طباعة هذه الصفحة

العيد الصغير يحافظ على نكهته

سكيكدة.. فرصة لتجمع العائلات وتبادل التهاني

خالد العيفة

يحتفل السكيكديون بقدوم عيد الفطر بعد شهر من الصيام والتعبد، إذ يحتفلون فيه بإفطارهم بعد إتمامهم لفريضة الصيام، وهو فرصة لتجمع العائلات وتبادل التهاني، وتتشابه كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر مع الولايات المجاورة على الخصوص.

تعرف محلات بيع مستلزمات تحضير الحلويات خلال الأيام الأخيرة من شهر الصيام توافدا كبيرا من طرف العائلات السكيكدية، لاقتناء ما يحتاجونه من مستلزمات لتحضير حلويات العيد، المرتبطة بعادات وتقاليد المنطقة، والبعض الآخر يفضل اقتناءها من عند صنّاع الحلويات، سواء الذين يشتغلون بمحلاتهم التجارية أو تلك التي تحضر بالمنازل، ما بين عصرية وتقليدية، إذ لا تخلو مائدة من موائد العائلات بسكيكدة من مختلف أطباق الحلويات التقليدية، يتقدّمهم “المقروط” الذي يعتبر ملك الحلويات الجزائرية، “الغريبية” أو “كعك النقاش” و«القريوش”، وغيرها من الحلويات.
واقتناء ملابس عيد الفطر تقليد سنوي على غرار باقي ولايات الوطن من أجل إدخال الفرحة على قلوب الأطفال، الذين يتباهون صباح العيد بملابسهم الجديدة ويصنعون جوا من البهجة والفرجة يشرح الصدور، ويرسم البسمة على الثغور، في أول أيام العيد المبارك، رغم أن الكثير من العائلات في السنوات الأخيرة، أصبحت تقتني ملابس العيد قبل دخول شهر الصيام.
وتفضّل الكثير من العائلات السكيكدية ختان أطفالها في شهر رمضان خصوصا في العشر الأواخر منه وتحديدا في ليلة السابع والعشرين، وقد زاد اعتماد هذه العادة لارتباطها ببركة وقيمة الليالي الأخيرة من الشهر الكريم، والتي ترسم صورة جميلة لعمليات التضامن والتكافل بين العائلات بدعوة الأقارب لحضور الإفطار، أو السهرة الرمضانية بمناسبة الختان.
وتتميز ليلة القدر أو ليلة السابع والعشرين من رمضان بعادات روحانية كثيرة، أهمها ختم القرآن في المساجد والبيوت، والتنافس بين حفظته ومجوديه، إلى جانب تكريس المظاهر الاحتفالية بليلة عظيمة ومباركة، وتعد هذه الليلة الموعد الذي تنطلق فيه ربات البيوت في تحضير حلويات العيد، كإعلان عن قرب فراق شهر رمضان على أمل صيامه في السنة القادمة.
ومن التقاليد التي تحرص عليها العائلة السكيكدية، في اليوم الأول من عيد الفطر، القيام بزيارة بيت العائلة أو بيت الوالدين وهو أول بيت يزوره السكيكديون، حيث يتناولون حلويات العيد ومن ثم ينطلقون لتقديم المعايدة للأقارب، حيث يمثل العيد للأطفال فرحة مختلفة إذ ينتظرون أن يفرغ الأهل من زيارة الأقارب ليتوجهوا مباشرة إلى الفضاءات المتاحة رغم قلتها لقضاء أوقات ممتعة، والوجهة المفضلة ميناء الترفيه بسطورة.