طباعة هذه الصفحة

«دقلة نور” تصنع الحدث على مواقع التّواصل الاجتماعي

التّمور الجزائرية تزيّن موائد المسلمين في مختلف أقطار العالم

محمد - ف

 يبدأ الكثير من المسلمين إفطارهم في شهر رمضان على التمور بمختلف أنواعها، لذا فإنّ الطلب يزداد على هذا المنتج في الأسواق المحلية عبر أقطار العالم، وفي هذا الموسم تبرز التمور الجزائرية بسمعتها الحسنة لدى المتعاملين والتجّار ولدى المستهلكين، بل وتنافس المنتجات المحلية لدى البلدان المنتجة للتمور.

لا يختلف اثنان على أنّ التمور الجزائرية أصبحت رمزا للكرم، وعلامة على الاحتفال والبهجة لدى الكثيرين، خاصة في الثقافة المحلية فلطالما زيّنت التمور موائد الجزائريين في كل المناسبات، كما أنها حاضرة في افتتاح أي منشأة أو في استقبال ضيف كريم يحلّ بأي منطقة بالجزائر.
ولأنّ الكرم صفة مرتبطة بالجزائر، فقد اعتاد الزائرون لهذا البلد على استقبالهم بعرجون من أجود أنواع التمور، الذي يرافقهم كأول منتج يرغبون في نقله إلى بلدهم بعد نهاية فترة إقامتهم بالجزائر، وتلك حقيقة لمسناها لدى الكثير ممّن زاروا الجزائر في أكثر من تظاهرة ثقافية أو رياضية.
تزداد التنافسية بين أجود أنواع التمور خلال الشهر الفضيل خصوصا في البلدان العربية والإسلامية، وحتى بالدول التي تتواجد بها جالية مسلمة معتبرة، وتعتبر التمور الجزائرية واحدة من بين أجود التمور في الأسواق الدولية، إذ تتميز بتاريخ طويل وباع شهير في الأسواق المحلية والإقليمية، وتعتبر “دقلة نور” (أحد أشهر انواع التمور في الجزائر)، أفضل غذاء يرافق الجزائري في رحلاته خلال شهر رمضان.
بلونها الذّهبي وطعمها العسلي تتصدّر سيدة التمور “دقلة نور” الجزائرية موائد الكثيرين، كما يتفنّن العديد من النشطاء ومستهلكين من مختلف الجنسيات في التقاط صور لها، إذ تعج منصات التواصل بصور وفيديوهات “دقلة نور” الشهيرة، والتي تتحدّث عن جودتها وذوقها الأصيل.

بلد المنشأ “الجزائر”

 عبر تصفّحنا لمنصة “إكس” (تويتر سابقا)، اطّلعنا على عشرات الفيديوهات التي تحمل الثناء على التمر الجزائري ومذاقه وطريقة التعليب الحديثة، ولفت انتباهنا فيديو لشاب ليبي في الحرم المكي يؤدي مناسك العمرة، ويحمل علبة تمر يثني من خلالها على “دقلة نور” التي وصلت كهدية من بريطانيا إلى صديق له في الحرم المكي.
ويقول عمر الليبي الذي يظهر حاملا علبة التمر الجزائرية “التمر قادم من بريطانيا وسيتناوله ليبي وسعودي في الحرم المكي، والبلد المنشأ لهذا التمر هو الجزائر”، وهو الفيديو الذي لاقى رواجا كبيرا عبر المنصات الرقمية، لما يحمله من دلالات على جودة المنتج الجزائري الذي يسافر من بلد لآخر، ويتهافت عليه المستهلكون أينما كانوا.
وتثير فيديوهات وصور التمر الجزائري رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات من يشهدون بجودة التمر الجزائري، وها هو “راشد” ناشط صحراوي مقيم في إسبانيا يشيد بهدية رائعة وصلته تتمثل في تمور جزائرية قائلا “شكرا أخي محمد على هذه الهدية العزيزة على قلبي، المسقية عروق نخيلها بدماء الشهداء الطاهرة”.
وشتّان بين منتجات أصيلة مسقية عروق نخيلها بدماء الشهداء الزكية ومنتجات خبيثة يراد الترويج لها في بعض البلدان الغربية وحتى العربية لمنافسة التمور الجزائرية الغنية عن كل تعريف، والتي يشهد لها الجميع بالذوق الأصيل.
ومن دلائل جودة التمر الجزائري رصد منتجات أجنبية تتحايل على المستهلكين من خلال تقليد وسم منتج “دقلة نور” الجزائرية من أجل الترويج لهذه المنتجات المغشوشة، وهو ما أظهره العديد من النشطاء عبر منصات التواصل، الذين اكتشفوا بعضها في أسواق أوروبية.

الرّابعة عالميا
 
 صنّف موقع “عالم الإحصائيات” تمور “دقلة نور” الجزائرية في قائمة أفضل عشر فواكه عالمية، وجاءت تمور دقلة نور في المرتبة الرابعة ضمن فئة أفضل الفواكه، لتتفوّق بذلك على أزيد من 70 نوع فاكهة موجودة على مستوى العالم.
ومن جانب آخر تجد التمور الجزائرية لها مكانة عبر كافة الأسواق الآسيوية، الأوروبية، الأمريكية والإفريقية، هذه الأخيرة التي تعرف رواجا كبيرا للتمور الجزائرية خصوصا بعد الانفتاح الذي تعرفه الجزائر على القارة الإفريقية منذ تولي الرئيس تبون سدة الحكم في البلاد، وهو ما انعكس على سلاسة تسويق المنتج الجزائري وعلى رأسه التمور عبر الأسواق الموريتانية والسنغالية.
واستطاع هذا المنتج الوطني أن يصل ولأول مرة إلى فضاءات تجارية دولية جديدة خلال عام 2023، على غرار أستراليا وأندونيسيا وبنغلاديش وأذربيجان، وكذا الكونغو وأنغولا والسينغال وغانا، وهذا إلى جانب الأسواق التقليدية كفرنسا وبلجيكا وبريطانيا وايطاليا والبرتغال وكندا وموريتانيا.

360 صنف من التّمور

 يؤكّد المختصّون أنّ الجزائر تحتوي على 360 صنف من التمور، من بينها الأنواع الاستهلاكية كدڨلة نور التي تتوفر في عدة ولايات من بينها بسكرة، واد سوف، ورڨلة، غرداية، المنيعة، بني مزاب، وفي 17 ولاية من ولايات جنوبنا الكبير.
وعلى الصعيد الرسمي، أكّدت الحكومة الجزائرية في أكثر من مناسبة على أهمية تنظيم شعبه التمور لحمايتها كمنتوج وطني ذي قيمة اقتصادية وثقافية، كما تعمل السلطات على إزالة كل العوائق التي تقف أمام التصدير، وتعزيز وصول هذا المنتج إلى الأسواق العالمية، كما تشير التصريحات الرسمية إلى أنّ المنتج الوطني من هذه المادة يقدّر بأكثر من 1 مليون و400 ألف طن سنويا.