طباعة هذه الصفحة

بناء مستقبل مزدهر بمجتمع متماسك ومتضامن

استعادة نخوة الجزائر وردّ اعتبار الشباب.. كلمة السرّ

علي مجالدي

في ظل التحديات المتعددة التي تواجهها الجزائر، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال لقائه الدوري مع وسائل الإعلام، السبت الماضي، عن هدفه الرئيسي الذي يراهن عليه بقوة والمتمثل في استعادة نخوة الجزائر. تلك النخوة التي كانت محفزاً للعديد من الانجازات في عدة مجالات، سواء كانت سياسية، دبلوماسية، أو حتى دعماً لحركات التحرر في العالم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يتخذ الرئيس تبون سلسلة من الإجراءات والسياسات التي تستهدف تعزيز الوحدة الوطنية واستعادة الثقة في الدولة ومؤسساتها.

تتمثل أهمية الهدف في تعزيز الهوية الوطنية للجزائر وترسيخ روح الانتماء لدى مواطنيها، مما يساهم في بناء مجتمع وطني متماسك ومتضامن. ومن ثم، يعتبر الرئيس تبون أن الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد لا يمكن أن يتحقق دون استعادة هذه النخوة وتعزيزها داخليا وخارجيا.

الشباب ركيزة أساسية

من بين الخطوات الأساسية التي قام بها رئيس الجمهورية لتحقيق هذا الهدف، هو بناء علاقة قوية ووثيقة مع الشعب، خاصة فئة الشباب والتي تمثل الأكثرية في المجتمع الجزائري، والاستماع إلى مطالبهم وآرائهم أمر جد ضروري. فعندما يشعر الشباب بأنهم جزء لا يتجزأ من عملية صنع القرار والتطوير والتنمية، يزدادون إيماناً بمستقبل بلادهم ويشعرون بالانتماء والولاء نحوها. وأضاف رئيس الجمهورية، أن عبارة «عمي تبون» التي يستخدمها الشباب في التعبير عن صلتهم برئيس الجمهورية تنم عن «احترام كبير وعن علاقة أبوية» نعتز بها.
بالإضافة إلى ذلك، يولي رئيس الجمهورية اهتماماً خاصاً بتعزيز القدرة الاقتصادية للجزائر، من خلال استثمارات جادة في مجالات الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي، إذ تعتبر الجزائر أكبر منتج ومصدر لهذه المادة في حوض المتوسط، وتطوير القطاع الفلاحي كذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاجية.
 وكان رئيس الجمهورية قد قدم عرض حال خلال اللقاء الإعلامي للعديد من المشاريع المستقبلية في المجال الفلاحي، خاصة مسألة التخصص في الإنتاج فيما يخص المزارع النموذجية وقدم نقدا لاذعا لها لأنها لا تعبر حقيقة عن الاسم الذي تحمله، كما أكد على ضرورة المضي قدما في دعم الفلاحة الصحراوية واستصلاح الأراضي.
تحديات كبيرة
مع ذلك، يجد رئيس الجمهورية نفسه أمام تحديات عدة في سعيه لتحقيق الهدف، منها التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشمل زيادة الأجور وتحسين مستوى المعيشة، حيث نجح رئيس الجمهورية الى حد الآن في الرفع من قيمة الأجور بـ47٪ ووعد أن تصل النسبة الى 100٪ الى غاية العام 2026، فضلاً عن التحديات السياسية المتعلقة بتعزيز الديمقراطية، خاصة أنه وعد بتسليم المشعل للشباب وتعزيز المكاسب التي تم تحقيقها في التعديل الدستوري الأخير.
علاوة على ذلك، تواجه الجزائر ضغوطاً دولية متزايدة تتعلق بالتطورات الجيوسياسية في المنطقة، والتي قد تؤثر على الجهود الجزائرية والتي تتطلب يقظة دائمة، خاصة في ظل التحولات السياسية والاقتصادية العالمية.
بشكل عام، يعكس هدف رئيس الجمهورية في استعادة الجزائر نخوتها تطلعات الشعب الجزائري نحو مستقبل أفضل، ويمثل التزاماً قوياً من الرئيس لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد. ومع استمرار جهوده وتفانيه في تحقيق هذا الهدف، لأجل عودة الجزائر إلى مكانتها الطبيعية كدولة رائدة في المنطقة وعلى الساحة الدولية.