طباعة هذه الصفحة

إنسانية على المقاس..

أمين بلعمري

الأكيد أن انتعاش المجتمع المدني والنشاط الجمعوي بجانبيه التضامني والإغاثي يحتاج إلى إرادة سياسية تعمل في هذا الاتجاه، أي تسمح وتشجع على ذلك، مما يؤسس لجو من الانسجام بين المواقف الرسمية وحركية المجتمع المدني.
 لقد كشفت حرب الإبادة في غزة مدى نفاق الحكومات الغربية ومجتمعاتها المدنية، التي تبين أنها تضبط عقارب عملها الإنساني على ساعة مصالح حكوماتها تحت عنوان التضامن والإغاثة، وإلا كيف نفسر أن هذه الدول جندت كل أذرعها الإنسانية بدعوى نجدة الشعب الأوكراني -كما يدعون- حيث فتحت كل الدول الأوروبية حدودها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين، بينما لم نرها تحرك ساكنا أمام إبادة ممنهجة تنقلها شاشات التلفزيون يوميا في حق شعب بأكمله على يد جيش الاحتلال الصهيوني؟!
أكثر من ذلك، منعت كل من يحاول إغاثة غزة من النشاط، ناهيك عن محاكمة شخصيات وجمعيات لمجرد تضامنها مع الشعب الفلسطيني.