طباعة هذه الصفحة

ضرورة التّعاون لتطوير مؤسّساتنا وتقوية الإعلام الوطني..وزير الإتّصال:

هذا جديـد صنـدوق دعم الصّحافة.. ومجلس أخلاقيات المهنة

حبيبة غريب

 الجزائر لم ولن تطرد أحـدا من أبنائها.. والقطاع يسير بخطى ثابتة

 ضرورة تكوين الصّحفيّين والمـستــخدمين..وإعادة النّظر فــي توجّه شركات الطّباعة

 أكّد وزير الاتصال محمد لعقاب خلال ندوة صحفية نشّطها، الخميس، في ختام زيارته الميدانية لولاية وهران، أنّ قطاع الإعلام والاتصال يتقدّم بخطى ثابتة بفضل المكتسبات الجديدة التي دعمت القطاع على غرار صندوق دعم الصحافة، مشروع إنشاء مجلس وميثاق آداب وأخلاقيات المهنة، وتوقّف عند حتمية تكوين المورد البشري والتسهيلات المادية والإدارية التي استفادت منها المؤسسات الإعلامية والمواقع الالكترونية والقنوات التلفزيونية.

  ثمّن وزير الإتّصال إنجازات قطاع الاتصال تحت توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مؤكّدا أنّه “يجب علينا جميعا في القطاع أن نجتهد ونتعاون من أجل تطوير مؤسّساتنا الإعلامية أكثر فأكثر، وتزويدها بالوسائل اللاّزمة للقيام بمهامها على أكمل وجه ممّا يخدم بلادنا، لاسيما ونحن أمام بيئة إعلامية نشيطة وبيئة جيوسياسية متوتّرة، ويتعين على وسائل الإعلام أن تكون قادرة على التعامل مع كل هذه المتغيرات الجيوسياسية إقليميا ودوليا.
وفي سياق حديثه، ذكر وزير الاتصال بالاهتمام والجهود الكبيرة التي توظّفها الدولة الجزائرية في توفير كل الإمكانات والآليات والنصوص القانونية لقطاع الإعلام تحت توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى الرفع من مستوى الخدمة التي تقدمها المؤسسات الإعلامية.
وكشف لعقاب أنّه “تمّ الانتهاء من إعداد مشروع صندوق دعم الصحافة، الذي يوجد حاليا في مرحلة الإثراء النهائي، حيث قمنا بإرسال نسخ منه لبعض المؤسسات الإعلامية لإثرائه”.
وسيعرض بعدها - يضيف الوزير - “على رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي كان وراء فكرة إعادة إطلاق الصندوق الذي جمد لعدة سنوات وسنعمل لاسترجاع الأموال التي كانت فيه ووضعها في الصندوق الجديد حتى وإن كنّا قد وجدنا مصادر جديدة لتمويله غير الخزينة العمومية”.
وفيما يخص مشروع إنشاء مجلس لآداب وأخلاقيات المهنة، أوضح لعقاب أنّه “في الوقت الحالي لقد أنهينا المرسوم التنفيذي الخاص بالمجلس والذي ينص على أن هذا الأخير هو من يقوم بإعداد ميثاق أخلاقيات المهنة، ونحن الآن في انتظار صدوره في الجريدة الرسمية”. و«ربحا للوقت - يضيف لعقاب - بادرت الوزارة بإعداد هذا الميثاق، وسنسلم مسودته لمجلس أخلاقيات المهنة بعد تنصيبه لإثرائه، مع إمكانية عرضه على الصحفيين ومسؤولي المؤسسات الإعلامية لتقديم اقتراحاتهم وأفكارهم حتى يكون ميثاقا محترما يلتزم الصحفيون بتطبيقه، وذلك ترسيخا لمبدأ التشاور والديمقراطية التشاركية”.
وفي انتظار تجسيد صندوق دعم الصحافة وميثاق أخلاقيات المهنة ومجلس آداب وأخلاقياتها، كشف لعقاب أنّه شرع مؤخرا في تطبيق بعض النصوص القانونية الجديدة للإعلام”، حيث انطلقنا يقول “في عملية تكييف الجرائد الإلكترونية والجرائد الورقية، وسنشرع قريبا، على الأرجح مع منتصف شهر ماي القادم، في عملية منح رخص الاعتمادات إلى القنوات للقنوات التلفزيونية الخاصة القائمة”.
وأشاد لعقاب بالقانون الأساسي للصحفي، واصفا إياه “بالممتاز كونه يعطي للصحفي الجزائري المكانة التي يستحقها”.
وفي سياق متصل، ذكر لعقاب بتوجيهات رئيس الجمهورية وبالتدابير التي أقرّها بمناسبة اليوم الوطني للصحافة أكتوبر المنصرم، والرامية إلى تسهيل عمل المؤسسات الصحفية وتخفيف الأعباء المالية عنها.
«لقد استفادت العديد من وسائل الإعلام مثل المواقع الالكترونية من الإيواء الالكتروني بأسعار منخفضة - يقول الوزير - وقمنا بتخفيض رسوم الإيواء بالنسبة للصحف الموجودة في دار الصحافة، وتمكينها من الاستفادة من شريط وكالة الأنباء الجزائرية بمبلغ رمزي”.
ومن جهة أخرى، أشاد الوزير بأهمية الاستثمار في المورد البشري في هذا القطاع العام، من خلال التكوين المستمر والذي ينص عليه قانون الإعلام الجديد خلافا للسنوات الماضية، والذي يلزم بموجبه المؤسسات الإعلامية بتكوين صحافييها وعمالها تحت مراقبة سلطة الضبط والوزارة”، مشيرا إلى “استعداد وزارة الاتصال للتكفل بتكوين صحفيي بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة الهشّة ماليا”.

