طباعة هذه الصفحة

اتفاق مبدئي على خلق فضاء جديد ولا نية لإقصاء أي جهة

تكتل جزائري- تونسي- ليبي.. إحياء العمل المغاربي المشترك

علي مجالدي

عاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للحديث خلال اللقاء الإعلامي الأخير والذي جمعه بالصحافة الوطنية، عن التكتل المغاربي الجديد والذي يهدف إلى إحياء العمل المغاربي المشترك دون إقصاء أي طرف.

كان المسؤولون في كل من الجزائر وتونس وليبيا، خلال لقائهم الأخير على هامش قمة الغاز التي عقدت بالجزائر، قد اتفقوا على إجراء اجتماعات دورية تجمع مسؤولي الدول الثلاث، من أجل التشاور وتنسيق الجهود حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد القادر منصوري، في تصريح لـ«الشعب”، إن رئيس الجمهورية أشار إلى العديد من النقاط الهامة حول التكتل الجديد، ملمحًا إلى إمكانية تأسيس اتحاد شمال أفريقي يُحطم الجمود الحالي، على الرغم من أنه لايزال في مراحله الأولى.
 وأوضح الرئيس تبون، أن هذا العمل لا يستهدف أي طرف أو جهة، حيث الهدف الرئيسي منه هو تنسيق الجهود والارتقاء بالعمل الثاني إلى مستوى جماعي. كما أشار إلى أن الباب مفتوح للجميع، بما في ذلك موريتانيا وحتى دول أخرى.
وأضاف الدكتور منصوري، أن الجزائر تدرك جيدًا أن الاتحاد والتنسيق ضروريان في عالم تسوده الفوضى، خاصةً وأن معظم مناطق القارة الشرقية والغربية والجنوبية قد شهدت تكتلات قوية، في حين بقيت منطقة شمال أفريقيا بلا عمل جماعي منظم، ورئيس الجمهورية استخدم مصطلح “شمال إفريقيا”، فمن غير المستبعد أن يشمل هذا الحوار مستقبلا حتى جمهورية مصر العربية.

كل دولة حرة في قراراتها

أشار رئيس الجمهورية إلى تفسيرات خاطئة لهذه المبادرة الجديدة وتصويرها على أنها بديلة لتكتلات سابقة، وهذا ليس صحيحًا، خاصة وأن دولًا معروفة في المنطقة سعت في عديد المناسبات للانضمام إلى تكتلات أخرى خارج المنطقة دون تدخل من أحد في شؤونها، لأنها تبقى قضية سيادية، وتنطبق نفس المبادئ على الجزائر.
وأكد رئيس الجمهورية، أن هذا التنسيق ليس ملزمًا في مرحلته الأولية، ومن الممكن أن يتطور مستقبلاً، خاصةً وأنه يهدف إلى التوصل إلى قرارات جماعية بشأن بعض القضايا الهامة التي تهم دول المنطقة، وهناك اتفاق مبدئي على بناء كيان جديد يكون ساحة للتشاور والتنسيق.
ويرى العديد من المراقبين أن هذا التكتل الجديد، الذي يضم الجزائر وتونس وليبيا، يمثل فرصة لتعزيز التعاون والعلاقات بين الدول المغاربية، ويعتبرونه فرصة لتحقيق التقدم في مجالات متعددة، مثل الاقتصاد والأمن والسياسة. وذلك خاصةً مع إعلان الجزائر عزمها على إنشاء مناطق حرة مع الدول المغاربية الشرقية، بهدف تعزيز التجارة البينية وتسهيل حركة المرور للأشخاص.