طباعة هذه الصفحة

مجمع سونلغاز في قلب التحوّلات الاقتصادية والتنموية

ربط المستثمــرات والمناطــق الصناعيـة بالكهرباء.. التحدّي الأكـبر

ز. كمال

مؤسسات وطنية وكفاءات جزائرية لربح معركة التنمية

أخذ مجمع سونلغاز على عاتقه مهمة مواكبة الحركية الاقتصادية والتنموية التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة والمساهمة في دعم وتجسيد المشاريع الإستراتيجية التي حملها مخطط عمل الحكومة بتوجيهات من رئيس الجمهورية وهذا في إطار تشجيع المؤسسات الوطنية على الانخراط في هذا التحول النوعي نحو ترقية المنتوج الوطني وإعادة الثقة للكفاءات الجزائرية المؤهلة، حيث استطاعت المؤسسة رفع التحدي والمساهمة في تحقيق الأهداف الكبرى لقانون الاستثمار ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين وحاملي المشاريع من خلال إطلاق مشروع ضخم لربط المستثمرات والمحيطات الفلاحية والمناطق الصناعية بالطاقة الكهربائية.

أشاد رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء الأخير بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها شركة سونلغاز في مواكبة الحركية الاقتصادية والصناعية بالجزائر من أجل تحقيق التكامل التنموي ورفع كل العراقيل التي كانت تعيق أداء باقي القطاعات الحيوية من أهمها القطاع الفلاحي الذي استفاد من مشاريع استثمارية هامة في اطار توسيع نشاط ومساحات المحاصيل الكبرى خصوصا بالولايات الجنوبية التي خصصت بها وهيئت مساحات ومحيطات فلاحية جديدة وضعت تحت تصرف المستثمرين مع ربطها بالطاقة الكهربائية لتسهيل عملية استخراج وايصال مياه السقي من السدود والآبار الارتوازية، مع التشديد أيضا على أهمية مواصلة مشروع ربط المناطق الصناعية والنشاطات بهذه الطاقة الحيوية التي يتوقف عليها تجسيد المشاريع المقترحة خاصة وأنها تعتبر من أبرز العراقيل والانشغالات التي رفعها المتعاملون في أغلب المناطق الجديدة على المستوى الوطني ومنها منطقة الأربعطاش المتربعة على مساحة 136 هكتار التي وصلت نسبة ربط متقدمة.
شكل مشروع تطوير وعصرنة القطاع الفلاحي بالجزائر أهمية كبيرة وأولوية في مخطط عمل الحكومة بالنظر الى ما يمثله النشاط من أهمية إستراتيجية في تحقيق الأمن الغذائي المنشود وترقية الإنتاج الوطني لمختلف الشعب المنتجة على رأسها المحاصيل الكبرى كالحبوب والبقوليات الجافة من خلال تشجيع الاستثمار في المجال ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين بفضل التدابير التحفيزية المتخذة منها انشاء محيطات زراعية جديدة بالولايات الجنوبية والسهبية وتهيئتها بكل الضروريات الأساسية على رأسها عملية الربط بالطاقة الكهربائية لتسهيل استغلال المياه الجوفية في عملية السقي الفلاحي، وهذا كله كان نتاج العمل التنسيقي بين وزارة الطاقة والمناجم ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية ومجمع سونلغاز التي بادرت الى تنصيب لجنة مشتركة لتسهيل عملية الربط بالطاقة الكهربائية ورفع كل العراقيل التي تواجه الفلاحين والمستثمرين في هذا الجانب.

ربـط أزيـد من 52 ألف مستثمرة سنـة 2023

الى جانب المستثمرات الفلاحية الحالية التي استفادت من عملية الربط بالكهرباء لترقية أدائها والمساهمة في دعم الانتاج الوطني بمختلف المنتجات الاساسية، عمدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في اطار توسيع الاستثمار وتنويع الاقتصاد الوطني الى تخصيص 5 محيطات فلاحية جديدة في كل من الجلفة، الأغواط، النعامة، غرداية والبيض مثلما كشف عنه مدير الديوان الوطني للأراضي الفلاحية ووضعها تحت تصرف المتعاملين، بعد تدعيمها بكل متطلبات التهيئة الأساسية على رأسها عملية الربط بالطاقة الكهربائية بالتنسيق مع مؤسسة سونلغاز وهذا لمساعدة حاملي المشاريع على الاستقرار ورفع كل القيود والعراقيل التي حالت دون توطينها وهذا يدخل ضمن السياسية الجديدة الرامية الى عصرنة القطاع الفلاحي وفق نظرة متكاملة بما فيها تحيين المنظمة التشريعية وتقديم مشروع قانون جديد للاستثمار كان من ثمرته اطلاق المنصة الرقمية للمستثمر وفقا للمرسوم التنفيذي رقم 432/ 21 المؤرخ في 4 نوفمبر 2021 لايداع واستقبال ملفات الترشح في اطار استصلاح الأراضي عن طريق الامتياز”.
على هذا الأساس رفعت مؤسسة سونلغاز التحدي لربط أغلب المستثمرات الفلاحية المبرمجة على المستوى الوطني، حيث تم حتى نهاية سنة 2023 ربط 52741 مستثمرة فلاحية من أصل 84762 مستثمرة مبرمجة للربط أي بنسبة 62 بالمائة وهذا بطول أكثر من 18 ألف كلم بحسب تصريحات وزير الطاقة والمناجم من بينها 45245 مستثمرة دخلت حيز النشاط فيما يتم مواصلة العملية وانهائها نهاية سنة 2024 ومنها ولاية بومرداس التي تسير بوتيرة متسارعة لربط أغلب المستثمرات والمحيطات الفلاحية المقترحة للاستثمار من قبل الفلاحين والمتعاملين الاقتصاديين.
نفس المجهود تقوم به المؤسسة لربط المناطق الصناعية ومناطق النشاطات عبر الوطن بهدف تسهيل الخدمة العمومية وتشجيع المستثمرين في اطار تحسين مناخ الأعمال وهذا بربط أزيد من 37 منطقة صناعية جديدة و65 منطقة نشاطات، من بينها 6 مناطق مستحدثة كانت أعلنت عنها وزارة الصناعة وتتعلق بالمنطقة الصناعية القصر بولاية بجاية، المنطقة الصناعية الاربعطاش بولاية بومرداس، منطقة اولاد بن دامو بولاية تلمسان، والمناطق الصناعية المتواجدة في كل من المدية، غرداية وسيدي بلعباس.