طباعة هذه الصفحة

طبعتها الثانية اختتمت، أمس، بقالمة..

”لـونجة”.. تروي وقائع الجـرح الفلــسطــيـني

اختتمت، أمس بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي بقالمة، فعّاليات الطبعة الثانية من الأيام الوطنية للحكاية الشعبية “لونجة” بتقديم مجموعة من الحكايات الشعبية الفلسطينية التي تحمل قيما إنسانية وحضارية ممتدة الجذور.
 وفي حفل افتتاح هذه التظاهرة التي نظّمتها جمعية “هوارة” لإحياء التراث الشعبي ودعم الإبداع الثقافي لدى الشباب لولاية قالمة، تحت شعار” الحكاية الشعبية ودورها في دعم الثورة التحريرية المجيدة”، قدم الحكواتي الفلسطيني مصطفى الحمداني حكايتين شعبيتين من التراث الفلسطيني القديم تفاعل معهما الجمهور الحاضر بكثير من المشاعر.
 وقال الحكواتي لدى تقديمه للحكايتين الشعبيتين بأنّهما “تجسّدان نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحفاظ على أرضه وتاريخه وهويته التي يسعى المحتل الصهيوني لطمسها”.
 وتحمل الحكاية الأولى عنوان “حكاية الطفل الفلسطيني المغرب” التي يفتتحها الحكواتي بقوله “لا تسألوا من أين هذا الطائر.. ما هو غريب الدار يا إخوان” ليسترسل بعدها في وصف الطفل الفلسطيني الصغير أثناء محاولته البريئة لصيد هذا الطائر قبل أن يفسد الغازي الصهيوني هذه العلاقة الحميمية الطفولية التي تبقى مجرد ذكريات لدى الطفل الفلسطيني بعد أن أصبح شابا.
 أما الحكاية الثانية فتحمل عنوان “ظريف الطول” حيث لخّص فيها الحكواتي تمسّك الفلسطينيين بحقّهم في أرضهم من خلال شاب وسيم مجهول الاسم يحلّ بقرية صغيرة ويمارس فيها حرفته في النجارة، لكن بعد وصول المحتل الصهيوني إليها يترك محلّه ويقود مجموعة من الشبان لمقاومة الغزاة ثم يختفي، ممّا جعله محلّ إشادة كبيرة من سكان القرية الذين لا يعرفون عنه إلا طول قامته وشجاعته.
 وفي كلمته بالمناسبة، ثمّن الحكواتي وقوف الجزائر على المستويين الرسمي والشعبي مع القضية الفلسطينية، معتبرا بأنّ الحب المتبادل الذي ينبض في قلوب الشعبين الجزائري والفلسطيني نابع من التاريخ النضالي المشترك بينهما.
 من جهته، أشار فتحي عباسي رئيس جمعية هوارة إلى أنّ هذه الطبعة الثانية من التظاهرة نظمت تحت رعاية وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، وحورية عقون والي ولاية قالمة، بمناسبة الاحتفال بشهر التراث.
 بدوره، أفاد بوجمعة بن عميروش، مدير الثقافة والفنون بقالمة، بأنّ محور الطبعة الثانية من هذه الأيام يتناول موضوعا بالغ الأهمية، نظرا للدور الكبير الذي لعبته الحكايات الشعبية في الجزائر في الحفاظ على الهوية الوطنية والوقوف أمام كلّ محاولات المستعمر الفرنسي في إبعاد الشعب الجزائري عن جذوره الممتدة في عمق التاريخ.