طباعة هذه الصفحة

سهيل مداح:

نجاح المعركة التنمويـة مرهـون باستقطاب الكفاءات

فضيلة بودريش

اعتبر سهيل مداح مرقي بالبورصة أن معركة التنمية الاقتصادية اليوم تكمن في استقطاب أكبر عدد من الكفاءات ذات المستوى العالي في الصناعة والتسيير الجيد والابتكار والترويج، ويرى أن الاقتصاد الذي ينجح في جذب واستمالة هذه الأخيرة من شأنه أن يسيطر على السوق ويفتك نسب عالية من النمو ويخلق الثروات ويقضي على البطالة، وفي ظلّ النقص الكبير في الإعلام وفي ترسيخ ثقافة ترقية المؤسسة الصغيرة لدخول البورصة والاستفادة من الامتيازات الكبيرة، لاسيما القروض بلا فوائد وكذا الإعفاءات الجبائية، شدّد على ضرورة الانفتاح الكبير على النسيج المؤسساتي ومرافقته تقنيا للرفع من نسبة نمو الاقتصاد الوطني باعتباره التحدي الأكبر.   

راهن سهيل مداح مرقي بالبورصة على القيمة المضافة والمستوى المعتبر للنجاعة الذي يمكن أن تفتكه المؤسسة الصغيرة والمتوسطة التي تتطلع إلى تنافسية أكبر، ومن الشروط التي يعتقد أنها يجب أن تتوفر فيها لتلج البورصة أن تكون أهدافها المستقبلية واضحة المعالم ولها نجاعة وجدوى اقتصادية على المدى المتوسط والبعيد، وقال أن جميع الظروف هيّأت لتتطوّر من خلال تأهيلها من طرف المرقي كمرحلة ضرورية لتستفيد من الامتيازات وتنخرط في معركة التنمية وتتوسّع أكثر. ومن التحديات التي تواجه المرقي الذي تعد مهنته جديدة ودوره كبير في الرهان الاقتصادي الحالي، تخوف العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الإقبال على سوق البورصة، على اعتبار أن النظام التمويلي في الجزائر متنوع وفي المتناول، حيث يمكن للمؤسسة أن لا تلجأ للبورصة كمصدر تمويل وحيد بل إلى البنوك أو عدة صيغ أخرى متاحة في المنظومة المالية.  وتحدّث مداح في سياق متصل باستفاضة عن أهمية استقطاب الادخار للعائلات نحو البورصة لاستغلاله في التنمية، وقدر حجمه بالسقف المعتبر والذي يذهب إلى التجارة بدل الإنتاج وتجسيد القيمة المضافة، بالإضافة إلى السوق الموازية والتي تؤثر بشكل كبير على المنحى التصاعدي لخلق الثروة وتنافسية المنتوج الوطني.
  ولوج المؤسسات الكبرى
 يشجع الأصغر منها
وتأسف المرقي لتسجيل وجود بعض المؤسسات ذات الطابع “الطفيلي” والتي تبحث فقط عن الامتياز على حساب ترقية المنتوج الوطني، وتتساءل ماذا تستفيد من البورصة، ولا تنجذب حتى وإن كان الانضمام للبورصة سيمنحها تمويل مباشر من دون فوائد، ويعد تمويلا تشاركي وليس عن طريق التدين، ولا يغريها ذلك لأنها تبحث عن ربح سريع ولا تبحث عن تطوير قدراتها وتوسيع آلتها الإنتاجية وولوج مساحة أكبر من الأسواق، وتعتقد أنه يكفيه الربح الذي تحقّقه في ذلك الإطار الضيق الذي لا يسمح لها بتطوير قدراتها، مرجعا ذلك إلى وجود نقص كبير في الإعلام والتحسيس والتوعية حتى لا ترى المؤسسة أن دخول البورصة يعد مغامرة لها.   
