طباعة هذه الصفحة

في قصة صـدرت حديثا موجّهة للأطفال

زواوية بـن عطــوش تحكـي بطولات شهداء الثــورة التحريريـة

نسرين. ب

صدرت مؤخرا عن “دار ساجد للنشر والتوزيع” قصة للأطفال من تأليف زواوية بن عطوش، تقدم من خلالها حكايات وبطولات ثوارنا لجيل ما بعد الاستقلال، من خلال الجدة “ميمونة”، التي تجمع أحفادها كل ليلة لتقص عليهم واقعا عايشه أبطال ثورة التحرير الجزائرية، على غرار مأساة جارها الشهيد فاطمي قدور..

اجتمعت الجدة ميمونة مع أحفادها في ليلة الخامس من جويلية، ذكرى استقلال الجزائر تستذكر تضحيات راح ضحيتها مليون ونصف المليون شهيد، ومن ضمنهم البطل فاطمي قدور الذي رفض كباقي الشعب الجزائري الحر الأبي أن تدنس أرضه الطاهرة بأقدام نجسة، فلبى نداء الواجب الوطني والتحق بجيش التحرير الوطني سنة 1956م، حيث انتقل وأسرته من مسقط رأسه “تاجموت ببلدية القور بولاية تلمسان إلى بلدية “رجم دموش” المعروفة بـ«كرمبل” آنذاك التابعة لدائرة رأس الماء بجنوب ولاية سيدي بلعباس، بطلب من القيادة الثورية.
تذكر الأطفال عند سماع اسم الشهيد الحي الموالي لحيّهم الذي يحمل اسمه، واستطردت الجدة تحكي ما تعرفه عن كفاح الرجل الذي شارك في العديد من المعارك، إلى أن زجّ به بمعتقل كرمبل. فقد كان المجاهد محبا لوطنه والدفاع عن قضيته، فحمل السلاح مع إخوانه المجاهدين ولم يتوقف عن جهاده ضد العدو إلى غاية إلقاء القبض عليه، عندما جاء ليزور عائلته إذ وشى به أحد الخونة ليوقع بين يدي الجيش الفرنسي، أين تعرض لأبشع أنواع التعذيب رفقة زوجته، دون أن يفلح المستعمر في استنطاقه أو الحصول على أية معلومات عن رفقائه الثوار. كما تقول القصة، إن زوجة المجاهد البطل أطلق سراحها لتعود إلى بيتها بينما تمّ رميه في بئر حاسي بناصر كغيره من المئات من شهداء الثورة المجيدة، حيث مزقت الاعمدة المسننة جسده وللتأكد من موتهم رمى الجيش المستدمر قنبلة يدوية داخل البئر ليستشهد يوم 14 ماي 1958، تاركا وراءه زوجة و8 أطفال صغار بدون معيل، بينما عاش زميله ليحكي للأجيال ما حدث للمجاهدين، وبالخصوص الشهيد البطل الذي لم يثنه عن حبه لوطنه لا التعذيب ولا التجويع ولا التنكيل بجسده..
للاشارة، بن عطوش زواوية مختصة في كتابة قصص للأطفال، متحصلة على شهادة الليسانس تخصص “تحليل الخطاب وعلم النص” و«شهادة ماستر تخصص الرواية المغاربية والنقد الجديد”، عضو باتحاد الكتاب الجزائريين، أسست جمعيتها “مواهب واعدة وكتب خالدة (للشباب والطفولة)” سنة 2019 وهي أيضا رئيسة النادي الأدبي مواهب واعدة، لها العديد من الإصدارات للأطفال، كما تقوم بتنظيم ورشات تدريبية في فن كتابة القصة الإبداعية للطفل.