طباعة هذه الصفحة

أشرفا على توقيع الاتفاقية، نسيب ونوري بورڤلة

شراكة جزائرية - إسبانية لإنجاز مركب فلاحي بوادي ريغ

مبعوثة “الشعب” إلى ورقلة: سعاد بوعبوش

200 ألف هكتار للاستصلاح الزراعي لشباب المنطقة

أشرف وزير الموارد المائية حسين نسيب، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، أمس، بولاية ورقلة، على مراسم إمضاء العقد البرتوكولي بين كل من الديوان الوطني للسقي وصرف المياه، ممثلا عن الجانب الجزائري، ومؤسستين إسبانيتين “إيكانتارا وسيستامز” و«امبريسا للتحويل الزراعي”، لإنجاز مشروع “مركب فلاحي صناعي” بوادي ريغ.
في هذا الإطار، قال نسيب إن المركب يعد مشروعا نموذجيا موجها لكل أهالي المنطقة في مجال الاستغلال الفلاحي لإنتاج البواكير ذات القيمة الإضافية العالية باستخدام المياه الحرارية الجوفية، بسهل وادي ريغ، وهو الأول من نوعه في الجزائر، حيث يتربع على مساحة إجمالية 250 هكتار تم تخصيصها لإقامة بيوت بلاستيكية مجهزة للزراعة خارج التربة على مراحل، ما سيساعد على خلق 500 منصب شغل والتسيير العقلاني في استهلاك الماء استنادا لنظام السقي الممركز.
وأكد الوزير على مرافقة الشباب الراغبين في خوض هذا النوع من الفلاحة العصرية، انطلاقا من كون الوزارة تهدف إلى تعميم التقنية، بما يسمح للمشروع بتكثيف الإنتاج وخفض العجز المسجل في السوق المحلية باعتباره يعتمد على استخدام الطاقة الحرارية الجوفية المستخرجة من عمق الأرض التي كانت سابقا إشكالية، وتم استثمار هذه الطاقة من خلال الشراكة الإسبانية للحصول على محصول زراعي ذي قيمة عالية، ناهيك عن انعدام تكلفة الطاقة وتوفير الظروف البيئية المثالية لإنتاج الخضروات.
وأكد المسؤول الأول عن قطاع الموارد المائية، أن الديناميكة التي تعرفها المشاريع المسطرة ستستمر حتى بعد التقسيم الإداري، مشيرا إلى أن الدولة استثمرت بمنطقة الجنوب أكثر من 400 مليار دج بولايات الجنوب لإنجاز مشاريع استثمارية هامة، كتحويل مياه عين صالح إلى تمنراست، ومشروع الحد من صعود المياه إلى السطح بكل من وادي سوف وورقلة وغيرها من المشاريع في الصرف الصحي وغيرها.
إلى جانب ذلك، عبر نسيب عن ارتياحه لوضعية الولاية من حيث الموارد المائية التي تعتمد على الثروة المائية الباطنية، بالنظر للطبيعة المناخية التي تتميز بها؛ عامل يلزمها اللجوء للمياه الجوفية من خلال 839 بئر عملية تضمن أكثر من 883 متر مكعب يوميا لتغطية طلب ما يفوق 558 ألف نسمة، كاشفا عن تسطير إنجاز 11 محطة معالجة للمياه بالمنطقة التي تعاني نسبة ملوحة عالية.
بدوره قال وزير الفلاحة عبد الوهاب نوري، إن مشروع المركب هو مشروع سيسمح باستغلال الإمكانات الهائلة التي تتوافر عليها التي ستسمح في السنوات القليلة باستغلالها في الفلاحة العصرية ودعم المستثمرات الفلاحية بمختلف أحجامها، داعيا شباب المنطقة إلى التجاوب مع هذا المشروع لجعل الولاية قطبا فلاحيا هاما، على غرار وادي سوف وبسكرة، خاصة وأن الهدف من المشروع هو الرفع من مردودية الأراضي الفلاحية بالاعتماد على آخر التقنيات الحديثة لربح معركة الأمن الغذائي، خاصة وأنه تم تخصيص 200 ألف هكتار لشباب المنطقة لاستصلاحها.
وأشار نوري إلى حرص دائرته الوزارية على وضع خريطة لما يجب أن يكون عليه العمل بهذه الولاية، من خلال التنسيق المشترك مع وزارة الموارد المائية لترجمة جهود الدولة الهادفة إلى وضع ولايات الجنوب في مسارها الحقيقي، حتى تكون قطبا فاعلا في الاقتصاد الوطني.
في سياق آخر أعطى الوزيران إشارة انطلاق عديد المشاريع، في مقدمتها المركب الهيدروليكي ببلدية المقارين الذي يتوافر على أحدث التجهيزات التقنية، المنجز في إطار البرنامج التكميلي للدعم الاقتصادي والذي سيساهم في نمو وتحسين وتيرة التزود بالمنطقة، حيث من المنتظر أن يغطي طلب 20 ألف نسمة على مدار 24 ساعة.
إلى جانب مشروع إعادة تأهيل قناة وادي ريغ، الممتد على طول 150 كلم والذي يعد شريانا اقتصاديا هاما بمنطقة الجنوب الجزائري لإنتاج التمور، ويضم ما يقارب 50 واحة، من شأنه ضمان كل من عملية التطهير الفلاحي عن طريق هذه القناة التي تعد محور ربط هاما بين كل من ولايتي الوادي ورقلة على طول 130 كلم بسرعة تدفق تصل إلى 7 أمتار مكعبة/ثانية، إضافة إلى مختلف عمليات الصرف الصحي بالمناطق الحضرية المجاورة التي تفوق 500 ألف نسمة.
بالإضافة إلى تدشين محطة تحلية المياه غربوز ببلدية ورقلة، التي تصل قدرة معالجتها إلى 2250 متر مكعب يوميا، ما يغطي احتياجات 10000 ألف نسمة ويساهم بشكل كبير في تحسين نوعية المياه وفق المعايير المعمول بها دوليا.