الأبــواب مفتوحة أمــام الإعلام الأجنـبي فـي ظل الاحـترام المتبـادل

 في ردّه عن سؤال حول قضية الصحفي فريد عليلات، الذي منع من الدخول إلى أرض الوطن مؤخرا، قال وزير الاتصال إنّ “الجزائر لم ولن تطرد يوما أحدا من أولادها”، والدليل على ذلك أنه “في الوقت الذي لم تكن الدول تستطيع إعادة أبنائها خلال الجائحة الصحية، قامت الجزائر بمجهودات جبارة لإعادة كافة أبنائها من مختلف بقاع العالم، ونقلت أيضا جاليات عربية أخرى مجانا”.
وأضاف لعقاب إنّ “فريد عليلات مرحّب به في الجزائر كمواطن جزائري، غير أنّ المجلة التي يعمل فيها غير مرحب بها”.
وأشار أيضا إلى أنّ “القضية لا تخص عليلات كمواطن جزائري بل تتعلق بمجلة “جون أفريك” التي ينتمي إليها كصحفي، والتي اتخذت مواقف غير ودية من الجزائر، فتارة تنشر أخبارا غير صحيحة ومرات أخرى أخبارا مبالغ فيها، مع الربط بأحداث لا تمتّ للجزائر بصلة، ولا تتحدث أبدا عما هو إيجابي فيها”.
فريد عليلات - يقول لعقاب - “مواطن جزائري، لكنه في الوقت نفسه، صحفي في وسيلة إعلامية أجنبية غير مرحّب بها كونها تستغل جنسيته الجزائرية للدخول بطرق ملتوية، والقيام بأعمال صحفية مسيئة للبلاد، وهذا غير مقبول إطلاقا”.
وقال الوزير: “لدينا حوالي 56 مراسلا يمثّلون 36 مؤسسة إعلامية أجنبية من 18 بلدا، وفي ظل صدور كافة المراسيم التطبيقية لقوانين الإعلام الجديدة، ستبقى الأبواب مفتوحة أمام وسائل الإعلام الأجنبية الراغبة في تعيين مراسلين لها من الجزائر أو فتح مكاتب لها في إطار القانون الجزائري والاحترام المتبادل”.
القضاء على نقاط الظّل الإعلامي وفتح أســــــــواق جديــــــدة للطّباعـــــــــة
 توقّف لعقاب خلال زيارته الميدانية لولاية وهران عند عدة محطات بدءا من شركة الطباعة للغرب أين أكّد “على ضرورة إعادة النظر في التوجه الحالي، وتسيير شركات الطباعة القائم التي ما زالت على طباعة الجرائد والمجلات فقط”.
وشدّد لعقاب على حتمية “تنويع المنتوجات لمواكبة عصر الرقمنة والإعلام الإلكتروني، والبحث عن أسواق جديدة خاصة في إفريقيا”.
