طباعة هذه الصفحة

تشهد تنافساً بين الجمعيات الخيرية بالولاية

تندوف.. مطاعم الرحمة ملاذ الباحثين عن أجواء عائلية

تندوف: علي عويش

كثّفت الجمعيات الخيرية بولاية تندوف من أنشطتها الإنسانية خلال شهر رمضان، مطلقةُ العِنان لبرامجها الرامية إلى تفطير الصائمين من عابري السبيل والفئات الهشة بالمجتمع، من موائد الرحمن الى مطاعم الرحمة، تعدّدت المسميّات والهدف واحد، ما خلق جو من الألفة والمودة بين من انقطعت بهم السُبُل، وصعُبت بهم الحياة، وهي مبادرة باتت تقليداً سنوياً في المجتمع التندوفي، يتنافس عليه كماً ونوعاً شباب رفعوا التحدي ورسّخوا لمبدأ العمل التطوعي رغم نقص التجربة وغياب الدعم المالي وشحّ الإعانات.

دخلت الجمعيات الخيرية ببلديتي تندوف وأم العسل في سباق محموم من أجل استقطاب أكبر عدد من الصائمين حول موائد الرحمن المنتشرة بمختلف أحياء الولاية، تجسيداً لروح التكافل الاجتماعي والتآزر بين أفراد المجتمع.
وتشهد ولاية تندوف خلال شهر رمضان من كل عام انتشاراً واسعاً لمطاعم الرحمة، والتي سجّلت هذه السنة ازدياداً ملحوظاً في عدد المقبلين عليها نتيجة انتعاش سوق الشغل وتوافد العديد من الشركات على الولاية.
وتحوّلت مطاعم الرحمة بتندوف الى قِبلة لعمال الشركات وعابري السبيل الفارّين من الوِحدة، الباحثين عن دفء العائلة وما تقدّمه هذه المطاعم من وجبات تحمل عبق الأسرة المفقود، حيث تحوّل هذا العمل الخيري الى فرصة للتلاقي حول موائد الإفطار المُعدّة بطريقة تقليدية تُحاكي أجواء العائلة.
وأشارت فاطمة الزهراء خليفة المحافِظة الولائية لمؤسسة ناس الخير بتندوف، أن الجمعيات الخيرية بالولاية قد باشرت تحضيراتها منذ أسابيع من أجل التكفّل بالصائمين من المعوزين والفقراء وعابري السبيل.
وكشفت أن عمليات الإفطار خلال هذه السنة تسير حسب ما كان مخطّطاً له بالنسبة للتنظيم والتأطير والتراخيص الإدارية، باستثناء تسجيل ارتفاع محسوس في عدد الوافدين على موائد الرحمن، والذين زاد عددهم بشكل كبير مقارنةً بالسنوات الماضية، مؤكدةً سعي المؤسسة لأن تكون همزة وصل إنسانية ذات حضور قوي في المشهد المحلي، من خلال توفير وجبات إفطار تليق بكرامة المعوزين وعابري السبيل، إعمالاً بمعاني شهر رمضان وتجسيداً لصور التكافل والتآزر بين مختلف أطياف المجتمع.
وأرجعت خليفة أسباب هذه الزيادة إلى ما تشهده الولاية من طفرة تنموية، وانطلاق العديد من المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال زيارتيه السابقتين الى ولاية تندوف، والتي تمخّض عنهما توافد عدد كبير من اليد العاملة من خارج الولاية للعمل في هذه المشاريع.
وصرّحت المتحدثة قائلةً بأن جمعية ناس الخير بتندوف، افتتحت هذه السنة خيمتها العملاقة بمدخل المركز التجاري بحي النصر من أجل التكفّل بالعدد المتزايد من الوافدين، وهي الأولى من نوعها بالولاية بعد أن كان الإفطار يتم في الساحات العمومية، مشيدةً بتعاون المحسنين ورجال الاعمال، وبالتسهيلات الممنوحة من طرف السلطات المحلية بالولاية.
وبلُغة الأرقام، قالت المحافِظة الولائية لمؤسسة ناس الخير أن خيمة الإفطار استقبلت في اليوم الاول من شهر رمضان الحالي أزيد من 150 شخص تناولوا وجبة الإفطار داخل الخيمة، أغلبهم من عمال الشركات والوافدين الجُدد على الولاية، مشيرةً الى أن السنوات السابقة كانت تشهد ارتفاع عدد المستفيدين من موائد الرحمن ابتداءً من الأسبوع الأول من شهر رمضان، ليواصل الارتفاع الى أن يصل ذروته في العشر الاواخر، وهو الامر الذي لم يحدث هذه السنة، حيث بلغ العدد في يومه الأول على غير العادة أزيد من 150 شخص من معوزين وعابري السبيل.

إفطار عائلي مع خدمة التوصيل

أطلقت مؤسسة ناس الخير بتندوف نسختها الثانية من حملة “نجيبلك تفطر”، وهي مبادرة إنسانية تهدف الى إيصال وجبات الإفطار لبعض الأشخاص والعائلات الذين يستعصي عليهم التوجّه الى موائد الرحمن المنتشرة بالولاية.
وجاءت فكرة “نجيبلك تفطر” بعد إجراء مؤسسة ناس الخير بتندوف لدراسة ميدانية كشفت فيها عن وجود عدد كبير من المحتاجين وعابري السبيل الذين لا يستفيدون من موائد الرحمن لأسباب موضوعية وذاتية، ومن هنا، انطلقت هذه المبادرة التي تجوب شوارع مدينة تندوف وأماكن تجمّع الشاحنات ومحطة نقل المسافرين ساعة من الزمن قبل موعد الإفطار.
وتوفّر هذه الخدمة التي تشرف عليها مؤسسة ناس الخير وجبات إفطار ساخنة يتم توزيعها على أصحاب الشاحنات وحراس المؤسسات ومرتادي الطريق الوطني رقم 50 بعد الاتصال بالهاتف والتبليغ عن أماكن تواجدهم، لتنطلق فرق المتطوعّين بالجمعية لإيصال وجبات الإفطار في وقتها.