طباعة هذه الصفحة

يستعملون تطبيق maps للوصول إلى محلات بيعها

زلابية بوفاريك تجذب عشاقها.. وطوابير شرائها

البليدة: أحمد حفاف

 يعود شهر رمضان الكريم كل سنة، وتعود معه عادات تجعله يتميز عن باقي الشهور، والتي يفرضها النظام الغذائي للصائمين وتغير في نمط الاستهلاك لديهم، بتناول مأكولات خاصة ينتعش تحضيرها خلال هذا الشهر مثل حلوى “الزلابية”.

 تُباع الحلوى الشرقية في محلات متخصّصة طوال السنة، كما تستغل فئة من التُجار الإقبال عليها، فيغيّرون نشاطهم خلال رمضان لبيعها في محلاتهم، لكن جودتها غير مضمونة إلا بالتميز في تحضيرها كما تفعل عائلات في مدينة بوفاريك المشهورة بهذه الحلوى، والتي قادتنا إليها جولة عمل صبيحة اليوم السابع من رمضان.
في حدود الساعة الواحد زوالا وفي ركن الشارع الرئيسي لمدينة بوفاريك لاحظنا بداية تشكل طابور من الزبائن أمام محل عائلة “أكسيل” التي تمتهن بيع الزلابية طوال السنة، لكنها تُكثف عملها خلال رمضان لزيادة الاستهلاك على هذه الحلوى، والتي يأتي عشاقها من ولايات مجاورة وبعيدة لاقتنائها لاسيما الجزائر العاصمة.
وبالحي الشعبي “القصاري” تُحضّر عائلة أخرى تحمل لقب “أكسيل” وتقابلها عائلة “شنون” في منازل عتيقة مغطاة بالقرميد يعود تاريخ إنجازها إلى الدولة العثمانية، وبينما نحن نتحدّث مع أحد الباعة لعائلة “شنون” حتى قدم شاب في الأربعينات خصيصا لشراء كيلوغرامات من “الزلابية” التي تٌحضرها هذه العائلة.
بدا هذا الشاب سعيدا بوصوله إلى المكان وتحدّث قائلا: “لقد استعملت تقنية نظام التموضع العالمي (GPS)، وتطبيق maps الذي يظهر خريطة المكان لأجل الوصول إلى هنا”، وتابع بالقول: “أسكن في حي لابوانت بالجزائر العاصمة، وكل سنة آتي إلى هنا عدة مرات لشراء الزلابية التي لا مثيل لها أبدا، فهي رائعة المذاق (يقصد الزلابية التي تحضرها عائلة شنون في حي القصاري)”.
تشهد محلات عائلات “أكسيل” و«بن شنون” و«شيراف” وأخرى إقبالا كبيرا في الفترة المسائية لشراء “الزلابية من قبل زبائن تعودوا على شرائها حتى خلال أشهر السنة”، يقول خالد أحد أفراد عائلة “أكسيل” الذي يجنّد كل أفراد العائلة نساء ورجالا لتحضير أكبر كمية ممكنة وبمواصفاتها التي تضمن جودتها.
من جهته أوضح أحد أفراد عائلة “شنون” الذي وجدناه يبيع بمحله بأنه يساعد والده في تحضير الزلابية، وأن هذا النشاط العائلي لا يرقى ليكون حرفة بحسب قوله، في إشارة منه إلى حلوى “الزلابية” من تُصنف من الكماليات باستثناء الشهر الفضيل التي يجعل منها مادة غذائية ضرورية، بحسب تعبيره.
وأكّد المتحدّث بأنّ طوابير شراء “الزلابية” التي تُحضرها العائلات أصبحت من العادات التي ينفرد بها شهر رمضان، لافتا إلى أن العائلات تسهم في إنتاج هذه الحلوى بطريقة تضمن مذاقها اللذيذ، وذلك سر التعلق بها من قبل الزبائن.