طباعة هذه الصفحة

بعد رفض المشروع الأمريكي في مجلس الأمن

ترّقب قرار جديد حاسم ينهي الإبادة الصهيونية

أرجأ مجلس الأمن الدولي إلى يوم غد الإثنين التصويت على مشروع قرار أعدّه أعضاء غير دائمين، يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك، وذلك للسّماح بإجراء مزيد من المناقشات.
يحضّ مشروع القرار البديل الذي أعدّته الجزائر ومالطا وموزمبيق وغويانا وسلوفينيا وسيراليون وسويسرا والإكوادور، على “وقف نار إنساني فوري في شهر رمضان يقود إلى وقف دائم للنّار”، وإزالة كلّ العقبات أمام المساعدات الإنسانيّة.
وتمّ طرح هذا المشروع بعدما استخدمت روسيا والصين الجمعة حق النقض ضد مشروع قرار أمريكي بمبرر أنه مسيّس وغامض بحيث لا يطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار، ويطلق يد الكيان الصهيوني ويمنحه الضوء الأخضر لشن هجوم على رفح.
وبالإضافة إلى روسيا والصين، عارضت الجزائر مشروع القرار الأمريكي، وامتنعت غيانا عن التصويت، فيما حظيت الوثيقة بتأييد بريطانيا ومالطا وموزمبيق وجمهورية كوريا وسلوفينيا والولايات المتحدة وسيراليون وفرنسا وسويسرا والإكوادور واليابان.

تضليـل وتلاعــب

واتّهم المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن، فاسيلينيبينزيا، الولايات المتحدة بأنها “تضلل عن عمد مجلس الأمن الدولي وتحاول كسب الوقت”، معتبراً أنّ هذا المشروع “ملهاة وتلاعب سياسي مكشوف”.
واستنكر في الوقت نفسه اعتراف السفيرة الأمريكية الآن فقط بضرورة وقف إطلاق النار بعد أن تم تدمير غزة على مدى 6 أشهر، قائلا، واشنطن تتحدث عن وقف القتال بعدما «مُحيت غزة فعليا من على وجه الأرض». كما أضاف إن المفاوضات التي شارك فيها الأمريكيون بشأن غزة كانت موجهة فقط للمماطلة.
وتابع أن المسودة الأمريكية مجرد تلاعب بالناخبين الأمريكيين من خلال دعوة كاذبة لوقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن مشروع قرار بديل وهو “وثيقة متوازنة وغير سياسية” يجري توزيعه من قبل بعض الأعضاء الآخرين في المجلس. ولم يتضمن مشروع القرار الأمريكي أي دعوة مباشرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بل يشير إلى دعمه للجهود الدولية الجارية لتأمين وقف إطلاق النار.

دعـوة كاذبـة لوقـف القتال

بدوره، قال مندوب الصين الدائم لدى مجلس الأمن، تشانغ جون، إنّ “مشروع القرار الأمريكي ملتبس ولا يلبي تطلعات المجتمع الدولي”، كما أنه “غير متوازن لأنه لا يعارض الهجوم على رفح بشكل صريح”، و«لا يحذّر من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتّب على هكذا هجوم”.
وقال مندوب الصين أيضا، أن النص النهائي لمشروع القرار الأمريكي يظل غامضا، ولا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار، مشيرا إلى أن هناك مشروع قرار آخر واضح في مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.وشدّد على أن مجلس الأمن يتململ، ولم يتخذ أي إجراءات لوقف إطلاق النار بغزة، وما يهم الآن هو التحرك لتحقيق ذلك، والنهوض بحل دائم للقضية الفلسطينية.

لا يرقـى إلــى  مستــوى التوقّعـــات

في السياق نفسه، قال المندوب الجزائري لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، إن نص مشروع القرار الأمريكي يسمح ضمنيا باستمرار قتل المدنيين، ويفتقر لضمانات واضحة ولا يرقى إلى مستوى توّقعات المجموعة العربية التي دأبت على إعطاء الأولوية لوقف فوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ورفض التهجير القسري.
ولفت إلى أن الجزائر “رددت صوت ملايين الأشخاص والجهات الفاعلة الإنسانية الذين يطالبون بوقف إطلاق النار على الفور”، مشددا على أن الهدف الرئيس من ذلك، هو وضع حد للمجزرة التي يرتكبها الاحتلال في غزة منذ أكثر من خمسة أشهر.
وحول مضمون النص الأمريكي، شدّد الدبلوماسي الجزائري على أنه “لم يكن رسالة سلام واضحة، وهو يسمح بقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين ولا يوفر الضمانات اللازمة لمنع المزيد من تصعيد العنف”، منوّها إلى أن “هذا المشروع ينطوي على ترخيص لمواصلة إراقة الدماء”.
وحث بن جامع جميع أعضاء مجلس الأمن على إعطاء الأولوية للوقف الفوري للعدوان، مشيرا إلى أنه “يتحتم على مجلس الأمن أن يتخذ إجراء حاسما وذا مغزى لوقف العنف وتمهيد الطريق لعملية سلام مستدامة في غزة والمنطقة”.