وفي رده، على سؤال يتعلق بأن كان المرقي بولوجه الحديث للنشاط يواجه تحديات وتصادفه عراقيل، فنّد مداح ذلك وأوضح يقول إنه لا توجد في الواقع أي عراقيل تقنية، لكن بخصوص الأطراف الذين يتصلون بهم ويتعلق الأمر ببعض أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يسجلون ثقلا في الاستجابة. ومن الحلول التي اقترحها سهيل مداح اقتحام المؤسسات العمومية، خاصة الكبرى منها السوق المالية حتى تطمأن الأصغر منها بل وتشجعها وترسخ أكثر ثقافة البورصة وسط الآلة الإنتاجية والنسيج المؤسساتي بمختلف أحجامه، في ظلّ وجود سوق موازية تستقطب بدورها نشاط العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتتواجد فيها، علما أن تمويل البورصة للمؤسسات علما جميع فوائد التمويل تتحمله وتغطيه الخزينة العمومية.  
لماذا هذه المشاريع
لا تمرّ عبر السوق المالية؟
ومن بين المقترحات المهمة التي طرحها المرقي سهيل مداح ولها آثار إيجابية على التنمية، إدماج العديد من المشاريع المضمونة الربح في البورصة مثل مشروع توسيع خطوط الترامواي لأنها مضمونة النجاح وكذا “البياج” في الطريق السريع ونقصد به تسديد الثمن الرمزي لعبور الطريق السيار شرق ـ غرب، وما إلى غير ذلك.   
وقدّم مداح شروحات واسعة على الامتيازات الكبيرة التي تضمنها قانون المالية 2014، خاصة ما تعلّق بالإعفاءات الجمركية التي تستفيد منها المؤسسة التي تفتح رأسمالها، فعلى سبيل المثال المؤسسة التي تفتح رأسمالها بنسبة 50 بالمائة، فإنها تستفيد من إعفاءات مماثلة لسقف النسبة، علما أن من يطرح الأسهم مستفيد وكذلك من يقتني السندات له بالمثل.
وقال المرقي بالبورصة مداح، أن الحكومة تكفلت بكل كبيرة وصغيرة حتى تكرّس جميع الامتيازات والإعفاءات المغرية للمؤسسة والمستثمر حتى ينخرطوا في معركة الرفع من تنافسية الإنتاج الوطني والسير في طريق خلق الثروة والقيمة المضافة خارج قطاع المحروقات. ولم يخف في تأكيداته أن المؤسسات الكبرى الثمانية المعنية بدخول البورصة مازالت لم تقدم بعد ورقة طريقها، مشيرا أنه من المنتظر أن تدخل 4 مؤسسات كبرى البورصة في 2015، وذكر أن جميع الجهود تبذل حتى يشجع المستثمر وأصحاب المؤسسات لدخول البورصة شرط أن لا تمارس المؤسسة التجارة بل تخلق الثروة، ويكون فوق ذلك لها مشروع نجاحه مضمون لحماية أموال المستثمرين.  
وكشف مداح عن تسجيل وجود شركتين في الخدمات تعتزمان دخول البورصة قريبا ومنذ إعلان هذه النية تلقتا عروض شراكة واعدة، علما أن الدخول إلى البورصة مغر”في ظل وفرة السيولة المالية وإمكانية توسيع الاستثمار” وكذلك الدينامكية الإنتاجية.  
إجراءات تحفيزية مغرية
ويجري التفكير في الوقت الراهن في ظلّ وجود برامج كبيرة لترقية وتأهيل ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص، خاصة من طرف المرقيين من أجل طرح مقترحات لإدماج العديد من المؤسسات المستفيدة من التأهيل على غرار الشركات الناشطة في مجال المعلوماتية الحديثة المتواجدة بسيدي عبد الله في البورصة، ومرافقتها لكن المرقين اشترطوا ضرورة التنسيق والانسجام بين عملية التأهيل ثم المرافقة لدخول البورصة. وبدا محدثونا واثقا أن الإجراءات التحفيزية والتي تصبّ في مجال تأهيل المؤسسة تعتبر الأحسن والأهم في العالم، وأوضح أنه قبل توجه وانفتاح المؤسسة على البورصة يتم تحديد الوضع الاقتصادي والقيمة المالية للبورصة، علما أنه وصف البورصة بالمشروع الاقتصادي الوطني، وإمكانية أن تتحول المؤسسة الصغيرة عبر بوابة البورصة إلى مؤسسة كبيرة تخلق الثروة وتستحدث مناصب الشغل، على اعتبار أن نسبة التشغيل فيها كبير ولها ثقل في النشاط الاقتصادي.