طباعة هذه الصفحة

تداعيات إنسانية خطيرة للارهاب في السّاحل

3 ملايين شخص شرّدهم العنف و20 مليون يفتقرون للغذاء

دفوس فضيلة

يبدي العالم أجمع انشغالا عميقا بظاهرة الارهاب التي أخدت تتمدّد في منطقة الساحل ويزداد انشغاله بتداعياتها الأمنية، لكن قلّ ما يلتفت المجتمع الدولي للمآسي الانسانية المروّعة التي تخلّفها، والتي تمسّ نحو 20 مليون شخص يفتقرون إلى الغذاء  بتسع دول في هذه المنطقة الساخنة، وهي بوركينا فاسو، الكاميرون، تشاد، غامبيا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا والسنغال.

ولمواجهة هذا الوضع الإنساني المزري، وجّهت الأمم المتّحدة وشركاؤها الانسانيون نداءً لجمع مليار و960 مليون دولار.
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للمنظمة الدولية أنّ النّداء يهدف إلى مساعدة أكثر من 20 مليون شخص يفتقرون إلى مساعدة غذائية فورية، وقرابة ستة ملايين طفل دون الخامسة من العمر سيعانون من سوء تغذية حاد في العام الحالي.
 وقال روبرت بايبر المنسق الانساني الاقليمي: “إنّ تصعيد العنف يهدّد التقدم الذي أحرز بصعوبة تامة لكسر حلقة الحاجات المتنامية في الساحل”.
وأضاف أنّ “العنف في شمال شرق نيجيريا والوضع المتقلّب في  شمال مالي والأزمة في جمهورية إفريقيا الوسطى ما زالت تولد الألم للتجمعات البشرية التي تعدّ من بين الأكثر فقرا في العالم”.
ورأت منسّقة عمليات الاسعاف الطارئة في الأمم المتحدة فاليري اموس أنّ “هذا الوضع يفرض دعم المجتمع الدولي وقيادة قوية من جانب حكومات المنطقة لكي لا يتم نسيان شعوب السّاحل”.
وأدّت النّزاعات في المنطقة ومنها النزاع في مالي وهجوم بوكو حرام على نيجيريا والدول المجاورة، إلى فرار 2,8 مليون شخص منذ عام، أي مليون شخص أكثر من العام الماضي في الفترة نفسها.
 
مزيد من النّازحين

مازالت موجات الفارين من عنف وإرهاب “بوكو حرام” في نيجيريا تتدفّق إلى كل من الكاميرون وتشاد والنيجر، مشكّلة فصلا آخر من المعاناة والعذاب، على أساس أنّ الدول المستقبلة لهؤلاء النازحين تعاني مجتمعاتها أصلا من الفقر والعوز والحاجة.
وبهذا الخصوص، تقول وكالات الأمم المتحدة الإنسانية أنّ عدد النّساء والأطفال من بين هؤلاء الفارين آخذ في الازدياد، معربة عن قلقها إزاء انعدام الأمن الغذائي للأطفال اللاجئين الذين يصلون حديثا، والذي يعاني 1 من كلّ 3 أطفالمن سوء التغذية.
ويعمل برنامج الأغذية العالمي على أرض الواقع في الكاميرون وتشاد والنيجر، ويحاول زيادة استجابته للتعامل مع تدفق اللاجئين، ولكن انعدام الأمن يجعل تلك المهمة محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد، خاصة في المناطق النائية.
ويسعى البرنامج للوصول إلى 238 ألف شخص مع المساعدات الغذائية على مدى 12 شهرا، وتصل كلفة عملية الطوارئ الإقليمية حتى نهاية هذا العام إلى أكثر من 50 مليون دولار أمريكي.