طباعة هذه الصفحة

نجحـت في فتح باب الأمـم المتحـدة نصرة للفلسطينيين

جهـود جزائرية ودور فعّـال في “افتكـاك” قرار وقف النار بغـزة

علــي مجالـدي

في خطوة تاريخية، تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً مهماً، يوم الاثنين الماضي، بوقف إطلاق النار في غزة، بعد مرور أكثر من 5 أشهر على العدوان الصهيوني على القطاع، والذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا.هذا القرار الذي يأتي بمبادرة من الجزائر وتبناه باقي الأعضاء، مجموعة العشرة الأعضاء غير الدائمين في المجلس، وبدعم قوي من الدبلوماسية الجزائرية التي قادت مفاوضات مضنية يومين قبل التصويت، عملت خلالها على صياغة مقترح مقتضب يعالج العناصر الأكثر تعقيدا، بما فيها وقف فوري لإطلاق النار وطرق إيصال المساعدات بدون أي تضييق.

أقر الكثير من المتابعين للملف، أن الجزائر مثلت مركز ثقل رئيسيا في الوصول الى هذا القرار وهو امتداد لمشروع قرارها الذي قدمته في شهر فيفري المنصرم وتم إيقافه بسبب الفيتو الأمريكي وحظي بموافقة 13 دولة.
يُطالب القرار المصوت عليه بالأغلبية والمُقدم من قِبَل مجموعة العشرة في مجلس الأمن، بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع التأكيد على ضرورة زيادة المساعدات والمطالبة بإزالة جميع العوائق التي تحول دون تسليمها.

دور حاسـم وتاريخـي

يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور مصطفى بوحاتم في تصريح لـ “الشعب”، أن المساعي التي قامت بها الجزائر للوصول إلى هذا القرار فاجأت الكثيرين، مع اعتراف دولي بعد التصويت بالجهود الجزائرية ودورها الفعال في الوصول إلى هذا القرار. وشاهد الكل رمزية الاعتراف والعمل الذي قام به المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة والعبارات التي صاغها لممثل الجزائر بالأمم المتحدة الدبلوماسي المخضرم عمار بن جامع ودعوته له للوقوف معاً جنبا إلى جنب، أضف إلى ذلك بيان حركة حماس والذي خص الجزائر بالذكر وشكرها على الجهود التي قامت بها، في اعتراف مباشر بالعمل الجبار الذي قامت به. وأتصور أن هذا القرار يعتبر لحظة تاريخية فارقة يمكن البناء عليها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، والمضي قدما لتحصل فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهذا ما ستعمل الجزائر على تجسيده في قادم الأشهر وخلال ما تبقى من عهدتها بمجلس الأمن.

العمـل مستمـر

أكد السفير عمار بن جامع في كلمة له عقب التصويت على النص والذي حظي بموافقة الجميع (14 عضوا)، مع امتناع أمريكا عن التصويت، أن الجزائر لن تتوقف عند هذا الحد وأنها ستعود مرة أخرى للمجلس، في ظل توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للعمل على أن تكون دولة فلسطين في المكان الذي يليق بها، عضوا كاملا سيّدا بالأمم المتحدة.
وكان رئيس الجمهورية، في سبتمبر من العام المنصرم، قد أكد في خطاب تاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن الجزائر لن تدخر أي جهد في سبيل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في مجلس الأمن، بما يضمن الوصول الى حل نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

علـى مجلـس الأمـن أن يتحمــل مسؤولياتـه

مباشرة بعد المصادقة على القرار، أكدت الدبلوماسية الجزائرية أنه ينبغي على مجلس الأمن أن يتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية لتطبيق القرار وإلزام الكيان الصهيوني به، على الرغم من أن بعض المنابر الإعلامية والسياسية المشككة والتي فاجأها القرار روّجت لفكرة أن القرار يبقى غير ملزم للكيان، بالرغم من أن حالة التخبط بدت واضحة بعد إلغاء مسؤولين كبار في الكيان الصهيوني زيارة كانت مقررة للولايات المتحدة احتجاجا على عدم استخدام الأخيرة حق النقض (الفيتو) لإيقاف مشروع القرار. ويضيف الدكتور بوحاتم، أن أمريكا أصبحت محرجة على الصعيدين الدولي والداخلي من الأفعال التي يقوم بها الكيان الصهيوني، واستخدام الفيتو هذه المرة كان غير مرجح، مع تزايد الضغوط على الإدارة الأميركية للتخلي عن دعمها الواسع عسكرياً وسياسياً للصهاينة وإجبارهم على القبول بالوقف الدائم لإطلاق النار، كما أن عدم استجابة الكيان للقرار لن يزيد إلا من فقدانها للدعم العالمي، خاصة الغربي منه.