طباعة هذه الصفحة

سلوكات

الفرولـة والميــزان..!

فضيلة بودريش
24 مارس 2024

لم تعد فاكهة الفرولة تباع بالميزان، وإنما يبيعها التجّار بالعلب، سواء تلك الكرتونية المربعة أو في البلاستيكية الشفافة، وعندما تسأل التاجر عن سعرها يخبرك أنه لا يبيع بالكيلوغرام، ومن أراد الشراء، فلينتقي علبة أو أكثر من ذلك، ويدفع ثمن الواحدة بـ 200 دينار وأحيانا أكثر، بينما بعض التجار يخفون الوزن الحقيقي للعلبة عندما يطلب منهم ذلك، ويجيبون على امتعاض “الفرولة لا تباع بالميزان وإنما بالعلبة”، فتجد الزبون في الكثير من الأحيان يرضخ لمنطق التاجر ولا يدقق في هذه المسألة ولا يناقش البائع.
مع عودة شهر رمضان، تعود معه ظاهرة تحايل بعض التجار عن طريق الميزان، فنجد على سبيل المثال، أن علب الفرولة رغم أن وزنها يختلف لكن سعرها واحد، وهذا يصنف ضمن أكل مال الزبائن دون وجه حق، فهناك من يظلم بأخذ علبة ليست معبأة جيدا وآخر يقتني علبة ممتلئة عن آخرها، وهنا يفتح المجال لحدوث فوضى في التجارة، فلا توجد ضوابط دقيقة، وإنما عملية البيع تتمّ وفق مزاج وتقديرات التاجر، وهذا السلوك غير مقبول لأنه بعيد جدا عن النشاط التجاري الاحترافي.
لا يعلم الزبون كم اشترى ولا يمكن التأكد من حجمها إلا بالوصول إلى المنزل، وهذا يندرج ضمن التحايل على المستهلك، ولا ينبغي أن يسكت الزبون على هذا التجاوز، ويجب أن يطلب من التاجر تحديد الكمية مكتوبة بالرقم المطلوب والسعر المحدد، عند ذلك لا يظلم المستهلك ولا يتعدى التاجر حدوده، لأن السوق مفتوحة على تجار موسمين وآخرين محترفين كما نجد الوسطاء والانتهازيين وما إلى غير ذلك.