كما أكّد الوزير على أن “مسار تأسيس الشركة الجزائرية للطباعة ما زال قائما، ويتقدم بوتيرة جيدة”، مشيرا إلى أن “هذا الانتقال الجديد في مجال الطباعة، سيرافقه تكوين عمال وإطارات المطابع في مجال التكنولوجيات الحديثة حتى لو استدعى الأمر اللجوء إلى خبراء أجانب”. وكشف بالمناسبة عن “مشاركة الجزائر في معرض دولي بألمانيا شهر ماي القادم، وستشكّل فرصة للتعرف على أحدث التقنيات في المجال، والاحتكاك بخبرات الدول الأخرى”.
وبمحطة الإرسال لمؤسسة البث الإذاعي والتلفزي ببلدية الواقعة بجبل الأسود بقديل، دعا الوزير إلى ضرورة مواصلة العمل لتحسين البث الإذاعي والتلفزي وتوسيع التغطية خاصة بمناطق الظل الإعلامي.
وقال في هذا الشأن، إنّ “القضاء على نقاط الظل الإعلامي مرهون بتقوية البث بأجهزة إرسال جديدة، وهو ما يتم حاليا الاشتغال عليه، كما نظّمت بخصوصه جلسة عمل مع وزير المالية أين تم التوصل إلى رفع التجميد عن عدة مشاريع، الأمر الذي سيسمح بتوسيع التغطية الإذاعية والتلفزية مستقبلا”.
وكان للوزير لقاء مع صحفيّي وعمال المديرية الجهوية للغرب لوكالة الأنباء الجزائرية، أين وقف على سير العمل بمختلف أقسامها، تلاه لقاء آخر بمقر جريدة “الجمهورية” العريقة، أين شدّد لعقاب “على طاقمها وأيضا على كل الجرائد العمومية على ضرورة مضاعفة جهودهم لتقديم عمل احترافي بامتياز، والحفاظ على المكتسبات السابقة التي حقّقتها الأجيال السابقة”.
ولدى زيارته لفضاء التاريخ والذاكرة بوسط وهران، أكّد لعقاب للقائمين عليه على دعمه التام للجهود الرامية لحفظ الذاكرة التاريخية، وبالمحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري بوهران أشار الوزير إلى ضرورة إعادة تهيئتها وتجهيزها بأحدث المعدات حتى تتمكن من مواكبة التطورات، وأيضا للرفع من نسبة مشاركتها في الشبكة الإنتاجية الوطنية.
وكانت لوزير الاتصال وقفة بمقر الإذاعة الجهوية لوهران التي نشّط فيها لقاءً صحفيا، كاشفا عن التزام والي وهران السعيد سعيود بتوفير بعض أجهزة الإعلام الآلي للإذاعة الجهوية، مشيرا إلى أنه سيتوجّه مستقبلا لكل الولاة بطلب دعم الإذاعات الجهوية ومؤسسات الإعلامية بأدوات الإنتاج”.
وقام وزير الاتصال بتقديم واجب العزاء في وفاة الصحفي الراحل محمد مرزوقي، الذي وافته المنية الأربعاء الماضي بوهران عن عمر ناهز 77 سنة.
واختتمت الزيارة التفقدية لولاية وهران بالوقوف على سيرورة العمل بمقر المديرية الجهوية للنشر والإشهار.