من أعضاء الجالية الصحراوية ببلجيكا وهولندا وفرنسا ودول الجوار.
وقد أعرب الحاضرون، سيما نواب البرلمان الأوروبي، عن دعم كفاح الصحراويين وعلى عزم الأصدقاء وأحرار العالم على مرافقة مسار التحرر الذي تقوده الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والذي كلف الصحراويين بذل الأرواح وعقود من الكفاح والنضال المليء بالصبر والكرامة والمعاناة من داخل الوطن المحتل وفي اللجوء والشتات من أجل هدف واحد وهو الحرية والاستقلال.
وكانت المناسبة سانحة لتقديم معرض لصور الشهداء والمعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وأنشطة أخرى تبرز تقاليد الشعب الصحراوي خاصة الخيمة التقليدية وتقديم افلام وثائقية عن تاريخ نضال الصحراويين.

أقدم وأطول قضية استعمـار

من جانبها نظمت الجالية الصحراوية في كتالونيا، وقفة دعا خلالها ممثل الجبهة الشعبية بكاتالونيا، عابدين بشراية، إلى ضرورة التمسك بالوحدة بين أفراد الجالية والشعب عامة وركز على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار لم تتمتع باستقلالها وأن الصحراويين لن يتخلوا عن دفاعهم عن قضيتهم. بدوره أكد عمدة بلدية كاتالونيا، دعم بلديته للقضية الصحراوية ومؤازرة شعبها في اللجوء، وذكر بالمجهودات التي تبذلها لصالح الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال. فيما أكد كل من رئيس التعاون في كتالونيا ورئيس رابطة البرلمانيين المساندين للقضية الصحراوية تآزرهم ومساندتهم للقضية الصحراوية خاصة اللاجئين الصحراويين في المخيمات.