طباعة هذه الصفحة

مجموعـة شعريـة صدرت عــن “دار خيال “

عبـد اللـه الهامـل يوقّع “عـزلات بلا ذاكــرة”

تندوف: علي عويش

صدر حديثاً للشاعر عبد الله الهامل عن “دار خيال للنشر والترجمة” مؤلَّف جديد حمل عنوان “عزلات بلا ذاكرة”، وهو مجموعة شعرية من الحجم الصغير يتكوّن من 89 صفحة، استهله الشاعر بتقديم من الأستاذ عبد الحفيظ بن جلولي، غاص من خلاله في الانفصالية الشعرية، أو حين تخرج القصيدة للعالم.

المولود الأدبي الجديد لمدير المسرح الجهوي ببشار، هو عبارة عن مجموعة شعرية من ستة قصائد، ابتدأها الشاعر بـ«قصائد مقطوعة من شجرة”، يعيش القارئ من خلالها أجواء “ضجر بعيون هادئة”، تُبحر به وسط “هلوسات تُدَوزن الوحشة”، لترميه في أحضان “عزلات بلا ذاكرة”، تحمله في غفلةٍ منه في “بريد موتى لا مبالين” لتصل به إلى “أجندة الهباء”. تنتمي قصائد هذه المجموعة إلى هذا العنوان القلق “عزلات بلا ذاكرة”، جملة تثير القلق في نفس من يتلمّس كلماتها، مستوى تركيبي شبيه بذات الشاعر الذي يحمل رؤيا قلقة، يترجمها شعراً، ينبعث من بساطة المسار بين رصيفين. في لحظة الإثبات الذي تصدّره هذه المجموعة الشعرية، تريد القصائد وشاعرها صرف وعي التلقّي إلى المعنى الخفي، باعتبارها قصائداً متفرّعة من شجرة الشعر القائمة منذ أول قصيدة في التاريخ، إلى هذه “الفلتات الشعرية” الذكية التي تنتفض متناوشةً مع ذاتها والعالم، لتقول شاعرها في كافة أحواله.
لا تشكّل القصيدة عند عبد الله الهامل أيّ نوع من الهاجس، بل تصاحبه، ويبحث عنها فقط حين تضل الطريق وتهيم باحثةً عن “تسميات جديدة للعالم”، ولهذا، أغدق عليها عبد الله الهامل بالتعاريف، فهي الهويّة الملتئِمة داخل جروح الكلام، فيعرّف الشاعر قصيدة النثر كفلّاحة بقدمين، تخلّف خلفها غباراً عندما تمشي على الأرض، كما جعل ذات القصيدة كشجرة في الأمازون، وسمّاها صرخة صيّاد في رسمة بالطاسيلي.
المجموعة الشعرية في كلّ تجلياتها وأطوارها، هي نفسها الشاعر عبد الله الهامل وهو في حالة “الكلمة”، باحثاً عن الأشياء في الشعر، حاملاً مصباح الكلام في نهار القواميس التي تختفي لينبثق ذلك الذي لا يعرفه، ولكن يأتيه مبتهلاً في حلم يشبه القصيدة.
ضمّت المجموعة الشعرية “عزلات بلا ذاكرة” خليطاً متجانساً من المشاعر والأحاسيس، استطاع الشاعر من خلالها أن يُحكم سيطرته على ما يختلج المتلقّي من هواجس، من خلال انتقاء فريد للكلمات تعبر بالقارئ إلى مرافئ القلق المزمن تتيه به في اللامكان، ليختمها برسالة أخيرة للقارئ “خُذ قصائدي واشعل بها حطباً لتتدفأ، واعطني منها جذوة لأحرق كمشة خيبات عثرتُ عليها في أرشيف قديم برأسي.