طباعة هذه الصفحة

وقّعت كتابا يشرح طبيعة العمران بها في الفترة العثمانية

تسكورت تثمّن معالم مدينة القليعة التاريخية..

فاطمة الوحش

درست الدكتورة يمينة تسكورت في كتابها “صفحات وجيزة من تاريخ وآثار مدينة القليعة الفترة العثمانية” الصادر عن دار كوكب العلوم للنشر والتوزيع، المعالم التاريخية الموجودة في مدينة القليعة، مبرزة أهمية تخطيط واختيار الأماكن لإنجاز المعالم المعمارية المدنية والدينية في الفترة العثمانية، خاصة بالمناطق الساحلية والقريبة منها والتي تفرض بطرازها الجميل والمتميز تحقيق أهداف أساسية منبعها العقيدة الدينية السليمة والحماية الصحية والنجاح الاجتماعي والتطور الاقتصادي.

وأشارت الدكتورة تسكورت في تصريح لـ«الشعب”، إلى أنّ أهم ما يميز العمارة الإسلامية في الفترة العثمانية بالجزائر، خاصة المباني الدينية، من مساجد وأضرحة، هو بناؤها وفق نمطين مختلفين أو طرازين، الأول: محلي وبنيت حسبه وفق التقاليد المحلية والتي كانت سائدة قبل الدخول العثماني، أما الثاني فكان طبقا للطراز العثماني، وقالت إنّنا “نجدها بمختلف المدن الجزائرية الكبيرة منها والصغيرة، وقد كان بناؤها عموما جمعا بين التقاليد المحلية والتأثيرات الوافدة، كما لاحظنا أنّ المساجد التي بنيت بالمدن الصغرى غالبا ما كانت تبنى وفق التخطيط المحلي، وهذا لصغر مساحة المدينة ولقلّة عدد سكانها.
وذكرت المتحدّثة أنّها تطرقت في كتابها إلى دراسة تلك المعالم الأثرية، بالإضافة إلى أنماط منازل تلك المدينة التي تعود للفترة العثمانية، والبرج العثماني المتبقّي من السور الخارجي وأبوابه، لتكتمل صورة المدينة الإسلامية والمجسدة في القليعة، وقالت: وهي حقيقة اسم على مسمى.
وأكّدت الكاتبة أنّ هدفها من الدراسة هو إبراز مميزات مدينة القليعة المعمارية كمثيلاتها من المدن المجاورة لها.
وللبيئة أثر واضح في نمط العمارة في الجزائر – تقول الكاتبة - فالمناخ من جهة وعادات وتقاليد النسيج السكاني من جهة أخرى، فرضا أساليب بناء المنازل والمساجد والزوايا، ومدينة القليعة من بين المدن التي توفرت بها تلك المواصفات، ما أتاح دراسة معالمها التي تعود إلى الفترة العثمانية كمعالم أثرية ميدانية بأخذ الصور والقياسات قبل اندثارها، مثل معالم مدينة القليعة وتحصيناتها، ومسجدها الجامع العتيق، وكذا مسجد سيدي علي مبارك وضريحه، إضافة إلى ما تبقى من تحصيناتها كالحصن أو البرج العسكريين، ما كرّس لدينا فكرة أنّ الآثار العثمانية المادية الثابتة، استقى بناتها طريقتهم من الحضارات الإسلامية السالفة” تقول المتحدّثة.
وأضافت: “كانت أدلتنا الأولى لهذا كلّه النصوص التاريخية، دخول حسن باشا بن خير الدين الذي حكم الجزائر سنة 1544م منطقة تيبازة، ليؤسس بلدة القليعة سنة 967 هـ / 1550 م، وأسكن فيها الحضر وأفرادا من قبائل الساحل والمتيجة، إضافة إلى الأندلسيين وبعض العثمانيين، وأضحت فيما بعد تعد من أهم أراضي الفحوص.
وذكرت تسكورت أنّ “الملاحظ اليوم لوضعية المدينة العتيقة بالقليعة الواقعة بمنطقة تيبازة، سيئة للغاية وتزداد سوءا يوما بعد يوم، وذلك جراء العوامل الطبيعية والبشرية التي لا ترحم، فقد كانت بعد سنة 1840م هدفا من طرف المستعمر الفرنسي لطمس معالمها وتشويه النسيج العمراني الأصلي لها، وبعدها عرفت المدينة نوعا من الاختناق ترتّب عنه التوسّع على حساب المساحات الخضراء للمدينة، ولم يكتفوا بهذا، بل امتدت أياديهم إلى المنازل الفخمة وسلبوها من أهلها وأحدثوا على عمارتها تغييرات وتجديدات كثيرة، حتى أنّهم أحدثوا طوابق حديثة، هذا ما أفقدها جمالها وأصالتها.