طباعة هذه الصفحة

منسوب سدّ “بورومي “ يزيد بـ 4 مليون متر مكعب

البليـدة.. مؤشـّرات عن تحسّـن الموارد المائيــة

البليدة: أحمد حفاف

زاد منسوب سدّ “ بورومي” الواقع في الحدود بين ولايتي البليدة وعين الدفلى في بلدية عين الرمانة، بأكثر من 4 مليون متر مكعب بعد تهاطل الأمطار الغزيرة خلال الأيام القلية الماضية، لتفوق كمية المياه به عن نصف طاقته الاستيعابية التي تصل 181 مليون متر مكعب.

المورد المائي يُستغل لتزويد ساكنة ولايتي البليدة والجزائر العاصمة بمياه الشرب، لكنّ انخفاض منسوبه من قبل أثّر على توزيع هذه المادة الحيوية وصعّب على السلطات المحلية ضمان تموين الساكنة بالمياه، لا سيما في فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعا كبيرا في استهلاكها.
وبفعل التساقط بكميات هائلة في الفترة الأخيرة، قررت مديرية الموارد المائية لولاية البليدة تحويل 5.5 مليون متر مكعب من مياه وادي حمام ملوان نحو سدّ الدويرة بالجزائر العاصمة والذي بلغ حجمه 11.5 مليون متر مكعب، مع الإشارة إلى نقل المياه من حمام ملوان إلى العاصمة يتم باستعمال منشأة هيدروليكية تٌصبّ فيها مياه حمام ملوان وتُضخ إلى سدّ الدويرة، ويمكن استغلالها للشرب أو السقي.
أما فيما يخصّ المياه الجوفية فقد كشف مدير الموارد المائية لولاية البليدة عبد الكريم علوش، عن ارتفاع منسوبها بفعل التساقط الكبير على المنطقة، ويقصد مياه الينابيع المنتشرة في جبال الأطلس البليدي والتي تصبّ في مجاري الأودية أين توجد مجمّعات مائية مثل مقطع لزرق في بلدية حمام ملوان وسيدي المدني في بلدية الشفة، وارتفعت مياه الينابيع بنسبة قدرها 16 ألف متر مكعب تنتج يوميا بحسب تعبير المتحدّث.
وبفعل تحسّن المناخ يتوقع مسؤول قطاع المياه في البليدة، بأنّ هذه الولاية التي تتزوّد بمياه الينابيع بنسبة 20 بالمائة، قد ترتفع هذه النسبة في حالة استمرار تهاطل الأمطار، ممّا يسمح أيضا بتحسّن منسوب المياه الجوفية التي يعتمد عليها بنسبة 70 بالمائة في إنتاج الماء الشروب، لافتا إلى أنّ تساقط الثلوج على مرتفعات الشريعة مؤشر إيجابي أيضا على تجدّد ينابيع المياه ومنسوبها تحت الأرض.
في سياق ذي صلة، تسبّبت أمطار الخير التي نزلت على البليدة في أزمة حقيقية فيما يخص التزوّد بالماء الصالح للشرب بالنسبة لبعض البلديات التي تعتمد على المياه السطحية، أيّ مياه المجمّعات المائية المنجزة في إطار استغلال مياه الينابيع التي تصبّ في الوديان، على غرار مجمع “ مقطع لزرق” في بلدية حمام ملوان الذي يموّن بلديات بوقرة، ولاد سلامة، وبوعينان، ومجمع “سيدي المدني “ في بلدية الشفة.
وارتفع نسبة تعكر هذه المجمّعات المائية بعد تهاطل كبير للأمطار، وهو ما أبقى الأحياء التي تزوّد منها بدون ماء لأكثر من 10 أيام، فسادت حالة قلق كبيرة وسط السكان الذين طالبوا بتوفير المياه لهم بطريقة أخرى، والتي أفاد مدير الموارد المائية عبد الكريم علوش قائلا:« عملية تموين القطب الحضري سيدي سرحان بمياه الأنقاب في مرحلتها الأخيرة وفي غضون أيام ستدخل الخدمة وهذا ما يجعلنا نلجأ إلى تموين سكان هذا القطب بالماء الشروب لما يتعكّر المجمع المائي في مقطع لزرق”.
وتابع بالقول:« أما بالنسبة لسكان بلدية الشفة فقد تعرّضت مضختين للتخريب لذا تعذر علينا تزويد السكان بمياه الأنقاب بعد تعكّر المجمع المائي سيدي المدني”، وأشار المتحدّث إلى الشبكات القادمة من المجمّعات المائية تضم محطات تصفية ومعالجة المياه وتؤدّي دورها عندما تكون نسبة تعكّر المياه غير مرتفعة.

إنجاز حوضين لإخماد الحرائق

في سياق منفصل، أعلنت مديرية الموارد المائية لولاية البليدة، خلال الأيام القليلة الماضية، عن استشارة لتجسيد صفقات تتمثل في إنجاز مجمّعات مائية صغيرة في جبال بلديتي حمام ملوان والأربعاء، وذلك تلبية لمطالب محافظة الغابات التي تأخذ احتياطاتها اللازمة لمجابهة الحرائق التي قد تحدث وتقوم بإخمادها باستعمال مياه هذين المجمعين.
بالإضافة إلى ذلك، يقول عبد الكريم علوش:« هذه المجمّعات هي بمثابة أحواض صغيرة لكن لها أهميتها من الناحية الإيكولوجية فهي توفر المياه للطيور والحيوانات التي تعيش في الحظيرة الوطنية بالشريعة ويمكن استغلال هذه الأحواض من قبل الفلاحين لسقي أشجارهم أو محاصيلهم الزراعية “.
 وفي وقت سابق، أنجزت مديرية الموارد المائية أحواضا في قمم جبال بلديتي الشريعة وعين الرمانة وبوقرة، وكذا محطات هبوط الحوامات في إطار مجابهة الحرائق، كما شهدت بلدية الشريعة مؤخرا إطلاق مشروع إنجاز محطتين لتصفية المياه المستعملة والتي يمكن اللّجوء إليها أيضا لجلب المياه في إطار حماية الثروة الغابية من النيران.