طباعة هذه الصفحة

فــي الذكـرى 35 لوفاته.. 

تيــزي وزو تحتفي بمولــود معمــري..

تيزي وزو: نيليا. م

عرفت الذكرى 35 لوفاة الأديب والباحث مولود معمري، تنظيم عدة نشاطات على مستوى قرية “آث يني” التي تحولت إلى مزار لمحبي وعشاق معمري الذي خدم الثقافة والأدب لعدة سنوات وكان وراء تصنيف تراث “أهاليل” ضمن التراث الانساني العالمي سنة 2005، بعد عدة بحوث ساهمت في المحافظة عليه من الاندثار..

تحوّلت دار الثقافة بتيزي وزو والتي تحمل اسم الأديب مولود معمري إلى “كارفور” لعدة نشاطات، تلخصت في ورشات للأطفال، معرض لمختلف الصور وسيرته الأدبية والعلمية والثقافية، إلى جانب تنشيط عدة محاضرات ولقاءات للحديث عن أعمال مولود معمري، خاصة في ما يتعلّق بالبنى الاجتماعية التي اهتم هذا الأخير بدراستها في منطقة القبائل ومنها “ثاجماعت” التي كانت من بين العناوين التي ركز عليها معمري في أبحاثه للتعرّف على خبايا الحياة ونمط العيش في القرى.
وقال الأستاذ بجامعة مولود معمري احسن حلوان، على هامش المحاضرة التي نظمها رفقة مجموعة من الأساتذة  والباحثين، إن “مولود معمري قامة أدبية لن تموت ما دمنا نتذكرها، خاصة وأنه قد أعطى قيمة للقيم والأسس التي بنيت عليها منطقة القبائل والتي ذكرها في أعماله حول الأنثروبولوجيا واللسانيات، الأمر الذي ساهم في المحافظة على العديد من القيم  في الوقت الذي اندثر فيه الكثير”، في إشارة من المتحدث إلى “ثاجماعات” هذا العرف المتعارف عليه في منطقة القبائل، والذي كان أساس بناء القرى التي سارت على هذا النهج المنظم لحياة وعيش المواطنين.
من جهته، أكد عز الدين كنزي، أستاذ الأنثروبولوجيا بقسم اللغة والثقافة الامازيغية، أن مولود معمري رمز للمعرفة والأمازيغية، وقد خلّف تراثا معرفيا زاخرا، وقال المتحدث: “لا يكفي الاطلاع على كتابات معمري عبر الانترنيت أو تصفح المقالات، وإنما يجب تنظيم مثل هذه اللقاءات لتوصيل رسائله للجيل الحالي والتعريف به كرمز  من رموز الثقافة والمعرفة والقبائلية كقيمة اجتماعية، ناهيك عن ضرورة إدراجه ضمن المقررات الدراسية وتدريسه في مختلف المستويات الدراسية.
أما الأستاذة لعقريب نعيمة التي نشطت محاضرة على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيزي وزو، فقد سلّطت الضوء، على البحوث الخاصة التي قام بها مولود معمري حول التراث الأمازيغي المتعلق بأهاليل تيميمون والتي كان له الفضل الكبير في تصنيفها من طرف منظمة اليونيسكو ضمن التراث الانساني العالمي سنة 2005، وكان أول تراث جزائري يصنف في العالم، حيث قالت الأستاذة “كنا في الماضي نعتقد أن التوارق وحدهم فقط من يتحدثون الأمازيغية في الجزائر، غير أننا وقفنا بعدها على أن هناك الكثير من المناطق التي تتحدث اللغة الزناتية، وهي لغة امازيغية مشهورة في تلك المناطق والأهاليل كان ينشد بها”.